وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

حديث: وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

عن ذكوان حاجب عائشة قال: دخل ابن عباس على عائشة وهي تموت فقال لها: كنتِ أحبَّ نساء رسول اللَّه ﷺ إلى رسولُ اللَّه ﷺ، ولم يكن رسولُ اللَّه ﷺ يحبُّ إلّا طيبًا، وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الرّوح الأمين، فأصبح ليس مسجدٌ من مساجد اللَّه يذكر فيه اسم اللَّه إلّا وهي تتلى فيه آناء اللّيل وآناء النّهار.

حسن: رواه عثمان بن سعيد الدّارميّ في «الرّد على بشر» (١/ ٥٢٠)، وفي «الرّد على الجهميّة» (٨٤) عن النّفيليّ، ثنا زهير بن معاوية، ثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم، حدثني عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة أنّه حدّثه ذكوان صاحب عائشة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه جانب من مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره.

شرح المفردات:

● حاجب عائشة: خادمها الذي يقوم على بابها.
● وهي تموت: في سياق الحديث يقصد في مرض موتها الذي توفيت فيه.
● براءتك: المقصود الآيات التي نزلت تبرئها من حادثة الإفك، وهي في سورة النور.
● من فوق سبع سماوات: تأكيد على أن مصدر القرآن هو الله تعالى من العلو.
● الرّوح الأمين: هو جبريل عليه السلام.
● آناء اللّيل وآناء النّهار: يعني في جميع الأوقات، ليلاً ونهاراً.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا ذكوان حاجب عائشة رضي الله عنها أن ابن عباس دخل عليها في مرض وفاتها ليعزّيها ويسليها، فذكر لها ثلاثة أمور عظيمة ترفع منزلتها وتخفف عنها سكرات الموت:
1- محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها: أخبرها أنها كانت أحب نسائه إليه، وهذا تشريف عظيم.
2- سبب تلك المحبة: أرجع ذلك إلى طيب أصلها وعفتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا الطيب، فمحبته لها دليل على طيبها.
3- تشريف الله تعالى لها: بأن أنزل قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة يبرئها من الفرية العظيمة التي تعرضت لها، وهذا تكريم لم تحظ به امرأة أخرى.

الدروس المستفادة منه:

1- فضل أم المؤمنين عائشة: الحديث يبين مكانتها الرفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند الله تعالى، حيث خصها الله بآيات تتلى في محاريب المسلمين.
2- التأسي بابن عباس في أدب الزيارة والمواساة: حيث دخل عليها في ساعة عصيبة وذكرها بمحاسنها ومكارمها لتهون عليها سكرات الموت، وهذا من حسن العزاء والتأدب مع الكبار.
3- أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تابعة للتقوى والصلاح: فقوله: "ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبًا" دليل على أن محبته كانت based on التقوى والصلاح، لا على مجرد الهوى.
4- عظمة القرآن وخلوده: فإن براءة عائشة أصبحت جزءًا من القرآن يتلى في جميع المساجد إلى يوم القيامة، مما يدل على أن ذكر الصالحين يبقى ويخلد.
5- الدفاع عن أعراض المؤمنين: فإن الله تعالى تولى الدفاع عن عرض أم المؤمنين بنفسه، مما يدل على وجوب نصرة المظلوم والذب عن أعراض المسلمين.

معلومات إضافية مفيدة:

- حادثة الإفك التي نزلت فيها الآيات (من الآية 11 إلى الآية 20 من سورة النور) كانت اختبارًا عظيمًا لأم المؤمنين عائشة وأهل الإيمان، وكانت من أصعب الفترات في حياتها، فجاءت براءتها من السماء لتكون عبرة للأمة إلى يوم القيامة.
- قول ابن عباس: "ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبًا" هو استنباط عظيم منه رضي الله عنه، حيث ربط بين محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها وبين طيب أصلها وخلقها، مما يدل على فقهه العميق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عثمان بن سعيد الدّارميّ في «الرّد على بشر» (١/ ٥٢٠)، وفي «الرّد على الجهميّة» (٨٤) عن النّفيليّ، ثنا زهير بن معاوية، ثنا عبد اللَّه بن عثمان بن خُثيم، حدثني عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة أنّه حدّثه ذكوان صاحب عائشة، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٤٩٦)، والطبرانيّ في الكبير (١٠/ ٣٩٠)، وأبو يعلى (٢٦٤٨) كلّهم من طرق عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم مطوّلًا.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم وهو وإن كان من رجال مسلم إلّا أنه «صدوق» كما في «التقريب».
وأصل القصّة أخرجها البخاريّ في التفسير (٤٧٥٣) من وجه آخر عن ابن أبي مليكة قال: استأذن ابن عباس -قبيل موتها- على عائشة، وهي مغلوبة قالت: أخشى أن يُثني عليَّ. فقيل: ابن عمّ رسول اللَّه ﷺ ومن وجوه المسلمين. قالت: ائذنوا له، فقال: كيف تجدينكِ؟ قالت: بخير إن اتقيتُ. قال: فأنت بخير إن شاء اللَّه تعالى، زوجةُ رسول اللَّه ﷺ، ولم ينكِح بِكرًا غيرك، ونزل عذرُك من السّماء. . . ودخل ابنُ الزبير خلافه، فقالتْ: دخل عليّ ابن عباس فأثنى عليّ، وددتُ أني كنتُ منسيًا منسيًّا. انتهى.
وقوله: «خلافه» أي بعد أن خرج ابن عباس من عندها فتخالفا في الدّخول والخروج ذهابًا وإيابًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 238 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

📜 حديث: وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية