حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات العلو للَّه تعالى

عن البراء بن عازب، عن النبيّ ﷺ قال: «إنّ العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، أنزل اللَّه إليه ملائكة من السماء -فساق الحديث كما سيأتي بكامله في إثبات عذاب القبر- فيخرج روحه، فيصعدون به حتى ينتهوا به إلى السماء، فيستفتح فيفتح له، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول اللَّه عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، وأما الكافر قال: ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون فلا يُفتح له، ثم قرأ: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾ [سورة الأعراف: ٤٠]». . . فذكر الحديث.

صحيح: رواه أبو داود (٤٧٥٣) عن هناد بن السّريّ -وهو في زهده (٣٣٩) - والإمام أحمد (١٨٥٣٤) كلاهما -أعني هنّادًا والإمام أحمد- عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء.

عن البراء بن عازب، عن النبيّ ﷺ قال: «إنّ العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، أنزل اللَّه إليه ملائكة من السماء -فساق الحديث كما سيأتي بكامله في إثبات عذاب القبر- فيخرج روحه، فيصعدون به حتى ينتهوا به إلى السماء، فيستفتح فيفتح له، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول اللَّه ﷿: اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، وأما الكافر قال: ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون فلا يُفتح له، ثم قرأ: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾ [سورة الأعراف: ٤٠]». . . فذكر الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي أشرت إليه حديث عظيم، يصف حال المؤمن والكافر عند الموت، وهو جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره. وإليك الشرح المفصل له:


النص الكامل للجزء المذكور (باختصار):
عن البراء بن عازب رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:
«إِنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ... فَيُخْرِجُونَ رُوحَهُ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إِلا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلانُ بْنُ فُلانٍ - بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى...».
وأما الكافر:
«...فَتُصْعَدُ بِرُوحِهِ، فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إِلا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الخَبِيثَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلانُ بْنُ فُلانٍ - بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ - حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ، فَلا يُفْتَحُ لَهُ...». ثم تلا: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ [الأعراف:40].


1. شرح المفردات:


● انقطاع من الدنيا: اقتراب أجل العبد وخروجه من الدنيا.
● إقبال من الآخرة: بدء دخوله في مرحلة الآخرة.
● يستفتحون: يطلبون فتح أبواب السماء له.
● عِلِّيِّينَ: مكان عالٍ في الجنة، أو في السماء السابعة، حيث تكتب أعمال الصالحين.
● أعيدوه إلى الأرض: أي ردوا روحه إلى جسده في القبر للسؤال والبرزخ.
● الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ: روح المؤمن الطاهرة بالإيمان.
● الرُّوحُ الخَبِيثَةُ: روح الكافر الخبيثة بالكفر والشرك.


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف الحديث حال المؤمن والكافر عند الموت وما يحدث لروحهما بعد خروجها من الجسد:
● المؤمن: تنزل إليه ملائكة الرحمة بلطف وسكينة، وتخرج روحه برفق، ثم تصعد بها الملائكة إلى السماء، فتفتح لها أبواب السماوات واحدة تلو الأخرى حتى تصل إلى السماء السابعة، فيأمر الله تعالى بكتابة اسمه في "عِلِّيِّينَ" (أعلى مكان في الجنة)، ثم ترد روحه إلى جسده في القبر لتسأل عن دينها وتنعم في البرزخ.
● الكافر: تنزل إليه ملائكة العذاب بعنف وقسوة، وتخرج روحه بشدة، فإذا صعدوا بها إلى السماء استفتحوا فلم يفتح لهم، ويلقون بالرد القاسي، ثم ترد روحه إلى جسده في القبر لتعذب.


3. الدروس المستفادة من الحديث:
1- تفاضل الناس عند الله بالإيمان: فالمؤمن يُكرم والكافر يُهان.
2- حقيقة الموت وبداية حياة البرزخ: الموت ليس فناءً، بل هو انتقال من دار العمل إلى دار الجزاء.
3- عظمة نعيم المؤمن وعذاب الكافر: يبدأ النعيم أو العذاب من لحظة خروج الروح.
4- أهمية الاستعداد للموت: بالإيمان والعمل الصالح، فإن الإنسان لا يدري متى يفجأه الموت.
5- التذكير بالآخرة: يحثنا على الإقبال على الطاعات واجتناب المعاصي.
6- التسليم بقضاء الله وقدره: فالأمر كله بيد الله، وهو الذي يقبل الروح الطيبة ويرد الخبيثة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت عذاب القبر ونعيمه، وهو من عقائد أهل
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٧٥٣) عن هناد بن السّريّ -وهو في زهده (٣٣٩) - والإمام أحمد (١٨٥٣٤) كلاهما -أعني هنّادًا والإمام أحمد- عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء.
انظر تخريجه كاملًا في إثبات عذاب القبر.
وقول اللَّه تعالى: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾: دلالة ظاهرة أن اللَّه عز وجل فوق السماء؛ لأنّ أبواب السماء إنما تفتح لأرواح المؤمنين لرفع أعمالهم إلى اللَّه عز وجل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 241 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

  • 📜 حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب