حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات العلم للَّه تعالى

عن عمّار بن ياسر قال: لقد دعوتُ بدعوات سمعتهنّ من رسول اللَّه ﷺ فقال: «اللَّهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، اللهمّ أسألك خشيتَك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الغضب والرِّضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا يبيد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مضلّة، اللهم زيَّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين».

صحيح: رواه النسائيّ (١٣٠٥)، وصحّحه ابن خزيمة في التوحيد (١٤) وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٧١)، والحاكم (١/ ٥٢٤)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٢٧)، والدّارميّ في الرّد على الجهمية (١٨٨) كلّهم من حديث حماد بن زيد، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: «صلّى بنا عمّار بن ياسر يومًا صلاة فأوجز فيها، فقال بعض القوم: لقد خفّفت -أو كلمة نحوها- فقال: لقد دعوتُ بدعوات سمعتهنّ من رسول اللَّه ﷺ.

عن عمّار بن ياسر قال: لقد دعوتُ بدعوات سمعتهنّ من رسول اللَّه ﷺ فقال: «اللَّهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، اللهمّ أسألك خشيتَك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الغضب والرِّضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا يبيد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك في غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مضلّة، اللهم زيَّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع الدعاء النبوي، رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، والحاكم، وصححه الألباني. وهو دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة، وقد دعا به النبي ﷺ وتعلمه منه الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● بعلمك الغيب: أي بعلمك الذي لا يخفى عليه شيء.
● قدرتك على الخلق: أي بقدرتك التامة على كل المخلوقات.
● القصد: الاعتدال والوسطية في الإنفاق، لا إسراف ولا تقتير.
● نعيمًا لا يبيد: نعيماً دائماً لا يفنى، وهو نعيم الجنة.
● قرة عين لا تنقطع: سرور وفرح دائم لا ينقطع.
● الرضا بعد القضاء: الرضا بقدر الله بعد وقوعه.
● برد العيش بعد الموت: يعني الراحة والنعيم في القبر والآخرة.
● لذة النظر إلى وجهك: أي لذة رؤية الله تعالى في الجنة.
● في غير ضراء مضرة: أي دون ضرر أو أذى.
● ولا فتنة مضلة: أي دون فتنة تضل عن طريق الحق.
● زينة الإيمان: يعني الحلية الباطنة من التقوى والصدق والإخلاص.
● هداة مهتدين: أي داعين إلى الهدى ومهتدين بأنفسهم.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى بصفاته العظيمة: علمه الغيب وقدرته المطلقة، ثم يسأل الله أن يحييه ما كانت الحياة خيراً له في دينه ودنياه، وأن يتوفاه إذا كانت الوفاة خيراً له. ثم يتضمن الدعاء طلباً لأعلى المراتب الدينية والدنيوية: من الخشية لله في السر والعلن، وقول الحق في كل حال، والاعتدال في الغنى والفقر، ونعيم الآخرة الدائم، والرضا بقضاء الله، ورؤية الله في الجنة، والشوق إلى لقائه دون ضرر أو فتنة. وينتهي بطلب الزينة بالإيمان والهداية للدعوة إلى الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- حسن الأدب مع الله: حيث بدأ الدعاء بالثناء على الله قبل الطلب.
2- الاستسلام لقضاء الله: في طلب الحياة والموت عندما يكون ذلك خيراً للعبد.
3- طلب الثبات على الحق: في جميع الأحوال، في الغضب والرضا، والفقر والغنى.
4- الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة: بطلب النعيم الدائم والقرة الدائمة.
5- سؤال الله أعلى المراتب: كرؤية الله في الجنة، والشوق إلى لقائه.
6- الدعاء بالهداية والدعوة إلى الله: بأن يجعلنا الله هداة مهتدين.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ.
- يجوز الدعاء به في الصلاة وفي غيرها، وخاصة في أوقات الإجابة كالسجود وآخر الصلاة.
- فيه سؤال لله تعالى بأسمائه وصفاته (العليم، القدير) مما يزيد في إجابة الدعاء.
- ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويدعو به، فإنه يجمع خيري الدنيا والآخرة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للدعاء والأعمال الصالحة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (١٣٠٥)، وصحّحه ابن خزيمة في التوحيد (١٤) وعنه ابن حبان في صحيحه (١٩٧١)، والحاكم (١/ ٥٢٤)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٢٧)، والدّارميّ في الرّد على الجهمية (١٨٨) كلّهم من حديث حماد بن زيد، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: «صلّى بنا عمّار بن ياسر يومًا صلاة فأوجز فيها، فقال بعض القوم: لقد خفّفت -أو كلمة نحوها- فقال: لقد دعوتُ بدعوات سمعتهنّ من رسول اللَّه ﷺ. قال: فلما انطلق عمار أتبعه رجل -وهو أبي- فسأله عن الدّعاء، ثم جاء فأخبر به، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة وثّقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخره ولكن رواية حماد بن زيد عنه قبل اختلاطه.
انظر تخريجه مفضلًا في باب إثبات الوجه اللَّه تعالى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 222 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

  • 📜 حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب