أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

حديث: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ يقول: «أعوذ بعزّتك الذي لا إله أنت الذي لا يموت، والجنّ والإنس يموتون».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٨٣)، ومسلم في الذّكر (٢٧١٧) كلاهما من حديث عبد الوارث، حدثنا حسين المعلم، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ يقول: «أعوذ بعزّتك الذي لا إله أنت الذي لا يموت، والجنّ والإنس يموتون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:

عن ابن عباس، أنّ النبيّ ﷺ يقول: «أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ».

1. شرح المفردات:

* أعوذُ: ألجأ وأعتصم وأتحصن.
* بعزَّتِكَ: العزة هنا صفة من صفات الله تعالى، وتعني القوة والغَلَبة والارتفاع والامتناع، فالله هو العزيز الذي لا يُغلب، ولا يُعجزه شيء.
* الذي لا إله إلا أنت: كلمة التوحيد الخالص، التي لا معبود بحق إلا الله سبحانه.
* الذي لا يموت: أي الحي الذي لا يفنى، الباقي الذي لا زوال له.
* والجن والإنس يموتون: يشمل هذا كل المخلوقات من الإنس والجن، فهم جميعًا تحت سلطان الموت والفناء.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء العظيم أن نلتجئ ونعتصم بعزة الله تعالى المطلقة، التي هي من لوازم ذاته الأزلية. فنحن نستعيذ بصفة من صفات الله (العزة) متوجهين إليه بالتوحيد الخالص (لا إله إلا أنت)، ونثبت له سبحانه صفة الحياة الكاملة التي لا يعتريها موت ولا فناء، وننفي ذلك عن أنفسنا وعن كل المخلوقات (الجن والإنس)، مؤكدين في نفس الوقت على ضعفنا وحاجتنا، وعظمته وكماله.
فهذا الدعاء يجمع بين التوحيد (لا إله إلا أنت)، والثناء على الله بصفاته (العزة، الحياة الكاملة)، والاعتراف بالضعف البشري (نحن نموت وهو لا يموت).

3. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- التوحيد والاعتصام بالله: جوهر هذا الدعاء هو الاعتصام بالله تعالى والفرار إليه، وهذا أصل العبادة وغايتها.
2- إثبات صفات الله كما يليق بجلاله: فيه إثبات صفة العزة وصفة الحياة الكاملة لله تعالى، فهو الحي الذي لا يموت، القوي الذي لا يُغلب.
3- بيان الفرق بين الخالق والمخلوق: يؤكد الحديث الفرق الجوهري بين الله الخالب الباقي، وبين خلقه الفانين، مما يزرع في القلب التعظيم لله والخضوع له.
4- التذكير بالموت وحقيقة الدنيا: في مقارنة بسيطة بين من لا يموت ومن يموت، يذكرنا النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة الموت وحتميته، مما يدعو إلى الاستعداد له بالعمل الصالح.
5- سنة نبوية في الدعاء والاستعاذة: الحديث يدل على مشروعية الاستعاذة والتحصن بالله وبصفاته، وهو من أعظم أسباب الحماية والنجاة.
6- التحذير من الاغترار: يحذر الإنسان من الاغترار بقوته أو ماله أو جاهه، لأن مصيره إلى الموت والفناء، والقوة الحقيقية والعزة الحقيقية هي لله الواحد القهار.

4. معلومات إضافية:

* موضع هذا الدعاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء في صلاة الليل (قيام الليل)، وعند النوم، وفي الأذكار العامة. فهو من الأدعية الجامعة التي تقال في أوقات مختلفة للتحصن والتضرع إلى الله.
* الراوي: هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.
* مصدر الحديث: رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أبو داود، والنسائي، وغيرهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يعتصمون به، ويوحّدونه، ويستعدون لآخرتهم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٨٣)، ومسلم في الذّكر (٢٧١٧) كلاهما من حديث عبد الوارث، حدثنا حسين المعلم، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، فذكره.
ولا يصح الاستدلال لمن قال: إن الملائكة لا يموتون؛ لأنّه مفهوم لقب، ولا اعتبار له، وعلى تقديره فيعارضه ما هو أقوى منه وهو عموم قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [سورة القصص: ٨٨] مع أنّه لا مانع من دخولهم في مسمّى الجنّ لجامع بينهم من الاستتارة عن أعين النّاس. انظر الفتح (١٣/ ٣٧٠).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 218 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

📜 حديث: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية