حديث: قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات العلو للَّه تعالىقال اللَّه تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [سورة البقرة: ٢٥٥].وقال تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ [سورة السجدة: ٥].وقال تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ [سورة المعارج: ٤].وقال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [سورة النحل: ٥٠].وقال تعالى: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ﴾ [سورة الملك: ١٦].

عن جابر بن عبد اللَّه، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال في خطبته يوم عرفة: «وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهدُ أنّك قد بلّغتَ وأدّيتَ ونصحت. فقال: بإصبعه السّبابة يرفعها إلى السّماء ويَنْكُتُها إلى النّاس: «اللهم اشهد، اللهمّ اشهد» ثلاث مرّات.

صحيح: طرف من حديث جابر الطّويل في حجّة النّبيّ ﷺ، رواه مسلم (١٢١٨)، وسيأتي بكامله في كتاب الحجّ.

عن جابر بن عبد اللَّه، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال في خطبته يوم عرفة: «وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهدُ أنّك قد بلّغتَ وأدّيتَ ونصحت. فقال: بإصبعه السّبابة يرفعها إلى السّماء ويَنْكُتُها إلى النّاس: «اللهم اشهد، اللهمّ اشهد» ثلاث مرّات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو جزء من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، التي كانت في يوم عرفة، وهو من أشرف الأيام وأعظمها.

أولاً. شرح المفردات:


● تُسألون عنّي: سيُسأل الحاضرون يوم القيامة عن شهادتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل بلغ الرسالة.
● بلّغتَ: أي أدّيتَ رسالة الله كاملةً، ولم تُخفِ شيئاً مما أُمرت بتبليغه.
● أدّيتَ: قمتَ بما أوجب الله عليك من حقوقه وحقوق عباده.
● نصحت: أخلصتَ النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
● يَنْكُتُها: يُشير بها ويُحركها تجاه الناس ليتوجه نظرهم إليها.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


في هذا الموقف الجليل، يوم عرفة وفي خضم خطبته صلى الله عليه وسلم، التفت إلى جموع الصحابة الكريم رضوان الله عليهم، وسألهم سؤالاً يتعلق بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم بعد وفاته. استفتح سؤاله بقوله: «وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟» أي أن الله سبحانه وتعالى سيسألهم يوم القيامة عن شهادتهم له: هل بلغهم الرسالة كاملةً؟ وهل قام بالواجب عليه؟
فأجابوا إجابة الصادقين الموحّدين، شهدوا له بأعظم الشهادات: أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة، ولم يترك خيراً إلا دلهم عليه، ولا شراً إلا حذرهم منه.
فلم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بشهادتهم، بل رفع سبابته إلى السماء، مشيراً بها إلى الناس، ودعا الله ثلاث مرات قائلاً: «اللهم اشهد، اللهم اشهد». فهو يطلب من الله تعالى أن يكون شهيداً على هذه الشهادة العظيمة، وأن يتقبلها ويحفظها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات أن الأمة ستُسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا السؤال يتضمن السؤال عن تصديقه واتباعه والعمل بسنته والدفاع عنه.
2- عظمة مقام النبوة وعلو مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم: حيث جعل الله شهادة الأمة له من الدين، ودعوته لله بالشهادة تدل على عظم هذا الأمر.
3- استحباب الاستشهاد بالله تعالى في الأمور المهمة: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا ربه ليشهد على قول الصحابة.
4- بيان كمال بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم وقيامه بالرسالة التامة: فقد شهد له أصحابه، واستشهد الله على ذلك، فلم يترك خيراً إلا بينه، ولا شراً إلا حذر منه.
5- جواز رفع الأصبع للإشارة والدعاء: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم برفع سبابته إلى السماء.
6- التأكيد على أهمية الشهادة لله بالوحدانية وللنبي بالبلاغ: فهي شهادة تقتضي الانقياد والطاعة له صلى الله عليه وسلم.
7- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث لم يكتف بشهادة البشر، بل استزادها بالاستشهاد بالله تعالى، تواضعاً لربه وخشيةً أن يكون القوم قد غُلّبوا عليه بالمحبة فزادوا في الشهادة، مع أنه صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الموقف يدل على أن حجة الوداع كانت تخليدةً لذكرى البلاغ والإبلاغ، وتثبيتاً لأمر الدين.
- فيه إثبات صفة العلو لله تعالى على ما يليق بجلاله، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء لأن الله فوق السماء مستوٍ على عرشه.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الموقف العظيم، وأن يجدد شهادته للنبي صلى الله عليه وسلم بالبلاغ، ويكون ذلك دافعاً له لطاعته واتباع سنته والدفاع عنها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يشهد للنبى صلى الله عليه وسلم بالبلاغ في الدنيا، وتشهد له هذه الشهادة يوم القيامة، وأن يوفقنا لاتباع سنته والتمسك بها.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

طرف من حديث جابر الطّويل في حجّة النّبيّ ﷺ، رواه مسلم (١٢١٨)، وسيأتي بكامله في كتاب الحجّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 232 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟

  • 📜 حديث: قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب