حديث: تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في استواء اللَّه تعالى على العرش
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣١٩٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من حديث إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر في حديث طويل، وهو مذكور في موضعه
وفي رواية: «قال أبو ذر: سأل رسول اللَّه عن قول اللَّه تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ [ تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بسياقه الكامل:
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [يس: 38]». أخرجه البخاري.
1. شرح المفردات:
● تَذْهَبُ: تسير وتتحرك في فلكها.
● تَسْجُدُ: تخر خاضعة متذللة لله تعالى، والسجود هنا حقيقي يليق بها، وكيفيته مما استأثر الله بعلمه.
● تَحْتَ الْعَرْشِ: العرش هو أعظم المخلوقات، وهو سقف الجنة، والاستواء عليه من صفات الله تعالى كما يليق بجلاله.
● تَسْتَأْذِنَ: تطلب الإذن للمضي في دورتها الجديدة.
● يُوشِكُ: يقرب ويَapproaches.
● فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا: لا يُتقبل سجودها ولا طلبها.
● مِنْ مَغْرِبِهَا: من جهة الغرب، وهي علامة من علامات الساعة الكبرى.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي ﷺ صحابيه أبا ذر رضي الله عنه عن حقيقة عظيمة من حقائق الكون، وهي أن الشمس، بعد غروبها، لا تتوقف بل تستمر في مسيرها (في فلكها) حتى تصل إلى مكان تحت عرش الرحمن، فتسجد لله تعالى سجود عبادة وخضوع، وتستأذن في مواصلة مسيرها ودورتها، فيؤذن لها. وهذا هو نظامها ودورانها المعتاد.
ثم يخبر ﷺ عن آية عظيمة ستحدث عند اقتراب الساعة، حيث تذهب الشمس كالعادة لتسجد ويُرفض منها السجود، وتستأذن فيواجهها الأمر بالرجوع من حيث أتت (أي من الغرب)، فتُجبر على الطلوع من مغربها، وهي علامة على انتهاء عمر الدنيا واقتراب القيامة، وعندها لا تقبل توبة من كان كافرًا أو عاصيًا.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة الخالق وقدرته: الحديث يظهر عظمة خلق الله وإبداعه في تسيير هذا الكون الهائل، فالشمس وهي من أعظم المخلوقات تسجد خاضعة لأمر خالقها.
2- الإيمان بالغيب: الحديث يدعو إلى تصديق كل ما أخبر به النبي ﷺ من أمور الغيب، حتى لو لم ندرك كنهها بحواسنا.
3- انقياد المخلوقات لله: كل المخلوقات، حتى الجمادات والكواكب، تخضع لله وتسبح بحمده، قال تعالى: *{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}* [الإسراء: 44].
4- التذكير بيوم القيامة: الحديث تذكير قوي بيوم القيامة وعلاماته، وأعظمها طلوع الشمس من مغربها، والتي إذا حدثت أغلق باب التوبة.
5- الحث على الاستعداد: يستحب للمسلم أن يكون دائم الاستعداد للموت وللقاء الله، بالتوبة النصوح والإكثار من الطاعات، قبل أن يأتي يومٌ يُحال بينه وبين العمل.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أحاديث الصفات، وطريقة أهل السنة والجماعة فيها هي الإيمان بها دون تحريف أو تعطيل، ودون تكييف أو تمثيل. فنؤمن بأن الشمس تسجد سجودًا حقيقيًا يليق بها، لا كما يسجد البشر، ولا نعلم كيفيته.
- طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات الكبرى للساعة التي إذا ظهرت لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل.
- يستدل العلماء بهذا الحديث على عظمة العرش، وأنه مخلوق عظيم جدًا، وأن الله مستوٍ عليه استواءً يليق بجلاله وعظمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي رواية: «قال أبو ذر: سأل رسول اللَّه عن قول اللَّه تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ [سورة يس: ٣٨] قال: «مستقرّها تحت العرش».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 252 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 227 الملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
- 228 أنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء
- 229 ولا يصعد إلى الله إلا الطيب
- 230 ثم عُرج بي حتى ظهرتُ لمستوى أسمع صريف الأقلام
- 231 من يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه
- 232 قال في خطبته يوم عرفة: وأنتم تسألون عني، فما أنتم...
- 233 زوّجني الله من فوق سبع سماوات
- 234 يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل...
- 235 حديث الجارية: أين الله قالت في السماء قال: أعتقها فإنها...
- 236 مطر حديث عهد بربه
- 237 الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافئ
- 238 وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات
- 239 أعتقها فإنها مؤمنة
- 240 أعتقها إن شهدت أن لا إله إلا الله وأني رسول...
- 241 إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال...
- 242 ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء
- 243 النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب
- 244 باب من أبواب السماء يفتح لصلاة المغرب
- 245 ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان
- 246 كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا فأتى موسى فلطمه
- 247 اتقوا دعوات المظلوم فإنها تصعد إلى السماء
- 248 إذا مكث المني في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس
- 249 الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى
- 250 رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها في الإسراء
- 251 رحمتي غلبت غضبي
- 252 تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
- 253 من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله
- 254 ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها
- 255 كفى إثمًا أن يضيّع الرجل من يقوت
- 256 أنا سيد الناس يوم القيامة
- 257 سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
- 258 أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش
- 259 ينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي
- 260 اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي
- 261 معنى المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا...
- 262 وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في
- 263 قوم تحابوا في الله يغبطهم الشهداء والأنبياء
- 264 عن عباد الله الذين يغبطهم النبيون والشهداء
- 265 المتحابون في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا...
- 266 المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى
- 267 صاحب الصور مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر
- 268 إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين
- 269 امرأة تحمل طعامًا ففرس فركضه فأبذره فقالت ويل لك إذا...
- 270 من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه
- 271 هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل...
- 272 ينزل الله في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر، فيقول: من...
- 273 إن الله إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي...
- 274 من يستغفرني فأغفر له من يدعوني فأستجيب له
- 275 ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا
- 276 السواك عند كل صلاة وتأخير العشاء إلى ثلث الليل
معلومات عن حديث: تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
📜 حديث: تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تذهب الشمس حتى تسجد تحت العرش
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








