حديث: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إثبات القدرة للَّه تعالىقال اللَّه تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة الملك: ١].وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ [سورة الأنعام: ٦٥].وقال تعالى: ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ [سورة القيامة: ٤].

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان رسولُ اللَّه ﷺ يعلّمنا الاستخارةَ في الأمور كلّها كما يعلّمنا السورة من القرآن يقول: «إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللَّهمَّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرُك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علّام الغيوب، اللَّهم إن كنتَ تعلمُ أنّ هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقُدره لي، ويسِّرْهُ لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلمُ أنّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عنّي واصرفني عنه، واقدُرْ لي الخير حيث كان ثم أرضني، قال: ويسمِّي حاجته».

صحيح: رواه البخاريّ في التهجد (١١٦٢) عن قتيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالِي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر مثله.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كان رسولُ اللَّه ﷺ يعلّمنا الاستخارةَ في الأمور كلّها كما يعلّمنا السورة من القرآن يقول: «إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللَّهمَّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرُك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علّام الغيوب، اللَّهم إن كنتَ تعلمُ أنّ هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقُدره لي، ويسِّرْهُ لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلمُ أنّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عنّي واصرفني عنه، واقدُرْ لي الخير حيث كان ثم أرضني، قال: ويسمِّي حاجته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يعد من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يتعلق بمسألة عظيمة في حياة المسلم، ألا وهي صلاة الاستخارة.

أولاً. شرح المفردات:


● يعلّمنا الاستخارة: الاستخارة مأخوذة من الخير، أي طلب الخير من الله تعالى في الأمر المراد.
● إذا همَّ أحدُكم: الهمُّ هو العزم على الشيء والإقدام عليه.
● فليركع ركعتين: أي فليصلِّ ركعتين.
● من غير الفريضة: أي تكون نافلة، ليست من الصلوات الخمس المفروضة.
● أستخيرك بعلمك: أطلب منك أن تختار لي الخير بعلمك المحيط.
● أستقدرك بقدرتك: أطلب منك أن تقدر لي الأمر بقدرتك التامة.
● من فضلك العظيم: من عطائك الواسع الجزيل.
● علّام الغيوب: العالم بكل ما غاب عن خلقه.
● في ديني ومعاشي وعاقبة أمري: يشمل الدين والدنيا والآخرة.
● فاقُدره لي: فاجعله مقدوراً لي وميسراً.
● ويسِّرْهُ لي: سهّله ولا تعسره.
● ثم بارك لي فيه: اجعل فيه بركة ونماء.
● فاصرفه عنّي: أبعده عني.
● واصرفني عنه: اصرِف قلبي ورغبتي عنه.
● فاقدُرْ لي الخير حيث كان: قدّر لي الخير في أي مكان أو أي أمر كان.
● ثم أرضني: اجعلني راضياً بقضائك وقدرك.
● ويسمِّي حاجته: يذكر الأمر الذي يستخير له في دعائه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه صلاة الاستخارة ودعاءها، ويجتهد في تعليمهم إياها كما يجتهد في تعليمهم سورة من القرآن، مما يدل على عظم شأنها وأهميتها.
ويبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا أراد أن يقوم بأمر من الأمور الدنيوية أو الدينية (مثل السفر، الزواج، التجارة، الشراكة، الخ.) ولم يتبين له وجه الصواب فيه، فإنه يصلي ركعتين من النافلة، ثم يدعو بهذا الدعاء العظيم، الذي يجمع بين الاعتراف بقدرة الله وعلمه المطلق، والتوكل عليه، وسؤاله أن يختار له الخير في هذا الأمر، ويقدره له إن كان خيراً، ويصرفه عنه إن كان شراً، وأن يقدر له الخير في كل حال، ويرضيه بما يقدره له.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان أهمية الاستخارة: فهي من الأمور التي اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمها لأمته أشد الاهتمام.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: الاستخارة هي من أعظم الأسباب الشرعية التي يتوكل بها العبد على ربه.
3- الاعتراف بالعجز والقصور: ففي الدعاء اعتراف بأن العبد لا يعلم الغيب ولا يقدر على تحقيق نتائج الأمور بمفرده ("فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم").
4- شمول الإسلام لجميع مناحي الحياة: فالاستخارة تشمل كل أمر، كبيراً كان أم صغيراً، دينياً أم دنيوياً، ما لم يكن معصية.
5- الاستسلام والرضا بقضاء الله: ختم الدعاء بقوله "ثم أرضني" يدل على أن المؤمن يسلم الأمر لله ويرضى بما يختاره له، وهو يعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه.
6- الجمع بين الصلاة والدعاء: مما يزيد في قبول الدعاء وإجابة الطلب.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم صلاة الاستخارة: سنة مؤكدة عند الجمهور.
● وقت صلاتها: يجوز في أي وقت إلا أوقات النهي (بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وعند قيام الشمس حتى ترتفع، وعند قيامها للظهيرة حتى تزول، وبعد صلاة العصر حتى تغرب). والأفضل أن تكون في الثلث الأخير من الليل.
● كيفية الصلاة: يصلي ركعتين مثل أي نافلة، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة "قل يا أيها الكافرون" وفي الثانية "قل هو الله أحد" بعد الفاتحة، وهذا من المستحب.
● متى يقول الدعاء؟: الأفضل أن يكون الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة، بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل السلام. وقيل بعد السلام، والأمر فيه سعة.
● هل يشترط أن يرى رؤيا؟: لا يشترط أن يرى المستخير رؤيا أو يحس بشيء معين، بل يُمضي الأمر بعد الاستخارة فإن تيسر فهو الخير، وإن تعسر وصُرف عنه فهو الخير أيضاً.
● التعدد: يجوز أن يستخير في الأمر الواحد أكثر من مرة إذا لم يتبين له.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في كل أمر من أمورنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التهجد (١١٦٢) عن قتيبة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالِي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 224 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم

  • 📜 حديث: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب