حديث: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إثبات العلو للَّه تعالى

عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول اللَّه، لم أرَكَ تصوم شهرًا من الشّهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذلك شهرٌ يغفُل النّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم».

حسن: رواه النسائي (٢٣٥٧) عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدّثنا ثابت بن قيس أبو الغصن -شيخٌ من أهل المدينة- قال: حدّثني أبو سعيد المقبريّ، قال: حدّثني أسامةُ بن زيد، فذكره.

عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول اللَّه، لم أرَكَ تصوم شهرًا من الشّهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذلك شهرٌ يغفُل النّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما، عن الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول اللَّه، لم أرَكَ تصوم شهرًا من الشّهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذلك شهرٌ يغفُل النّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأحبُّ أن يرفع عملي وأنا صائم».


1. شرح المفردات:


● يغفل الناس عنه: أي يهملونه ويقصرون في الطاعة فيه، لانشغالهم بما قبله (رجب) وما بعده (رمضان).
● بين رجب ورمضان: يشير إلى موقعه الزمني بين شهرين عظيمين؛ فَرَجَب شهر حرام معظّم، ورمضان شهر الصيام والقرآن.
● ترفع فيه الأعمال: تُعْرَض وتُصْعَد أعمال العباد إلى الله تعالى.
● فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم: أي أرغب في أن يكون عملي المرفوع إلى الله في حالة صيام، لما في الصوم من فضل ورفعة في الدرجات.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


استوقفت أسامة بن زيد رضي الله عنه كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان مقارنة بغيره من الشهور، فسأله عن السبب. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن شعبان شهرٌ يقع بين شهرين عظيمين (رجب ورمضان)، مما يجعل كثيرًا من الناس يغفلون عن العبادة فيه، ويُهملون طاعة الله تعالى خلاله. وأضاف صلى الله عليه وسلم أن الأعمال تُرفع إلى الله في هذا الشهر، فأراد أن يكون حاله عند رفع عمله إلى الله حال صائم، ليكون ذلك أدعى لقبول عمله ورفع درجاته.


3. الدروس المستفادة منه:


● استغلال أوقات الغفلة: ينبغي للمسلم أن يحرص على الطاعة في الأوقات التي يغفل فيها الناس، فإن العمل فيها أحب إلى الله وأعظم أجرًا، كما في الحديث: «العبادة في الهرج كهجرة إلي» (رواه مسلم).
● الاجتهاد في الصوم: يستحب الإكثار من الصيام في شعبان، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لاستعداد النفس لاستقبال رمضان، وللاستفادة من فضل هذا الشهر.
● رفع الأعمال: تُرفع الأعمال إلى الله تعالى بشكل دوري، كما جاء في بعض الأحاديث أنها ترفع كل يوم خميس ويوم الاثنين، وفي شعبار ترفع بشكل عام، فينبغي للمسلم أن يحسن عمله دائمًا.
● حسن الظن بالله والرغبة في القبول: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يرفع عمله وهو صائم يدل على شدة حرصه على رضا الله وقبول العمل، وهذا درس للمسلم في الاجتهاد في الطاعات والتحري للأوقات الفاضلة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في شعبان حتى كان لا يفطر فيه إلا قليلاً، كما جاء في رواية أخرى.
- لا يصح صوم آخر يوم أو يومين من شعبان إذا قصد به رمضان، إلا إذا وافق عادةً للصائم، كما في الحديث: «لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صومًا فليصمه» (متفق عليه).
- شعبان هو الشهر الثامن من السنة الهجرية، ويأتي قبل رمضان مباشرة، لذا فهو بمثابة تمهيد وتهيئة نفسية وبدنية للصيام.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يوفقنا لاستغلال أوقاتنا في طاعته، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢٣٥٧) عن عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، قال: حدّثنا ثابت بن قيس أبو الغصن -شيخٌ من أهل المدينة- قال: حدّثني أبو سعيد المقبريّ، قال: حدّثني أسامةُ بن زيد، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢١٧٥٣) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ثابت بن قيس، وزاد في حديثه: «قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس؟ فقال: «ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على ربّ العالمين، وأحبُّ أن يعرض عملي وأنا صائم».
وإسناده حسن لأجل ثابت بن قيس فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 245 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان

  • 📜 حديث: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب