من كان يقوم الليل فلا يتركه

حديث: من كان يقوم الليل فلا يتركه

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عبد الله! لا تكن مثلَ فلانٍ كان يقومُ من اللّيل فترك قيام اللّيل».

متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٥٢) من طريق مبشر، وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عبد الله! لا تكن مثلَ فلانٍ كان يقومُ من اللّيل فترك قيام اللّيل».

1. شرح المفردات:

● لا تكن مثل فلان: المقصود بـ "فلان" هنا هو رجل من الصحابة كان معروفاً بكثرة العبادة، ثم انقطع عنها أو قللها. وقد ذكر بعض المحدثين أنه عثمان بن مظعون رضي الله عنه، والله أعلم.
● يَقومُ من الليل: أي يُصلي بالليل، ويشمل ذلك صلاة التهجد والقيام في جوف الليل.
● فَتَرَكَ: أي انقطع عن هذه العبادة بعد أن كان ملازماً لها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يوجه النبي ﷺ نصيحة لعبد الله بن عمرو بن العاص - وكان شاباً محباً للعبادة - بأن لا يُقلّد من كان حريصاً على قيام الليل ثم انقطع عنه، فيكون مثله في الانقطاع بعد المداومة. والحديث يحث على المداومة على الطاعات ولو كانت قليلة، والثبات عليها، وعدم الانقطاع الذي قد يؤدي إلى التفريط الكلي.

3. الدروس المستفادة منه:

● الحث على المداومة على الطاعة: أفضل الأعمال أدومها وإن قلّت، كما جاء في الحديث الآخر: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ».
● التحذير من الانقطاع عن العبادة: لأن الانقطاع قد يؤدي إلى فتور الهمة، وربما إلى ترك العبادة بالكلية.
● التدرج في العبادة: لا يُشرع للمسلم أن يبالغ في العبادة حتى يُنهك نفسه، ثم ينقطع عنها، بل الأفضل أن يتخذ برنامجاً يستطيع المداومة عليه.
● النصح بالتوسط والاعتدال: كما في قصة عبد الله بن عمرو نفسه عندما نهاه النبي ﷺ عن الصيام كل يوم وقيام كل الليل، وأمره أن يصوم ويفطر، ويقوم وينام.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث جزء من توجيهات النبي ﷺ لعبد الله بن عمرو بن العاص، الذي كان شديد الاجتهاد في العبادة، فنصحه النبي ﷺ بالاعتدال حتى لا يمل أو ينقطع.
- الحديث يدل على عناية النبي ﷺ بأصحابه، وحرصه على توجيههم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم.
- يُستفاد منه أيضاً أهمية الاقتداء بالأفضل، وعدم التقليد الأعمى لمن قد يضعف أو ينقطع.
أسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح، وأن يثبتنا عليه حتى الممات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التهجد (١١٥٢) من طريق مبشر، وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.
ثم قال البخاري: وقال هشام: حدثنا ابن أبي العشرين - قال: حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلمة مثله. وتابعه عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي». انتهى.
قال الحافظ في الفتح: «هشام هو ابن عمار، وابن أبي العشرين - بلفظ العدد - هو عبد الحميد بن حبيب كاتب الأوزاعي، وأراد المصنف (البخاري) بإيراد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمر ابن الحكم - أي ابن ثوبان - بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يحيى قد صرَّح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث، ورواية هشام المذكورة وصلها الإسماعيلي وغيره».
»وقوله: تابعه عمرو بن أبي سلمة - أي تابع ابن أبي العشرين على زيادة عمر بن الحكم. ورواية عمر المذكورة وصلها مسلم في الصيام (١١٥٩/ ١٨٥) عن أحمد بن يُونس عنه. وظاهر صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة بغير واسطة. وظاهر صنيع مسلم يخالفه لأنه
اقتصر على الرواية الزائدة، والراجح عند أبي حاتم والدارقطني وغيرهما صنيع البخاري، انتهى كلام الحافظ.
وصنيع مسلم لا يُعلّ بصنيع البخاري، لأن الظاهر أن يحيى بن أبي كثير سمع أولًا من عمر بن الحكم، عن أبي سلمة فوقع هذا لمسلم فروي من طريقه، ثم تسير له السماع من أبي سلمة مباشرةً فروي عنه، وهذا الذي وقع للبخاري فروي من طريقه، وعلى الطريق المزيد فترجح ما عند البخاري عما عند مسلمٍ لعلو إسناده.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 911 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يقوم الليل فلا يتركه

📜 حديث: من كان يقوم الليل فلا يتركه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كان يقوم الليل فلا يتركه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كان يقوم الليل فلا يتركه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كان يقوم الليل فلا يتركه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية