كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

حديث: كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

عن عبد الله بن أبي قيس قال: قالت عائشة ﵂: لا تدعْ قيام الليل، فإن رسول الله ﷺ كان لا يدعُه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا.

صحيح: رواه أبو داود (١٣٠٧) عن محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنَا أبو داود (وهو الطَّيالسيّ) - والحديث في «مسنده» (١٥١٩) -، قال: حَدَّثَنَا شعبةُ، عن يزيد بن خُمير قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن عبد الله بن أبي قيس قال: قالت عائشة رضي الله عنها: "لا تدعْ قيام الليل، فإن رسول الله ﷺ كان لا يدعُه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا".

1. شرح المفردات:

● لا تدعْ: لا تترك.
● قيام الليل: الصلاة في الليل، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى.
● كان لا يدعُه: كان لا يتركه، أي كان ملازمًا له.
● كسل: تعب أو أصابه فتور ونحوه.
● صلى قاعدًا: أي صلى جالسًا بسبب العذر.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

توصي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعدم ترك قيام الليل، وتستدل على فضله ووجوب المحافظة عليه بأن النبي ﷺ كان لا يتركه أبدًا، حتى في حال المرض أو الكسل، فإنه كان يصلي قاعدًا إن لم يستطع القيام.

3. الدروس المستفادة منه:

● الحث على المداومة على قيام الليل: فهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد كان النبي ﷺ يحافظ عليها حتى في أصعب الظروف.
● الاستمرارية في الطاعة: ينبغي للمسلم أن يجتهد في عدم انقطاعه عن العبادة، ولو بأدائها على صفة أقل كالصلاة جالسًا عند العجز عن القيام.
● التيسير ورفع الحرج: الشرع الحنيف يراعي أحوال المكلفين، فإذا عجز المسلم عن القيام في الصلاة جاز له الصلاة جالسًا، ويكون له أجر القائم إذا كان معذورًا.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: فسيرته العملية خير دليل على كيفية تطبيق العبادات والمداومة عليها مع مراعاة القدرة والاستطاعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- قيام الليل من السنن المؤكدة التي حافظ عليها النبي ﷺ، وهي من علامات التقوى وسبب لمغفرة الذنوب ورفعة الدرجات.
- من صلى جالسًا لعذر فله أجر الصلاة قائمًا، كما في الحديث: "إذا مرض العبد أو سافر، كتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيماً" (رواه البخاري).
- يستحب للمسلم أن يجتهد في قيام الليل ولو بقدر يسير، فإن لم يستطع فليصل ما تيسر له قاعدًا، فإن لم يستطع فليصل على جنب كما جاء في الأحاديث الأخرى.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا للاقتداء بنبيه ﷺ في جميع أحوالنا.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٣٠٧) عن محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنَا أبو داود (وهو الطَّيالسيّ) - والحديث في «مسنده» (١٥١٩) -، قال: حَدَّثَنَا شعبةُ، عن يزيد بن خُمير قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس فذكره.
وإسناده صحيح، وقد صحَّحه ابن خزيمة (١١٣٧)، والحاكم (١/ ٣٠٨) وقال: «حديث صحيح على شرط مسلم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 976 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

📜 حديث: كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية