كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

حديث: كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

عن عبد الله بن شقيق العُقيلي قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله ﷺ بالليل فقالت: «كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا. وليلًا طويلًا قاعدًا، وكان إذا قرأ قائمًا ركع قائمًا، وإذا قرأ قاعدًا ركع قاعدًا.

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٣٠/ ١٠٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ، عن حُميد، عن عبد الله بن شقيق العُقيلي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، يصف لنا هدي النبي ﷺ في قيام الليل، وهو من الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، أقسّمه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:

* عبد الله بن شقيق العُقيلي: هو تابعي جليل، من كبار التابعين، ثقة ثبت.
* عائشة: هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، وهي من أكثر الصحابة رواية للحديث عن النبي ﷺ، وأعلم الناس بسنته في بيته.
* يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا: أي يقف في صلاته من الليل وقتاً طويلاً.
* وَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا: أي يصلي جالساً أيضاً وقتاً طويلاً.
* كَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا: أي إذا شرع في القراءة وهو واقف، فإنه يركع وهو على حاله واقفاً.
* وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا: أي إذا شرع في القراءة وهو جالس، فإنه يركع وهو على حاله جالساً.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا عبد الله بن شقيق أنه سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن كيفية صلاة النبي ﷺ في الليل، فأجابته بأنه كان ﷺ يصلي بالليل صلاة طويلة، فيقف فيها وقتاً طويلاً يقرأ القرآن، وكان أحياناً أخرى يصلي جالساً وقتاً طويلاً. وكان من هديه ﷺ أن من بدأ ركعة وهو قائم، فإنه يبقى قائماً فيها حتى يركع، وإذا بدأ الركعة وهو جالس (كما في حالة المرض أو التعب أو نافلة الليل) فإنه يبقى جالساً فيها حتى يركع وهو جالس.
وهذا يدل على أن صلاة القاعد في النوافل صحيحة، ولكن أجرها على النصف من أجر القائم، كما في الحديث الصحيح: «صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة».

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- بيان هدي النبي ﷺ في قيام الليل: كان ﷺ يجمع بين القيام والقعود تخفيفاً على نفسه وتيسيراً للعبادة، مما يدل على أن الدين يسر وأن العبادة يجب أن تؤدى بنشاط وخشوع لا بتكلف ومشقة.
2- مشروعية الصلاة قاعداً في النافلة: يجوز للمصلي في النافلة أن يصلي جالساً من الأصل، وله نصف أجر القائم، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده.
3- وجوب اتحاد هيئة الركعة: يجب أن تكون هيئة المصلي في الركعة الواحدة متحدة، فمن بدأ القراءة قائماً فعليه أن يركع قائماً، ومن بدأها جالساً يركع جالساً. ولا يجوز أن يقرأ قائماً ثم يجلس ليركع، أو العكس، إلا لعذر شرعي.
4- الاجتهاد في العبادة مع المرونة: الحديث قدوة في الاجتهاد في الطاعة مع المرونة وعدم التشديد على النفس بما يؤدي إلى الملل أو ترك العبادة بالكلية. فمن تعب من القيام في قيام الليل فله أن يصلي جالساً.
5- فضل طول القيام والقراءة في الصلاة: من خلال وصفها رضي الله عنها بأنه كان يصلي "ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً" نستفيد فضل إطالة الصلاة والتدبر في قراءة القرآن فيها، خاصة في جوف الليل الآخر.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث أصل من أصول فقه الصلاة، خاصة صلاة النافلة، ويستدل به الفقهاء على حكم اتحاد هيئة الركعة.
* الصلاة قاعداً في النافلة تكون بأن يجلس المصلي في هيئة التشهد (أي متوركاً أو مفترشاً) ويقرأ ويومئ بالركوع والسجود، ويكون سجوده أخفض من ركوعه.
* يستحب للمصلي في النافلة أن يصلي بعض الركعات قائماً وبعضها قاعداً، اقتداءً بالنبي ﷺ، كما في رواية أخرى: «كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتي الفجر، فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه».
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يمكننا من الاقتداء برسول الله ﷺ في كل أقواله وأفعاله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٣٠/ ١٠٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ، عن حُميد، عن عبد الله بن شقيق العُقيلي فذكره.
ورواه من حديث محمد بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق عنها وفيه: «كان رسول الله ﷺ يُكْثر الصّلاة قائمًا وقاعدًا. فإذا افتتح الصّلاة قائمًا ركع قائمًا، وإذا افتتح الصّلاة قاعدًا ركع قاعدًا».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 978 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

📜 حديث: كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية