حديث: أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء من صلاة النَّبِيّ ﷺ النافلة قاعدًا
صحيح: رواه النسائيّ (١٦٥٤)، والإمام أحمد (٢٦٧٠٩) كلاهما من حديث شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا سلمة، عن أم سلمة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وهو حديث عظيم فيه بيان لحال النبي ﷺ في آخر حياته وهديه في العبادة.
أولاً. شرح المفردات:
● ما مات رسول الله ﷺ حتى كان أكثر صلاته قاعدًا: أي أن النبي ﷺ في آخر فترة حياته، بسبب المرض والضعف، كان يؤدي معظم صلواته النافلة وهو جالس.
● إلا المكتوبة: يستثنى من ذلك الصلوات المفروضة (الخمس)، فكان يؤديها قائمًا كما أمر الله، حتى وإن كان يعاني من المشقة.
● وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد: أي أن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله هو الذي يداوم العبد عليه ويواظب فيه.
● وإن كان يسيرًا: حتى لو كان هذا العمل قليلاً أو سهلاً.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا هذا الحديث عن حالتين في حياة النبي ﷺ:
1- حالته الصحية في آخر عمره: يبين الحديث أن النبي ﷺ في أواخر أيامه كان يعاني من المرض والضعف، لدرجة أنه كان يصلي معظم النوافل وهو جالس، مع حرصه على أداء الفروض قائمًا امتثالاً لأمر الله تعالى، مما يدل على تحمله للمشقة في طاعة ربه.
2- توجيهه العام في العبادة: يوضح لنا النبي ﷺ قاعدة ذهبية في التعبد، وهي أن أحب الأعمال إلى الله ليست تلك التي تكون كثيرة ولكنها منقطعة، بل التي يداوم عليها العبد ويواظب عليها، حتى لو كانت قليلة. فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- الرحمة بالنفس ورفع الحرج: مشروعية الصلاة قاعدًا في النوافل عند وجود عذر مثل المرض أو الضعف، وذلك من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
2- أداء الفريضة على أكمل وجه: حرص النبي ﷺ على أداء الصلوات المفروضة قائمًا رغم مرضه يدل على أهمية إقامة الفرائض كما أمر الله، وعدم التهاون فيها.
3- قيمة المداومة على الطاعة: أهم درس في هذا الحديث هو أن الاستمرارية والمداومة على العمل الصالح، حتى لو كان صغيرًا، هو أساس القبول والنجاح. فصلاة ركعتين كل يوم خير من صلاة الليل كله ثم تركه.
4- التدرج في العبادة: ينبغي للمسلم أن يبدأ بعمل صالح يستطيع المداومة عليه، ولا يبدأ بعمل كبير يعجز عنه بعد فترة فيتركه بالكلية. فالقليل الدائم يربيه الله وينميه حتى يصير كثيرًا.
5- الاقتداء بالنبي ﷺ في كل أحواله: فهو القدوة في صحته ومرضه، في قوته وضعفه، وفي عبادته كلها.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل عظيم من أصول التربية الإسلامية، يحث على الاستمرارية وعدم الانقطاع عن الطاعات.
- يدخل في معنى "ما داوم عليه" كل أنواع الطاعات: من صلاة، وذكر، وصدقة، وقراءة قرآن، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وغيرها.
- ينبغي للمسلم أن يجعل له "وردًا" يوميًا ثابتًا من الطاعة، يسيرًا ومستمرًا، فهو أحب إلى الله من العمل الكثير المتقطع.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للمداومة على طاعته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وتابعه أبو الأحوص عند ابن ماجة (١٢٢٥)، وسفيان عند الإمام أحمد (٢٦٧٠٩)، والنسائيّ، كلاهما عن أبي إسحاق به مثله. إِلَّا أن أبا الأحوص لم يذكر استثناء: «إِلَّا المكتوبة» وهي من زيادة الثّقات.
وأبو إسحاق مدلِّس وقد صرَّح في رواية النسائيّ وصحّحه ابن حبَّان (٢٥٠٧) فرواه من هذا الوجه مُصرَّحًا بالسماع.
وشعبة وسفيان ممن رويا عن أبي إسحاق قبل الاختلاط، وتابعهما أبو الأحوص.
وقد رُويَ هذا الحديث من طريق أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت: وما مات رسول الله ﷺ حتَّى كان أكثر صلاته قاعدًا إِلَّا المكتوبة، وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه الإنسان وإن كان يسيرًا فقيل إنه غير محفوظ، رواه عن أبي إسحاق ولده يونس، وهو ممن سمع من أبيه بعد الاختلاط.
رواه الإمام أحمد (٢٤٨١٩) عن أبي نعيم، عن يونس، ورواه النسائيّ (١٦٥٤) من وجه آخر
عن يونس، ولكنه جعله من مسند أم سلمة، والصحيح من حديث عائشة ما سيأتي في باب ما يؤمر به من القصد في الصّلاة والمداومة عليه وإن قلَّ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 977 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 952 قَسَّمَ رسولُ اللهِ ﷺ سورةَ البقرةِ في ركعتين
- 953 صلاة النبي إحدى عشرة ركعة مع طول السجود
- 954 خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ
- 955 استيقظ النبي ليلاً فتوضأ وصلى
- 956 كان رسول الله يصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة
- 957 صلاة رسول الله ﷺ من الليل عشر ركعات
- 958 ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى...
- 959 صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة
- 960 كان رسول الله ﷺ يصلي إحدى عشرة ركعة بالليل
- 961 سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر
- 962 صلى النبي العشاء ثم صلى ثمان ركعات وركعتين جالسًا
- 963 صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر
- 964 كان رسول الله يُصلّي بالليل ثلاث عشرة ركعة
- 965 يُصلِّي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس
- 966 كان النبي ﷺ يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة
- 967 يُصَلِّي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة
- 968 كان رسول الله يصلي من الليل تسعا فلما أسن صلى...
- 969 صلاة رسول الله ﷺ ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم أوتر
- 970 صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح
- 971 الركعتان قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة
- 972 من صلى من الليل فليصل مثنى مثنى
- 973 صلاة النبي قاعدًا في السُّبحة قبل وفاته بعام
- 974 النَّبِيّ ﷺ لم يمت حتَّى صلى قاعدًا
- 975 لم يمت النبي ﷺ حتى كان كثير من صلاته جالسًا
- 976 كان رسول الله ﷺ لا يدع قيام الليل
- 977 أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
- 978 كان يُصَلِّي ليلًا طويلًا قائمًا وليلًا طويلًا قاعدًا
- 979 رسول الله يقرأ قاعدًا ثم يقوم لركوعه
- 980 من صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم
- 981 صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة
- 982 يُصَلِّي متربِّعًا
- 983 من نام عن حزبه فقرأه بين الفجر والظهر كتب له...
- 984 من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
- 985 من يغلبه النوم عن صلاة الليل كتب له أجرها
- 986 النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.
- 987 كان النبي ﷺ إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام...
- 988 سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
- 989 لا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة
- 990 إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد
- 991 إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ
- 992 إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن فليضطجع
- 993 أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع
- 994 الدائم أحب العمل إلى رسول الله ﷺ
- 995 أي الأعمال أحب إلى الله؟ أدومها وإن قل
- 996 خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى...
- 997 أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- 998 خذوا من العمل ما تطيقون فالله لا يمل حتى تملوا
- 999 حلوا ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد
- 1000 صُم وأفطِر وقُم ونَمُ فإن لنفسك حقًا
- 1001 من اقتدي بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس...
معلومات عن حديث: أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
📜 حديث: أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أكثر صلاة النبي قاعدًا إلا المكتوبة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








