حديث: اللهم حوالينا ولا علينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة

عن أنس بن مالك أنَّه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! هلكتِ المواشي، تقطعتِ السبُلُ فادع الله، فدعا رسول الله ﷺ، فمُطِرنا من الجمعة إلى الجمعة، قال: فجاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! تهدَّمتِ البيوت، وانقطعتِ السّبُلُ، وهلكتِ المواشي، فقال رسول الله: «اللهم ظهورَ الجبال والآكام، وبطونَ الأودية، ومنابتَ الشجر».
قال: فانجابتْ عن المدينة انجياب الثوب.
وفي رواية: عن أنس أن رجلًا دخل المسجد يوم جمعةٍ من بابٍ كان نحو باب دار القضاء، ورسول الله ﷺ قائم يخطب. فاستقبل رسولَ الله ﷺ قائمًا ثم قال: يا رسول الله! هلكتِ الأموالُ، وانقطعتِ السبُلُ، فادعُ الله يُغيثُنا. فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: «اللهم أَغِثنا، اللهم أَغِثنا، اللهم أَغِثنا».
قال أنس: ولا والله! ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعةً، ما بَيننا وبين سَلْعٍ من بيتٍ ولا دارٍ. قال: فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثلُ التُرسِ، فلما توسطتِ السماءَ انتشرتْ، ثم أمطرتْ، فلا والله ما رأينا الشمسَ سِتًّا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة -ورسول الله ﷺ قائم يخطب- فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله! هلكتِ الأموال، وانقطعتِ السبُلُ فادعُ الله يُمْسِكها عنا. قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه ثمَّ قال: «اللهمَّ حوالينا ولا علينا ........».

متفق عليه: الرواية الأولى رواها مالك في الاستسقاء (٣) عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك أنَّه قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! هلكتِ المواشي، تقطعتِ السبُلُ فادع الله، فدعا رسول الله ﷺ، فمُطِرنا من الجمعة إلى الجمعة، قال: فجاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! تهدَّمتِ البيوت، وانقطعتِ السّبُلُ، وهلكتِ المواشي، فقال رسول الله: «اللهم ظهورَ الجبال والآكام، وبطونَ الأودية، ومنابتَ الشجر».
قال: فانجابتْ عن المدينة انجياب الثوب.
وفي رواية: عن أنس أن رجلًا دخل المسجد يوم جمعةٍ من بابٍ كان نحو باب دار القضاء، ورسول الله ﷺ قائم يخطب. فاستقبل رسولَ الله ﷺ قائمًا ثم قال: يا رسول الله! هلكتِ الأموالُ، وانقطعتِ السبُلُ، فادعُ الله يُغيثُنا. فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: «اللهم أَغِثنا، اللهم أَغِثنا، اللهم أَغِثنا».
قال أنس: ولا والله! ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعةً، ما بَيننا وبين سَلْعٍ من بيتٍ ولا دارٍ. قال: فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثلُ التُرسِ، فلما توسطتِ السماءَ انتشرتْ، ثم أمطرتْ، فلا والله ما رأينا الشمسَ سِتًّا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة -ورسول الله ﷺ قائم يخطب- فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله! هلكتِ الأموال، وانقطعتِ السبُلُ فادعُ الله يُمْسِكها عنا. قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه ثمَّ قال: «اللهمَّ حوالينا ولا علينا ........».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه يروي لنا قصة عجيبة تدل على صدق نبوة رسول الله ﷺ وتأثير دعائه، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة.

أولاً. شرح المفردات:


● هلكت المواشي: أي ماتت بسبب الجدب وقلة المطر.
● تقطعت السبل: تعذر السفر بسبب انعدام الماء والمرعى.
● الآكام: التلال الصغيرة.
● بطون الأودية: الأماكن المنخفضة بين الجبال.
● منابت الشجر: الأماكن التي تنبت فيها الأشجار.
● انجابت: انكشفت وتباعدت.
● القزعة: القطعة الصغيرة من السحاب.
● سلع: جبل في المدينة المنورة.
● الترس: الدرع المستدير الذي يحمي به المقاتل.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ يشكو له من الجفاف الشديد الذي أصاب المنطقة، حيث ماتت المواشي وتعذرت السبل بسبب انعدام المطر، فطلب من النبي ﷺ أن يدعو الله أن يسقيهم. فدعا رسول الله ﷺ، فاستجاب الله دعاءه وأمطرت السماء مدة أسبوع كامل من الجمعة إلى الجمعة التي تليها.
ثم جاء رجل آخر يشكو من كثرة المطر الذي سبب انهيار البيوت وتعطيل السبل وموت المواشي، فدعا النبي ﷺ عن طريق التخصيص بقوله: «اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر»، فانكشفت السحابة عن المدينة كما ينكشف الثوب عن الجسم.
وفي الرواية الأخرى: أن هذا حدث يوم الجمعة أثناء خطبة النبي ﷺ، حيث دخل رجل المسجد من باب دار القضاء ووقف مباشرة أمام النبي ﷺ (وهذا يدل على جواز الكلام مع الإمام للحاجة أثناء الخطبة)، وطلب منه الدعاء بإنزال المطر، فرفع النبي ﷺ يديه ودعا ثلاث مرات: «اللهم أغثنا»، مع أن السماء كانت صافية تمامًا لا يُرى فيها أي سحاب، فظهرت سحابة صغيرة مثل الترس ثم تكاثرت وأمطرت سبعة أيام حتى لم يروا الشمس.
ثم جاء رجل آخر في الجمعة التالية يشكو من كثرة المطر، فدعا النبي ﷺ: «اللهم حوالينا ولا علينا»، فانصرفت السحابة عن المدينة.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز التوجه إلى الله بالدعاء في كل الأحوال: سواء في القحط أو في كثرة المطر.
2- فضل دعاء النبي ﷺ واستجابة الله له: وهذا من معجزاته ﷺ.
3- رفع اليدين في الدعاء: وهو من آداب الدعاء المستحبة.
4- التخصيص في الدعاء: حيث دعا النبي ﷺ بأن يكون المطر على الجبال والتلال والأودية لا على البيوت والطرق.
5- جواز مخاطبة الإمام أثناء الخطبة للحاجة: كما فعل الرجل عندما دخل المسجد وكلم النبي ﷺ.
6- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: حيث طلبوا من النبي ﷺ الدعاء مع أن السماء كانت صافية.
7- التوسط في كل شيء: فلا إفراط في الدعاء بكثرة المطر ولا تفريط في انعدامه.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- استجابة الدعاء قد تكون عاجلة كما في هذه القصة، وقد تكون مؤجلة لوقت أفضل.
- الدعاء بإنزال المطر أو إمساكه من الأدعية المستجابة، خاصة إذا كان على لسان الصالحين.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم أدعية النبي ﷺ في مختلف الأحوال، مثل دعاء الاستسقاء ودعاء إمساك المطر.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

الرواية الأولى رواها مالك في الاستسقاء (٣) عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن أنس بن مالك فذكره.
ورواه البخاري في الاستسقاء (١٠١٦) من طريق مالك به مثله.
والرواية الثانية رواها البخاري في الاستسقاء (١٠١٤)، ومسلم في الاستسقاء (٨٩٧) كلاهما عن قيتبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك فذكره. ولفظهما سواء.
قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول، قال: لا أدري.
قوله: «دار القضاء» هي دار عمر بن الخطاب، سميت دار القضاء لأنها بيعتْ في قضاء دين كان عليه، فكان يقال لها: دار قضاء دين عمر، ثم طال ذلك فقيل لها: دار القضاء، ومن فسر بأنها دار الإمارة فإنه لم يُصب.
وقوله: «ستًّا» أي: لم نَرَ الشمس ستةَ أيام، ولكن في أكثر الروايات «سبتًا» باسم أحد الأيام - أي: لم نَرَ الشمس أسبوعًا.
وقال النووي: قطعة من الزمان، لأنَّ أصل السبت: القطع.
وقوله: «اللَّهم حوالينا» المراد به صرف المطر عن الأبنية والدور.
وقوله: «اللَّهم على الآكام» من الإكام: بكسر الهمزة، وقد تُفتح وتُمد، جمع أكمة بفتحات.
قال الخطابي: هي الهضبة الضخمة، وقيل: الجبل الصغير، وقيل غير ذلك وهو المراد من قوله: «حوالينا».
وفي الحديث دليل لمن يقول: بأن الاستسقاء لا تُشرع فيه الصلاة.
وأجيب بأن المقصود هنا مجرد الدعاء، وأما صلاة الاستسقاء فثبتت بالأحاديث الأخرى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1177 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم حوالينا ولا علينا

  • 📜 حديث: اللهم حوالينا ولا علينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم حوالينا ولا علينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم حوالينا ولا علينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم حوالينا ولا علينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب