حديث: صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
حسن: رواه أبو داود (١١٦٥)، والترمذي (٥٥٨)، والنسائي (١٥٠٨)، وابن ماجة (١٢٦٦) كلهم من طريق هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كِنانة، عن أبيه فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وبعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ. هذا حديثٌ عظيمٌ يصف لنا هدي النبي ﷺ في صلاة الاستسقاء، وهي الصلاة التي تُقام لطلب السقيا من الله تعالى عند الجدب وقلة المطر.
أولاً. شرح المفردات:
● مُتَبَذِّلًا: أي لابساً ثياباً غير ثياب الزينة، بل ثياباً متواضعة، كاشفاً رأسه أحياناً، تعبيراً عن الخشوع والذلّة بين يدي الله تعالى.
● مُتَوَاضِعًا: خاشعاً متذلّلاً، منكسر القلب، خاضعاً لله تعالى.
● مُتَضَرِّعًا: مُلِحّاً في الدعاء، راغباً إلى الله، راجياً إجابة دعائه.
● المُصَلَّى: المكان المفتوح خارج البلد الذي كان النبي ﷺ يخرج إليه ليصلي صلاة العيد والاستسقاء.
● رَقِيَ المِنْبَرَ: صعد على المنبر.
● لَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ هَذِهِ: أي أن خطبته ﷺ في الاستسقاء لم تكن طويلة ومحفوظة ومُعَدَّة كخطب الجمعة والعيدين، بل كانت مليئة بالدعاء والابتهال.
● لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ: استمرّ في الدعاء والابتهال إلى الله وذكر التكبير (قول: الله أكبر).
● صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي العِيدِ: أي أن صلاة الاستسقاء ركعتان، يُكبّر فيهما كما في صلاة العيد؛ فيُكبّر في الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الحديث أن رسول الله ﷺ، عندما خرج ليصلي صلاة الاستسقاء، خرج بصفة المتواضع الذليل الخاشع لربه، متجرداً من مظاهر الزينة والكبر، حتى وصل إلى المصلى (الموضع الذي كان يصلي فيه العيد). فصعد على المنبر، لكن خطبته لم تكن كالخطب المعتادة الطويلة، بل كانت مليئة بالدعاء والابتهال والتضرع إلى الله تعالى وذكر التكبير. ثم صلى بالناس ركعتين، على هيئة صلاة العيد في عدد التكبيرات الزوائد.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- التواضع والذلّة بين يدي الله: خروج النبي ﷺ "مُتَبَذِّلًا مُتَوَاضِعًا" يعلّمنا أن القلب الخاشع والخاضع لله هو روح العبادة، خاصة في أوقات الشدة والاحتياج.
2- الإلحاح في الدعاء والتضرع: حال النبي ﷺ في خطبته يبيّن أن الدعاء هو جوهر صلاة الاستسقاء، فهو مناجاة لله وطلبٌ لعطائه ورحمته.
3- مشروعية صلاة الاستسقاء: الحديث دليل على مشروعية هذه الصلاة، وأنها سنة مؤكدة عن رسول الله ﷺ عند حاجة الناس إلى المطر.
4- كيفية صلاة الاستسقاء: هي ركعتان تصلىان جماعة، على هيئة صلاة العيد في عدد التكبيرات، ويخطب الإمام بعدهما خطبةً centered حول الدعاء والاستغفار.
5- الخروج إلى المصلى: السنة أن تُقام صلاة الاستسقاء في المصلى (العراء) وليس في المسجد، اقتداءً بالنبي ﷺ.
6- استحباب التكبير: الإكثار من التكبير في هذه الصلاة، وهو من ذكر الله الذي ترجى به الإجابة.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
● حكمة التبذل والتواضع: إنما كان النبي ﷺ يخرج على هذه الهيئة ليكون أبلغ في إظهار الافتقار إلى الله، وأبعد عن الكبر والاستغناء، فالفقر والذل هو حال العبد بين يدي ربه.
● الفرق بين خطبة الاستسقاء وغيرها: خطبة الاستسقاء يركز فيها الإمام على الإكثار من الاستغفار وقراءة الآيات التي فيها طلب الغيث والدعاء، بخلاف خطبة الجمعة التي تكون وعظاً وإرشاداً.
● استقبال القبلة وتحويل الرداء: من السنن الثابتة في الاستسقاء أن يستقبل الإمام القبلة ويدعو، ويحول رداءه (يبدل طرفيه) أثناء الدعاء،象征ياً للتحول من حال الجدب إلى حال الخير والغيث.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يغيثنا وأمتنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً نافعاً غير ضار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن لأجل هشام بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة قال فيه أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له في صحيحه.
قال الترمذي: «حسن صحيح».
وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٤٠٥، ١٤٠٨)، وابن حبان (٢٨٦٢)، والحاكم (١/ ٣٢٦)، والإمام أحمد (٢٠٣٩) كلهم من هذا الوجه، نحوه.
قال الحاكم: «هذا حديث رواته مصريون ومدنيون، ولا أعلم أحدا منهم منسوبًا إلى نوع من الجرح».
قال الأعظمي: وهو كما قال.
و«التبذل»: ترك التزين على جهة التواضع.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهو قول الشافعي، قال: يُصلَّي صلاة الاستسقاء نحو صلاة العيدين، يكبّر في الركعة الأولى سبعًا، وفي الثانية خمْسًا، واحتج بحديث ابن عباس.
ورُوي عن مالك بن أنس أنه قال: لا يكبِّر في صلاة الاستسقاء كما يكبر في صلاة العيدين، وقال النعمان أبو حنيفة: لا تُصلَّي صلاةُ الاستسقاء، ولا آمرهم بتحويل الرداء، ولكن يدّعُون ويرجِعُون بجملتهم». انتهى.
وأمَّا ما رُوي عن ابن عباس من التصريح بأن النبي ﷺ استسقي فصلَّي ركعتين وقرأ فيهما، وكبَّر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات فهو ضعيف جدًّا، رواه البزار (كشف
الأستار) (٦٥٩)، وفيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عمر الزهري القرشي قال فيه البخاري والنسائي: «منكر الحديث». وترجمه ابن عدي في الكامل.
صفة صلاة الاستسقاء وأنها تكون بلا أذان ولا إقامة
لم يختلف الجمهور القائلون بمشروعية الاستسقاء أنَّها تُصلَّي كصلاة العيد: ركعتان بلا أذان ولا إقامة، وأنَّها تُبدأُ بالصلاة قبل الخطبة كما ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، وسيأتي بعضٌ منها؛ لأن هذه الأحاديث ذُكرتْ متفرقة في الأبواب المختلفة.
وأمَّا ما رُوي عن أبي هريرة قال: خرج نبي الله ﷺ يومًا يستسقِي، فصلَّي بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة ثمَّ خطبنا، ودعا الله عز وجل، وحوَّل وجْهَه نحو القبلة رافعًا يديه، ثم قلَب رداءه، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن. فهو ضعيف، رواه الإمام أحمد (٨٣٢٧) عن وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعتُ النعمان يحدث عن الزهري، عن حُميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره واختصره ابن خزيمة.
والحديث أخرجه أيضًا ابن ماجة (١٢٦٨)، وابن خزيمة (١٤٠٩)، والبيهقي (٣/ ٣٤٧) كلهم من طريق وهب بن جرير به مثله.
قال البيهقي: «تفرد به النعمان بن راشد عن الزهري» وهذا مُشعر بتضعيفه وقال في الخلافيات: «رواته ثقات».
قال الأعظمي: في قوله: «رواته ثقات» فيه نظر، فإنَّ النعمان وهو: أبن راشد الجزري أبو إسحاق الرقي ضعَّفه أكثر الأئمة، قال يحيى بن سعيد: ضعيف جدًا. وقال أحمد: مضطرب الحديث، روي أحاديث مناكير، وقال أبو داود: ضعيف، وقال النسائي: ضعيف كثير الغلط، وقال في موضع آخر: أحاديثه مقلوبة.
وأما ابن معين فرُوي عنه: ضعيف، ورُوي عنه: ثقة، وأكثر تلاميذه نقلوا عنه تضعيفه.
ورواه ابن خزيمة في موضع آخر مفصلًا (١٤٢٢) ولفظه: أن النبي ﷺ خرج يومًا يستسقي، فصلي بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، قال: ثم خطبنا، ودعا الله، وحوَّلَ وجهه نحو القبلة رافعًا يديه، ثم قلب رداءه فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن. ثم قال ابن خزيمة: «في القلب من النعمان بن راشد، فإنَّ في حديثه عن الزهري تخليطًا كثيرًا، فإن ثبت هذا الخبر ففيه دِلالة على أنَّ النبي ﷺ خطب ودعا وقلب رداءه مرتين» مرة قبل الصلاة، ومرة بعدها».
قال الأعظمي: أما قوله: «خطب ودعا وقلَب رداءه مرتين» فهو غير واضح من نص الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1161 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 1136 أربع ركعات ويزيد ما شاء
- 1137 يُصبح على كل سُلامَى من أحدكم صدقة
- 1138 صلاة الضحى والوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام
- 1139 ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك...
- 1140 لا تنم حتى توتر
- 1141 في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل...
- 1142 صلاة النبي ﷺ سُبحة الضحى في بيت عتبان بن مالك
- 1143 أوصاني خليلي بثلاث، لا أدعهن حتى أموت
- 1144 رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم عمد إلى المسجد
- 1145 يا ابن آدم لا تعجزني من أربع ركعات في أول...
- 1146 اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك
- 1147 ابن آدم، لا تعجزن من أربع ركعات في أول النهار،...
- 1148 فضل الخروج متطهرا لصلاة الفريضة كأجر الحاج
- 1149 من توضأ ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى
- 1150 كان رسول الله ﷺ يصلي من الضحى
- 1151 ما رأيت رسول الله يصلي سبحة الضحى قط
- 1152 ما رأيت النبي صلى الضحى قط إلا مرة
- 1153 كان النبي ﷺ لا يصلي الضحى إلا أن يجيء من...
- 1154 لا يُصَلِّي الضُّحَى إِلَّا إِذَا قَدِمَ مِنْ غَيْبَةٍ
- 1155 صلاة رغبة ورَهبة: سألت ربي ثلاثًا فأعطاني ثنتين
- 1156 لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى
- 1157 صلاة الضحى ما صلاها رسول الله ولا عامة أصحابه
- 1158 صلاة الأوابين حين ترمض الفصال
- 1159 صلاة الضحى صلاة الأوابين
- 1160 صَلِّ صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس
- 1161 صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
- 1162 استقبل النبي القبلة فصلَّى ركعتين وقلب رداءه
- 1163 استسقى رسول الله ﷺ فصلى ركعتين وحول رداءه
- 1164 خرج النبي يستسقي، وحول رداءه، وصلى ركعتين
- 1165 استسقى رسول الله ﷺ فحوَّل رداءه حين استقبل القبلة
- 1166 استجابة الدعاء عند شكوى قحوط المطر
- 1167 اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار
- 1168 من دعاء النبي في الاستسقاء
- 1169 اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا
- 1170 اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت
- 1171 استسقى النبي ﷺ فدعا قائمًا وحول رداءه
- 1172 يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرى بياض إبطيه
- 1173 مادًا يديه حتى رأيت بياض إبطيه
- 1174 رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه
- 1175 يا رسول الله! هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس
- 1176 استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء
- 1177 اللهم حوالينا ولا علينا
- 1178 يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا
- 1179 استسقى النبي ﷺ فصلى ركعتين وقلب رداءه
- 1180 استسقى لنا رسول الله ﷺ وأطال الدعاء وأكثر المسألة
- 1181 حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء
- 1182 استسقى رسول الله ﷺ وعليه خميصة سوداء فقلبها على عاتقه
- 1183 إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا
- 1184 دعاء النبي على قريش بسنين كسني يوسف
- 1185 الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا
معلومات عن حديث: صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
📜 حديث: صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة الاستسقاء: خرج رسول الله متواضعًا متضرعًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








