لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

حديث: لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

عن مورق قال: قلت لابن عمر أتصلِّي الضُّحي؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي ﷺ؟ قال: لا إخاله.

صحيح: رواه البخاري في التهجد (١١٧٥) عن مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن توبة، عن مورُّق به مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وهو حديث صحيح. وإليك شرحه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:

* مورق: هو مورق العجلي، تابعي ثقة.
* أتصلِّي الضُّحى؟: أي هل تصلي صلاة الضحى (وهي الصلاة التي تؤدى بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح، وقبل الظهر).
* لا إخاله: كلمة "إخاله" من الظن، أي لا أظنه كان يفعل ذلك. وهي صيغة تستخدم للتحري والتوقي في النفي، مما يدل على دقة ابن عمر وورعه في النقل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يسأل التابعي الجليل مورق العجلي الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن صلاة الضحى، فينفي ابن عمر أن يكون هو نفسه يصليها. ثم يسأله عن فعل أبيه الخليفة عمر بن الخطاب، ثم عن الخليفة أبي بكر الصديق، ثم عن النبي ﷺ، فينفي ابن عمر عنهم جميعاً فعلها بشكل راتب ودائم، ويشكك في أن النبي ﷺ كان يصليها أصلاً، معتمداً على علمه ومتابعته لأفعالهم.

3. الدروس المستفادة منه:

* صلاة الضحى سنة مؤكدة لكنها غير راتبة: هذا الحديث لا ينفي مشروعية صلاة الضحى، فقد وردت أحاديث صحيحة أخرى تبيّن أن النبي ﷺ صلى الضحى وأوصى بها، كحديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ... وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى". الفائدة هنا هي أن صلاة الضحى سنة مؤكدة لكنها لم تكن من السنن الرواتب الدائمة التي يحافظ عليها النبي ﷺ كل يوم، بل كان يتركها أحياناً خشية أن تفرض على أمته، أو يصليها لأسباب معينة.
* ورع الصحابة ودقتهم في النقل: يظهر من رد ابن عمر رضي الله عنهما دقته البالغة وورعه في نقل السنة. فهو لم ينفِ عن النبي ﷺ الفعل مطلقاً، بل قال "لا إخاله"، لأنه عالم بأنها سنة، ولكنه لم يره أو يثبت عنده أن النبي ﷺ داوم عليها، فتحرى في الجواب.
* فهم الأحاديث بشكل مجتمع: يجب أن تجمع أحاديث الباب الواحد لفهم الحكم الشرعي بشكل صحيح. فجمع هذا الحديث مع الأحاديث الأخرى الدالة على استحباب صلاة الضحى يُخرج لنا الفهم الصحيح وهو: أن صلاة الضحى سنة مستحبة، وأقلها ركعتان، وأفضلها ثماني ركعات، وهي من الأمور التي كان النبي ﷺ يفعلها أحياناً ويتركها أحياناً، ولم يواظب عليها كما يواظب على السنن الرواتب.
* اتباع الهَدْي النبوي: يفهم من هذا أن المداومة على صلاة الضحى كل يوم هي من جملة الأعمال الصالحة المستحبة، ولكن عدم المداومة عليها ليس بمنكر، إذ لم يداوم عليها الخلفاء الراشدون ولا ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة والمالكية في المشهور) على استحباب صلاة الضحى.
* وقتها: يبدأ من بعد ارتفاع الشمس قيد رمح (حوالي 15-20 دقيقة بعد الشروق) إلى قبل أذان الظهر بقليل.
* أفضل وقت لأدائها: حين ترمض الفصال، أي حين تشتد الشمس ويشعر الوليد من الإبل بحرها، وهذا قرب منتصف النهار.
* هذا الحديث هو دليل لمن قال بعدم وجوب المداومة عليها يومياً، وأنها من النوافل المطلقة التي يتنفل بها المسلم متى شاء دون تقيد.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التهجد (١١٧٥) عن مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن توبة، عن مورُّق به مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1156 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

📜 حديث: لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا أخاله النبي ﷺ يصلي الضحى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية