حديث: رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:

عن عُمير مولى آبي اللحم أنَّه رأى رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت
قريبًا من الزوراء قائمًا يدعو يَستسقي رافعًا كفيه، لا يُجاوزُ بهما رأسَه مُقبل بباطن كفيه إلى وجهه.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢١٩٤٤) عن هارون بن معروف، قال: قال ابن وهب: أخبرنا حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير فذكره.

عن عُمير مولى آبي اللحم أنَّه رأى رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت
قريبًا من الزوراء قائمًا يدعو يَستسقي رافعًا كفيه، لا يُجاوزُ بهما رأسَه مُقبل بباطن كفيه إلى وجهه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر:
هو حديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، عن عُمير مولى آبي اللحم رضي الله عنه، أنه قال:
*"رأيت رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت قريبًا من الزوراء، قائمًا يدعو يستسقي، رافعًا كفيه، لا يجاوز بهما رأسه، مقبلًا بباطن كفيه إلى وجهه."*


1. شرح المفردات:


● يستسقي: يطلب السُّقيا، أي يدعو الله أن يُنزل المطر في وقت القحط والجفاف.
● عند أحجار الزيت: موضع معروف بالمدينة المنورة، قيل إنه مكان كانت تُجمع فيه أحجار لبناء المسجد، أو مكان كانت تنبت فيه شجرة الزيتون.
● الزوراء: موضع آخر قريب من المدينة، كان سوقًا من أسواقها في الجاهلية والإسلام.
● قائمًا: واقفًا في دعائه، وهذا من هديه ﷺ في الاستسقاء.
● رافعًا كفيه: مرفوعتي اليدين إلى الله تعالى حال الدعاء.
● لا يجاوز بهما رأسه: لا يرفعهما فوق رأسه، بل يكونان في مستوى الصدر أو الوجه.
● مقبلًا بباطن كفيه إلى وجهه: أي يُوجه باطن كفيه (جهة راحة اليد) نحو السماء، كما هي هيئة الدعاء والابتهال.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الصحابي عُمير مولى آبي اللحم رضي الله عنه مشهدًا من مشاهد النبي ﷺ وهو يطلب من الله تعالى أن يُنزل المطر على المسلمين، وذلك في مكان معروف بالمدينة يسمى "أحجار الزيت" قريبًا من منطقة "الزوراء".
وكان النبي ﷺ في هذا الموقف واقفًا يدعو الله، رافعًا يديه إلى السماء، ولكن ليس بشكل مبالغ فيه، بل يرفعهما دون أن يتجاوزا رأسه، ويجعل باطن كفيه (راحتيه) متجهتين نحو السماء كعلامة على التضرع والابتهال.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية الاستسقاء: الحديث دليل على مشروعية صلاة الاستسقاء والدعاء بطلب المطر عند الجفاف.
2- الوقوف في الدعاء: من السنة أن يكون الإمام أو الداعي قائمًا عند الاستسقاء، تعظيمًا للدعاء وتضرعًا إلى الله.
3- رفع اليدين في الدعاء: من آداب الدعاء رفع اليدين، خاصة في مواطن الإجابة كالاستسقاء.
4- عدم المبالغة في الرفع: السنة ألا يرفع الداعي يديه فوق رأسه، بل يكون الرفع إلى مستوى الصدر أو الوجه، وهذا من كمال الأدب مع الله.
5- توجيه باطن الكفين إلى السماء: وهي هيئة التواضع والانكسار بين يدي الله، كأن يستقبل الداعي ربه براحتيه طالبًا الرحمة والعطاء.
6- التضرع والابتهال: الدعاء في مثل هذه المواطن ينبغي أن يكون بتذلل وخشوع، كما فعل النبي ﷺ.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "صلاة الاستسقاء" التي كان النبي ﷺ يصليها مع الصحابة عند الحاجة إلى المطر.
- كان من هديه ﷺ في الاستسقاء أن يخرج متواضعًا متبذلاً (بلباس بسيط)، ويخطب بالناس، ويدعو الله رافعًا يديه، ويحول رداءه (أي يبدل جهة الرداء)象征ًا للتغيير من حال الجدب إلى الخصب.
- رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة، كما في الحديث: *"إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا."* (رواه الترمذي وحسنه).
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من الداعين المستجاب لهم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢١٩٤٤) عن هارون بن معروف، قال: قال ابن وهب: أخبرنا حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير فذكره. وإسناده صحيح.
وقد صححه ابن حبان (٨٧٩) وأخرجه من طريق حرملة، عن ابن وهب بهذا الإسناد. وحيوة هو: ابن شريح المصري.
وابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢١٩٤٥) عن هارون، عن ابن وهب، عن حيوة، عن عمر بن مالك، عن ابن الهاد. فأدخل بين حيوة وبين ابن الهاد «عمر بن مالك» وقد ثبت أن حيوة سمع من ابن الهاد، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد.
وأمَّا ما رواه أبو داود (١١٦٨) من طريق ابن وهب، عن حيوة وعمر بن مالك، عن ابن الهاد فجعل عمر بن مالك قرينا لحيوة، فإن عمر بن مالك وهو الشرعبي قد شارك حيوة في روايته عن ابن الهاد، كما أن ابن وهب روى عنه. ذكره المزي في تهذيب الكمال فالإسناد صحيح من كلا الوجهين.
وللحديث إسناد آخر رواه الإمام أحمد (٢١٩٤٣) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمر مولي آبي اللحم، فذكره.
ولكن رواه الترمذي (٥٥٧)، والنسائي (١٥١٤) عن قتيبة بن سعيد وزادا بعد عمير مولي آبي اللحم «عن آبي اللحم» وعلَّل الترمذي هذه الرواية بالشذوذ قائلًا: «كذا قال ابن قتيبة في هذا الحديث»عن آبي اللحم«ولا نعرف له عن النبي ﷺ إلا هذا الحديث الواحد، وعُمير مولي آبي اللحم قد روي عن النبي ﷺ أحاديث، وله صحبة» انتهى.
فإما أن يكون قتيبة بن سعيد لم يضبِط هذا الحديث فمرة يروى عن عمير مولى آبي اللحم، وأخرى عن آبي اللحم، أو وقع خطأ في مسند الإمام أحمد فإن المحققين زادوا: «آبي اللحم» من «جامع المسانيد» لابن كثير، «وأطراف المسند» لابن حجر، وقالوا: لم ترد هذه الزيادة في نسخة «م» و«ر» و«ق» وكانت في نسخة «ظ» ثم رمجت.
قال الأعظمي: والذي يظهر من مراجعة مسند الإمام أحمد أنه لم يكن فيه «آبي اللحم» فإن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث تحت ترجمة «عمير مولى آبي اللحم» علاوة على ما ذكره المحققون بأنه لا توجد ذكر «آبي اللحم» في كثير من النسخ. والله أعلم بالصواب.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٣٢٧) من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مرفوعًا، ولم يذكر فيه «آبي اللحم» وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعمير مولى آبي اللحم له صحبة».
قال الأعظمي: هذا يشعر بأن الحديث من مسند عمير مولى آبي اللحم.
كذا صحّحه الحاكم، ولكن علته أن بين يزيد بن عبد الله بن الهاد وبين عمير مولى آبى اللحم»محمد بن إبراهيم التيمي«كذا في الإسناد السابق، وكذلك قال الحافظ في التهذيب في ترجمة»يزيد بن عبد الله بن الهاد الليثي فقال: «الصحيح بينهما محمد بن إبراهيم التيمي»، انتهى.
وهذا يعني أنَّ في إسناد الحاكم انقطاعًا.
وآبي اللحم: بمد الهمزة، اسم فاعل من أبي، اسمه الحُويرث بن عبد الله الغفاري، وقيل: عبد الله بن عبد الملك، وقيل: خلف بن عبد الله، قُتل يوم حُنين شهيدًا سنة ثمان من الهجرة، قيل له: آبى اللحم، لأنه كان لا يأكل اللحم، وقيل: كان لا يأكل ما ذُبح على النصب.
فإذا كان استشهد يوم حنين سنة ثمان من الهجرة فمن المستبعد أن يكون هو راوي حديث الاستسقاء.
وقوله: «أحجار الزيت» موضع بالمدينة من الحرة، سميت بذلك لسواد أحجارها، كأنها طليت بالزيت.
وقوله: «الزوراء» موضع كان معروفًا عند سوق المدينة، مرتفع كالمغارة قرب المسجد، وأصبح الآن غير معروف، ولعله الآن دخل في توسعة المسجد النبوي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1174 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يستسقي عند أحجار الزيت رافعًا كفيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب