استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

حديث: استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

عن أنس أن النبي ﷺ استسقي، فأشار بظهر كفيه إلى السماء.

صحيح: رواه مسلم في الاستسقاء (٨٩٦) عن عبد بن حميد، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس أن النبي ﷺ استسقي، فأشار بظهر كفيه إلى السماء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي ﷺ استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء".
(رواه مسلم في صحيحه، وغيره من أصحاب السنن).

1. شرح المفردات:

● استسقى: طلب السُّقيا، أي طلب من الله تعالى أن يُنزل المطر عند الجدب والقحط.
● بظهر كفيه: أي بالجهة الخلفية من الكفين (ظاهر اليدين)، بعكس الباطن (الكفين من الداخل).
● إلى السماء: لأن السماء هي جهة نزول المطر، وهي قبلة الدعاء، حيث يُرفع اليدان إلى الله تعالى.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ في مرة من المرات التي شحت فيها المياه وانقطع المطر، خرج إلى المصلى ليدعو الله ويطلب منه الغيث (المطر)، فرفع يديه إلى السماء، ولكن بشكل مميز؛ حيث جعل ظهر كفيه (أي الجهة العليا من اليدين) نحو السماء، بدلاً من باطنهما.

3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- مشروعية الاستسقاء: الاستسقاء سنة نبوية ثابتة عند حاجة الناس إلى الماء، وهو من أسباب نزول الرحمة.
2- رفع اليدين في الدعاء: دلَّ الحديث على مشروعية رفع اليدين عند الدعاء، خاصة في مواطن الإجابة كالاستسقاء.
3- كيفية الرفع في الاستسقاء: السنة أن يرفع المسلم يديه بحيث يكون ظهر كفيه إلى السماء (أي باتجاه الأعلى)، وباطنها إلى الأرض. وهذا على عكس الاستصحاء (طلب إنقاش الجو من المطر إذا كثر)، حيث يكون باطن الكفين إلى السماء.
4- التواضع والذل بين يدي الله: في الاستسقاء، يكون ظهر الكفين إلى الأعلى كإشارة إلى التواضع والانكسار، وكأن العبد يقول: "يا رب، نحن تحت رحمتك، فاسقنا". بينما في الاستصحاء يكون باطن الكفين إلى الأعلى كأنه يستقبل المطر ليدفعه.
5- التوجه إلى القبلة (السماء): السماء قبلة الدعاء، لأن الله تعالى هو المستحق للدعاء، وهو في السماء (على المعتقد السني)، دون أن يشبه خلقه.
6- التأسي بالنبي ﷺ: ينبغي للمسلمين الاقتداء برسول الله في هيئة الدعاء ومواطنه، فهي من أكمل الصور.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في "صلاة الاستسقاء"، التي كان النبي ﷺ يصليها مع الصحابة، ثم يخطب ويدعو.
- روى البخاري ومسلم أحاديث أخرى في الاستسقاء، منها أن النبي ﷺ حول رداءه (أي جعل اليمين على الشمال والعكس) أثناء الدعاء،象征ياً لتحول الجدب إلى خصب.
- العلماء (كالنووي وابن حجر) ذكروا أن هذه الهيئة (بظهر الكفين) خاصة بالاستسقاء، ولا تُفعل في غيره من الأدعية إلا بنص.
- ينبغي للداعي أن يخلص نيته لله، ويحسن ظنه بربه، ويستشعر الحاجة والافتقار.

الخاتمة:
فهذا الحديث العظيم يعلّمنا أدب الدعاء، وكيف يكون الخشوع والالتجاء إلى الله في الشدائد، مع الاتباع الكامل لسنة النبي ﷺ في كل حركة وسكنة.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الاستسقاء (٨٩٦) عن عبد بن حميد، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
قال النووي في شرح مسلم: «قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه، ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل باطن كفيه إلى السماء واحتجوا بهذا الحديث».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1176 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

📜 حديث: استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: استسقى النبي ﷺ فأشار بظهر كفيه إلى السماء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية