حديث: اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أدعية الاستسقاء

عن شُرحبيل بن السِّمْط أنه قال لكعب: يا كعب بن مُرَّة! حدِّثنا عن رسول الله ﷺ واحذر. قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! استسق الله، فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: «اللهم اسِقنا غَيثًا مريئًا مريعًا طَبَقًا عاجلًا غير رائثٍ، نافِعًا غَيْرَ ضارٍ» قال: فما جَمَّعُوا حتى أُحْيوا، قال: فأتوه فَشَكَوا إليه المطر، فقالوا: يا رسول الله! تهدَّمتِ البيوتُ فقال: «اللهمَّ حوالينا ولا علينا» قال: فجعل
السحابُ ينقطع يمينًا وشمالًا.

صحيح: رواه ابن ماجة (١٢٦٩) عن أبي كُريب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شُرحبيل بن الشِّمْط فذكره.

عن شُرحبيل بن السِّمْط أنه قال لكعب: يا كعب بن مُرَّة! حدِّثنا عن رسول الله ﷺ واحذر. قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! استسق الله، فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: «اللهم اسِقنا غَيثًا مريئًا مريعًا طَبَقًا عاجلًا غير رائثٍ، نافِعًا غَيْرَ ضارٍ» قال: فما جَمَّعُوا حتى أُحْيوا، قال: فأتوه فَشَكَوا إليه المطر، فقالوا: يا رسول الله! تهدَّمتِ البيوتُ فقال: «اللهمَّ حوالينا ولا علينا» قال: فجعل
السحابُ ينقطع يمينًا وشمالًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه من الدعاء والاستجابة ما يثلج الصدر، وهاك شرحه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● استسق الله: اطلب من الله أن يسقينا المطر.
● غيثًا: المطر النافع.
● مريئًا: سهل البلع، لا يُتعب من يشربه.
● مريعًا: كثير العشب والنتائج، يُنبت المرعى.
● طبقًا: عامًّا وشاملاً، يغطي المنطقة كلها.
● عاجلًا غير رائث: سريع الحصول لا بطيء.
● نافعًا غير ضار: ينفع الأرض والخلق ولا يسبب ضررًا.
● فما جمّعوا حتى أحيوا: لم يجتمع الناس بعد الدعاء حتى نزل المطر وأحيى الأرض.
● تهدّمت البيوت: تدمرت وسقطت من شدة المطر.
● حوالينا ولا علينا: حولنا (على الجبال والصحاري) ولا علينا (في أماكن سكننا).

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي شراحبيل بن السمط أن رجلاً طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يسقيهم المطر، فدعا النبي بدعاء شامل طالبًا المطر النافع السريع الذي يحيي الأرض. فاستجاب الله دعاءه بسرعة حتى شكوا من كثرة المطر وتضرر بيوتهم، فدعا النبي مرة أخرى أن يصرف المطر عن مساكنهم إلى ما حولها، فاستجاب الله له وانقطع السحاب عنهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز طلب الدعاء من الصالحين: حيث طلب الرجل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم، وهذا من التوسل المشروع.
2- رفع اليدين في دعاء الاستسقاء: وهو من آداب الدعاء المستحبة.
3- الدعاء بجميل الألفاظ وشامل المعاني: فقد جمع النبي في دعائه بين طلب المطر النافع السريع الشامل الذي لا ضرر فيه.
4- استجابة الله لدعاء نبيه: وهذا يزيد المؤمن يقينًا بقرب الله واستجابته لدعاء عباده.
5- التدرج في الدعاء حسب الحاجة: فلما تغيرت الحال من القحط إلى الخوف من الضرر، غير النبي دعاءه ليناسب الموقف.
6- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: حيث دعا ثم تحرك الناس بعد نزول المطر.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- فيه بيان معجزة لنبي الله صلى الله عليه وسلم، حيث استجاب الله له في الحال.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في مختلف الأحوال، ويحفظها ليدعو بها.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (١٢٦٩) عن أبي كُريب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شُرحبيل بن الشِّمْط فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٨٠٦١) في سياق أطول، وفيه «طَبَقًا غَدقا». والحاكم (١/ ٢٣٨) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة فذكر الحديث. قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قوله: «مَريمًا» بفتح أوَّله المخصب الناجع، يقال: أمرع الوادي، ومَرُعَ مَرَاعةً.
وقوله: «طَبَقًا» بفتحتين، عامًا واسعًا مالئًا للأرض، مغطيًا لها كالطبق.
و«غَدَقًا» المطر الكبير القطر.
وقوله: «غير رائث» أي: غير متأخِّر ولا بطيئ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1167 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار

  • 📜 حديث: اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم اسقنا غيثا مريئا مريعا طبقا عاجلا نافعا غير ضار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب