حديث: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته

عن عباد بن تميم، عن عمه قال: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه، فجعل عِطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عِطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجل.

حسن: رواه أبو داود (١١٦٣) عن محمد بن عوف، قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث -يعني الحمصي- عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن محمد بن مسلم (ثم أحال أبو داود على الإسناد السابق وقال: «ولم يذكر الصلاة» يعني عباد بن تميم المازني، عن عمه) فذكره.

عن عباد بن تميم، عن عمه قال: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه، فجعل عِطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عِطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك حرصك على فهم سنة نبيك ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" والإمام أحمد في مسنده، وصححه عدد من أهل العلم.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث وفق المنهج المطلوب:

نص الحديث:


عن عباد بن تميم، عن عمه قال: «حَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ عِطَافَهُ الْأَيْمَنَ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ، وَجَعَلَ عِطَافَهُ الْأَيْسَرَ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ ﷻ».


1. شرح المفردات:


* حَوَّلَ: أي قلبَهُ وغَيَّرَ وَضْعَهُ.
* الرِّدَاءَ: هو ثوب يشبه العباءة أو الشال يُلْفُ على الكتفين والجسم، وكان من لباس العرب المشهور.
* عِطَافَهُ: (مفردها: عِطْف) وهي الأطراف أو الأكناف الجانبية للرداء، أي الجزء الذي يتدلى من جانبي الرداء.
* الْأَيْمَنَ وَالْأَيْسَرَ: اليمين واليسار.
* الْعَاتِقِ: هو الموضع الذي يلي العنق من أعلى الكتف.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا الصحابي رضي الله عنه كيف أن النبي ﷺ، حين أراد أن يدعو الله تعالى دعاءً خاصًا مهمًا، قام بقلب ردائه وتغيير هيئته المعتادة. فجعل الطرف (العِطاف) الأيمن من الرداء على كتفه الأيسر، والطرف الأيسر على كتفه الأيمن، معاكسًا للطريقة الطبيعية التي يُرتدى بها الرداء. وبعد أن فعل هذه الهيئة، شرع في الدعاء.


3. الدروس المستفادة منه:


1- استحباب تحويل الثوب عند الدعاء في الأمور المهمة: هذا الفعل من النبي ﷺ يدل على استحباب تغيير الهيئة والحالة المعتادة عند الالتجاء إلى الله تعالى في ساعات الحاجة والضراعة، خاصة في الأمور الجليلة أو عند نزول البلاء أو طلب نزول الغيث (المطر) كما ورد في روايات أخرى لهذا الفعل. وهو من جملة أسباب إجابة الدعاء.
2- التوسل إلى الله بالأسباب الظاهرة والمعنوية: كما يتوسل المسلم إلى الله بالدعاء بأسمائه وصفاته، فإنه يتوسل أيضًا بالأفعال المستحبة التي جاءت بها السنة، كرفع اليدين وتحويل الرداء، إظهارًا للاضطرار والانكسار بين يدي الله تعالى.
3- الاهتمام بهيئة الداعي: ليس الدعاء مجرد كلمات تقال، بل هو حالة من الخشوع والتركيز والانكسار لله. وتغيير هيئة اللباس هو إعدادٌ لهذه الحالة القلبية، وفعلٌ ظاهري يعبر عما في الباطن من رغبة شديدة في الإجابة.
4- اتباع الهدي النبوي في كل شيء: النبي ﷺ هو الأسوة الحسنة، حتى في كيفية الدعاء وهيئته. ففي هذا الفعل تعليم للأمة كيفية الالتجاء إلى الله بشكل كامل، ظاهرًا وباطنًا.
5- أن هذا الفعل خاص بالدعاء لا بالصلاة: تحويل الرداء كان في حال الدعاء فقط، وليس في هيئة الصلاة، فلباس الصلاة له هيئته المعروفة المستقرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* المناسبة: جاء في روايات أخرى أن النبي ﷺ فعل هذا عندما استسقى (أي طلب السقيا والمطر من الله) للمسلمين، مما يدل على أن هذه الهيئة تُشرع خصوصًا عند الدعاء بإنزال المطر أو في أوقات الشدة والكرب العظيم.
* الحكمة من الفعل: ذكر العلماء عدة حِكَم، منها:
* الإشارة إلى تحول الحال من القحط إلى الخصب، أو من الشدة إلى الفرج.
* إظهار الاضطرار والانكسار لله تعالى.
* أن في تغيير الهيئة إعدادًا للنفس لاستقبال تغيير عظيم من الله تعالى.
* حكمه: هذا الفعل سنة مستحبة وليس واجبًا، وهو من جملة آداب الدعاء المستحبة، خاصة عند المبالغة في الدعاء وطلب إجابة حاجة مهمة.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٦٣) عن محمد بن عوف، قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث -يعني الحمصي- عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، عن محمد بن مسلم (ثم أحال أبو داود على الإسناد السابق وقال: «ولم يذكر الصلاة» يعني عباد بن تميم المازني، عن عمه) فذكره.
وهذا إسناد حسن، لأن عمرو بن الحارث الحمصي لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ «مقبول».
قال الأعظمي: وهو كما قال، لأنه توبع في أصل تحويل الرداء، ولم ينفرد به كما في الحديث الذي مضي، والذي سيأتي.
وقوله: «العطاف» قال الخطابي: أصل العطاف الرداء، وإنما أضاف العطاف إلى الرداء هاهنا، لأنه أراد أحد شقّي العطافي الذي عن يمينه، وعن شماله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1181 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء

  • 📜 حديث: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حوَّل رسول الله ﷺ رداءه في الدعاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب