حديث: فضل الصلاة في مسجد النبي على المسجد الأقصى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه

عن أبي ذر قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله ﷺ: أيهما أفضل مسجد رسول الله ﷺ أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله ﷺ: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلي، وليوشكن أن لا يكون للرجل مثل شطن فرسه من
الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا«أو قال: «خير من الدنيا وما فيها».

حسن: رواه الحاكم (٤/ ٥٠٩) والطبراني في الأوسط (٦٩٧٩) كلاهما من حديث حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره.

عن أبي ذر قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله ﷺ: أيهما أفضل مسجد رسول الله ﷺ أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله ﷺ: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلي، وليوشكن أن لا يكون للرجل مثل شطن فرسه من
الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا«أو قال: «خير من الدنيا وما فيها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث الذي طلبت شرحه رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وهو حديث عظيم في فضل المسجد النبوي وبيت المقدس.

أولاً. شرح المفردات:


● تذاكرنا: أي تحدثنا وتناقشنا فيما بيننا.
● أيهما أفضل: أي أي المسجدين ذو فضل أكثر وأعظم أجراً.
● لنعم المصلي: (المصلي) هنا بمعنى المكان الذي يصلى فيه، أي مسجد بيت المقدس. والمعنى: ونعم مكان الصلاة هو.
● شطن فرسه: (الشطن) هو الحبل الذي يربط به الفرس، و(مثل شطن فرسه) كناية عن قطعة أرض صغيرة جداً.
● ليوشكن: أي ليَقْرُبَنَّ ويَحْدُثَنَّ.
● حيث يرى منه بيت المقدس: أي قطعة الأرض التي يمكن منها رؤية بيت المقدس.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أنهم كانوا في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتناقشوا في فضل المسجدين: المسجد النبوي في المدينة المنورة، ومسجد بيت المقدس في فلسطين.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً الفضل العظيم للمسجد النبوي، حيث أن الصلاة فيه تعدل أجر أربع صلوات في مسجد بيت المقدس، مما يدل على مضاعفة الأجر فيه. ثم أثنى على مسجد بيت المقدس بقوله "ونعم المصلي هو"، تأكيداً على فضله ومكانته.
ثم أخبرهم صلى الله عليه وسلم عن علامة من علامات الساعة، وهي أن الأرض ستصبح في آخر الزمان غالية جداً ومليئة بالفتن، حتى أن قطعة الأرض الصغيرة التي يمكن لصاحبها أن يرى منها بيت المقدس ستكون أغلى وأفضل من الدنيا كلها وما فيها من زخارف، وذلك لأمنها واستقرارها في زمن الفتن.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل المسجد النبوي: الحديث دليل صريح على أن الصلاة في المسجد النبوي لها أجر عظيم، مضاعف عن الصلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام. وقد جاءت أحاديث أخرى تبين أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي المسجد النبوي بألف صلاة، وفي بيت المقدس بخمسمائة صلاة.
2- مكانة مسجد بيت المقدس: رغم تفضيل المسجد النبوي عليه، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم امتدحه، فهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، وهو أولى القبلتين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الإخبار بالغيب: الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر فيها عن غيب مستقبلي، وهو ارتفاع قيمة الأرض في آخر الزمان واشتداد الفتن، مما يحث المسلم على الاستعداد للآخرة وعدم الاغترار بالدنيا.
4- قيمة الأمن والاستقرار: الحديث يصور لنا أن أعظم نعمة بعد الإيمان هي نعمة الأمن. فحين تنتشر الفتن، تكون قطعة الأرض الآمنة التي يرى منها المؤمن بيت المقدس (رمز العبادة والأمن) خيراً من الدنيا كلها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة ما هو أفضل في الأعمال ليتقربوا به إلى الله.
- ينبغي للمسلم إذا زار المدينة المنورة أن يحرص على الصلاة في المسجد النبوي ليكتب له أجر ألف صلاة، وأن لا يتعارض ذلك مع فضل المسجد الحرام الذي لا يضاهيه شيء.
- الحديث يحثنا على الدعاء بأن يحفظ الله بلادنا وأمت الإسلامية من الفتن، وأن يرزقنا الأمن والإيمان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٤/ ٥٠٩) والطبراني في الأوسط (٦٩٧٩) كلاهما من حديث حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره. قال الحاكم: صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل حفص بن عبد الله وهو ابن راشد السلمي، فإنه حسن الحديث وهو من رجال الصحيح.
والحجاج بن الحجاج هو الباهلي، وأبو الخليل هو صالح بن أبي مريم، وكلاهما من رجال الصحيح.
قوله: «شطن فرسه» أي حبله.
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (٦٠٨) والبيهقي في شعب الإيمان (٤٨٦/ ٣) كلاهما من وجه آخر عن قتادة، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكر نحوه إلا قوله: «ولنعم المصلى»، فقال: «ولنعم المصلي في أرض المحشر وأرض المنشر» كذا عند الطحاوي، وزاد البيهقي بعده: «وليأتين على الناس زمان، ولقيد سوط -أو قال-: قوس الرجل حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا».
قال الطحاوي: فكان ما في هذا الحديث يدل على أن الصلاة في مسجد النبي ﷺ كمئتي صلاة وخمسين صلاة في المسجد الأقصى.
إلا أن قتادة لم يسمع من عبد الله بن الصامت، ولذا قال الدارقطني في علله (٦/ ٢٦٤): «وقول حجاج بن حجاج، عن قتادة، عن أبي الخليل أشبه بالصواب».
وأما ما رُوي عن أبي الدرداء مرفوعا: «فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة» فهو ضعيف.
رواه البزار «كشف الأستار» (٤٢٢) والطحاوي في مشكله (٦٠٩) وابن عدي في الكامل (٣/ ١٢٣٤) والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٨٥) كلهم من حديث سعيد بن سالم القداح، ثنا سعيد بن بشير، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، فذكره.
وسعيد بن بشير هو: الأزدي مولاهم، أبو عبد الرحمن الشامي ضعَّفه ابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم، ولذا أطلق عليه الحافظ في «التقريب» بأنه «ضعيف» والراوي عنه سعيد بن سالم القداح «صدوق يهم».
ثم هو مخالف لما ثبت من حديث أبي ذر: «مائتان وخمسون صلاة» ورجاله ثقات ضابطون.
وأما قول الهيثمي في المجمع (٤/ ٧): «رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام، وهو حديث حسن» ففيه نظر؛ فإن فيه مخالفة من سعيد بن بشير لما ثبت من حديث أبي ذر،
وإنْ كان بعض أهل العلم حسن الرأي فيه، قال شعبة: كان صدوق اللسان، ووثقه دحيم.
وكذلك لا يصح ما رواه أبو داود (٤٥٧)، وابن ماجه (١٤٠٧)، وأحمد (٢٧٦٢٦) كلهم من طريق زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبي ﷺ قالت: يا رسول الله! أفْتِنا في بيت المقدس قال: «أرض المحْشَرِ والمنْشَر، ائتُوه فصلوا فيه، فإن صلاةً فيه كألْف صلاةٍ في غيره» قلت: أرأيت إن لم أَستطع أن أتحمل إليه؟ قال: «فتهدي له زيتًا يسرجُ فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه» فهو منكر.
قال الحافظ ابن رجب في فضائل الشام (٣٣١): «وإسناده قوي لأن رواته ثقات، لكن قد قيل: إن إسناده منقطع، وفي متنه غرابة».
قال الأعظمي: وفي إسناده علل منها: زياد بن أبي سودة وإن قال فيه الحافظ: «ثقة» فقد تكلم فيه الذهبي في «الميزان» وأورد له هذا الحديث وقال: في النفس شيء من الاحتجاج به، وقال: هذا حديث منكر جدًّا ونقل عن عبد الحق: ليس هذا الحديث بقوي، وعن ابن القطان: زياد وعثمان ممن يجب التوقف في روايتهما.
ومنها: ميمونة لا يُدري من هي، ولا يعرف لعثمان سماع منها.
ومنها: الاختلاف في ذكر عثمان أبي سودة بين زياد وميمونة، فرواه ابن ماجه وأحمد كما مضى، ورواه أبو داود ولم يذكر عثمان بينهما.
ومنها: أن معنى الحديث لا يستقيم، فإن ألف صلاة خاصة لمسجد رسول الله ﷺ ثبت ذلك بالتواتر، ولم يثبت ذلك لأي مسجد آخر.
وكذلك لا يصح ما رواه البهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٨٦) من طريق إبراهيم بن أبي حية، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة».
فإن فيه إبراهيم بن أبي حية ضعيف جدًّا. قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان في المجروحين (١٣): «واسم أبي حية اليسع بن أسعد من أهل مكة، يروي عن جعفر بن محمد وهشام بن عروة مناكير وأوابد، يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها».
تنبيه: وقع في النسخة المطبوعة للبيهقي: «ابن أبي يحيي» وهو خطأ.
وفي معناه أحاديث أخرى، وكلها معلولة، والصحيح فيه حديث أبي ذر كما سبق، والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل الصلاة في مسجد النبي على المسجد الأقصى

  • 📜 حديث: فضل الصلاة في مسجد النبي على المسجد الأقصى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل الصلاة في مسجد النبي على المسجد الأقصى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل الصلاة في مسجد النبي على المسجد الأقصى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل الصلاة في مسجد النبي على المسجد الأقصى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب