من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

روي عن أنس، عن النبي ﷺ أنه قال: «من صلى في مسجدي أربعين صلاة، كتبت له براءة من النار، ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق».

ضعيف: رواه الإمام أحمد (١٢٥٨٣) والطبراني في الأوسط (٥٤٤٠) كلاهما من حديث الحكم بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن نُبَيط بن عمر، عن أنس بن مالك، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الصلاة في مسجده في المدينة المنورة، وهو مسجد النبوة. وإليك شرحه الوافي على منهج أهل السنة والجماعة:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، والإمام أحمد في "مسنده"، وغيرهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وقد اختلف العلماء في درجة هذا الحديث، فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه. ومع ذلك، فإن فضائل الأعمال إذا وردت في أحاديث ضعيفة يُعمل بها في فضائل الأعمال عند جمهور العلماء، بشروط ألا تكون شديدة الضعف، وأن تكون مندرجة تحت أصل عام من أصول الشريعة.
### ثانياً. شرح المفردات
● "من صلى في مسجدي": أي من أداها في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
● "أربعين صلاة": المقصود بها أربعون صلاة كاملة، أي أربعون وقتاً، سواء كانت فرضاً أو نافلة على الراجح من أقوال العلماء.
● "كتبت له براءة من النار": سُجِّلت له حصانة وأمان من دخول النار.
● "ونجاة من العذاب": أي سلامة من عذاب الله في الآخرة.
● "وبرئ من النفاق": أي تبرأ من صفة النفاق، ونُزعت عنه شبهة المنافقين، لأن المنافقين يتخلفون عن الصلاة في الجماعة.
### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يعدّد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الثواب العظيم الذي أعده الله تعالى لمن حافظ على أداء أربعين صلاة في المسجد النبوي. وهذا الفضل يشمل ثلاث درجات من الأجر:
1. الضمان بعدم دخول النار.
2. السلامة من أي عذاب في الآخرة.
3. التطهير من نفاق الأعمال، وهو أن يكون ظاهره خيراً وباطنه شراً.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- فضل المسجد النبوي: الصلاة في المسجد النبوي لها فضل عظيم مضاعف، حيث إن الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام.
2- الحث على المكث في المدينة والرباط فيها: الحديث يحث على الإقامة قرب المسجد النبوي والمدينة المنورة، والرباط فيها لأجل العبادة.
3- الاجتهاد في الطاعة: الحديث يحفز المسلم على الاجتهاد في العبادة وملازمة المساجد، خاصة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
4- الترغيب في الأعمال الصالحة: بيان سعة فضل الله وكرمه، حيث يعطي الأجر العظيم على العمل القليل.

خامساً:

تنبيهات مهمة
- هذا الفضل خاص بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشمل غيره من المساجد.
- المقصود بأربعين صلاة هو إتمامها، ولا يشترط أن تكون متتالية دون انقطاع على الراجح، ولكن الأفضل الموالاة فيها.
- هذا الوعد مشروط بعدم وجود ما يمنع نيل هذا الفضل، كالشرك أو الإصرار على الكبائر التي تمنع الشفاعة.
- فضل الله واسع، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يتكل على مثل هذه الأعمال ويترك الفرائض الأخرى أو يقترف المعاصي.

سادساً:

هل الحديث صحيح؟
كما ذكرنا، اختلف المحدثون في تصحيح هذا الحديث، ولكن العمل به جائز في فضائل الأعمال، وقد ذكره جمع من العلماء واستشهدوا به، ومنهم من حسنه كالحافظ العراقي والسيوطي.
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يكتب لنا زيارة مسجد نبيه والصلاة فيه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٢٥٨٣) والطبراني في الأوسط (٥٤٤٠) كلاهما من حديث الحكم بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن نُبَيط بن عمر، عن أنس بن مالك، فذكره.
ونُبَيط بن عمر مجهول، لم يرو عنه سوى عبد الرحمن بن أبي الرجال، وأما ابن حبان فذكره في ثقاته على قاعدته في توثيق من لم يعرف فيه الجرح.
ثم هو خالف من هو أوثق منه في متن الحديث، وهو حبيب بن أبي ثابت، فرواه عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «من صلى لله أربعين يوما في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق».
رواه الترمذي (٢٤١) عن عقبة بن مكرم ونصر بن علي الجهضمي، قالا: حدثنا أبو قتيبة سلم ابن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت به مثله. إلا أنه معلول أيضا.
قال الترمذي: «وقد روي هذا الحديث عن أنس موقوفا، ولا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم ابن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس، وإنما يروي هذا عن حيب بن أبي حيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله»، (يعني موقوفا).
ثم رواه الترمذي عن هناد، قال حدثنا وكيع، عن خالد بن طهمان، عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله، ولم يرفعه.
ثم قال الترمذي: «وروى إسماعيل بن عياش هذا الحديث عن عمارة بن غزية، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، عن النبي ﷺ نحو هذا. وهذا حديث غير محفوظ، وهو مرسل، عمارة بن غزية لم يدرك أنس بن مالك».
إلا أنه لم يسق لفظ الحديث، ولكن من ظاهر سياقه «أربعين يوما».
قال الأعظمي: وفيه إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وعمارة بن غزية من المدنيين، ثم هو خالف في لفظ الحديث أيضا؛ فقد وصله ابن ماجه (٧٨٩) عن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، عن النبي ﷺ أنه كان يقول: «من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة، لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار» فقيد هذه الصلاة بصلاة العشاء دون غيرها من الصلوات، وهذا الاختلاف في الإسناد والمتن يجعل الحديث مضطربا، وللحديث طرق أخرى مع اختلاف في متن الحديث يزيده ضعفا على ضعف.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي كاهل قيس بن عائذ قال: قال لي رسول الله ﷺ، فذكر حديثا طويلا، وجاء فيه: «اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما وأربعين ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كان حقا على الله أن يكتب له براءة من النار».
رواه الطبراني في الكبير (١٨/ ٣٦١، ٣٦٢) عن الحسن بن علي المعمري، ثنا علي بن المديني، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا الفضل بن عطاء، عن الفضل بن شعيب، عن أبي منظور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل، قال: فذكره.
قال ابن عبد البر في ترجمته في الاستيعاب (٣١٠): «ذُكِرَ له حديث منكر طويل فلم أذكره» وقال الهيثمي في المجمع (٤/ ٢١٩): «وفيه الفضل بن عطاء، ذكره الذهبي وقال: إسناده مظلم»، وذكره العقيلي في الضعفاء.
وبهذا يعلم أنه لا يصح في هذا الباب شيء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 48 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

📜 حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتبت له براءة من النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية