حديث: لا تتخذوا القبور مساجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي أن يتخذ القبر مسجدًا

عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدَ إنِّي أنهاكم عن ذلك».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٣٢) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرَّة، عن عبد الله بن الحارث النجراني، قال: حدثني جندب قال: سمعت النبي ﷺ فذكره في حديث أطول سيأتي في فضائل أبي بكر: «ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لأتخذت أبا بكر خليلًا».

عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدَ إنِّي أنهاكم عن ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تحذر من الوقوع في الشرك والبدع، وهو من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام. وسأشرحه لك على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب "المساجد ومواضع الصلاة"، باب "النّهي عن بناء المساجد على القبور"، وهو حديث صحيح متفق على صحته.

### ثانياً. شرح المفردات
● قبل أن يموت بخمس: أي قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بخمس ليالٍ فقط. وهذا يدل على عظم شأن التحذير، حيث كان من آخر وصاياه لأمته.
● يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد: أي يجعلونها أماكن للعبادة، إما بالبناء عليها، أو الصلاة عندها، أو التوجه إليها بالدعاء والنذر، ظانين أن ذلك يقربهم إلى الله زلفى.
● إني أنهاكم عن ذلك: النهي هنا للتحريم، وهو نهي مؤكد بحرف التحذير (ألا) الذي يفيد التنبيه على أهمية ما يليه.

### ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حال الأمم السابقة، من اليهود والنصارى، وكيف أنهم بعد موت أنبيائهم وعلمائهم الصالحين، انحرفوا عن المنهج القويم فبنوا المساجد على قبورهم، وصاروا يصلون عندها ويتبركون بها، حتى عبدوهم من دون الله.
ثم ينهى صلى الله عليه وسلم أمته عن سلوك هذا الطريق المشؤوم، ويحذرهم أشد التحذير من أن يفعلوا كما فعل أولئك، لأن هذا الذنب هو أول خطوة تؤدي إلى الشرك بالله عز وجل، وهو ذريعة إلى عبادة القبور وأهلها من دون الله.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد العَقَدِيَّة
1- التحذير من الشرك وذرائعه: هذا الحديث أصل عظيم من أصول التوحيد، وهو سد للذريعة التي تؤدي إلى عبادة غير الله. فالصلاة عند القبور أو البناء عليها أو التوجه لأهلها بالدعاء هو من أعظم الوسائل الموصلة إلى الشرك.
2- تحريم بناء المساجد على القبور: يحرم بناء المساجد على القبور أو جعل القبور في المساجد، سواء كان المقبور نبياً أم صالحاً أم غيرهما. فالمساجد لله وحده، ولا يجوز أن تختلط بعبادة غير الله أو ما يؤدي إليها.
3- تحريم الصلاة إلى القبور: يحرم توجيه الصلاة نحو القبور أو اتخاذها قبلّة، لأن هذا من فعل المشركين.
4- النهي عن الغلو في الصالحين: يحذر الحديث من الغلو في تعظيم الصالحين، وهو مجاوزة الحد في مدحهم وتقديسهم، حتى يصير ذلك إلى عبادتهم من دون الله. وهذا هو سبب ضلال النصارى في عبادتهم للمسيح عليه السلام وأمه.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية: أن يكون هذا التحذير في آخر أيامه صلى الله عليه وسلم، يدل على حرصه على أمته وخوفه عليها من الوقوع في الشرك، فكأنها وصيته الأخيرة لهم.
6- محاربة البدع: هذا الحديث أصل في إنكار بدعة "التوسل بذوات الصالحين" أو "الاستغاثة بالأموات"، وهي من البدع التي حذر منها السلف الصالح.


خامساً:

تطبيقات عملية في واقعنا
- يجب هدم القباب والمشاهد التي بنيت على القبور، والتي يتبرك بها الناس، لأنها مخالفة صريحة لهذا الحديث.
- وجوب إنكار الصلاة في المقابر أو عند القبور، أو بناء المساجد التي فيها قبر.
- التنبيه على خطورة الدعاء عند القبور أو النذر لأصحابها، فهذا من الشرك الأكبر.
- بيان الفرق بين التوسل المشروع (كالتوسل بأسماء الله وصفاته، أو بعمل صالح) وبين التوسل الشركي (كالتوسل بذات النبي أو الولي بعد موته ودعائه من دون الله).
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الشرك وذرائعه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٣٢) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرَّة، عن عبد الله بن الحارث النجراني، قال: حدثني جندب قال: سمعت النبي ﷺ فذكره في حديث أطول سيأتي في فضائل أبي بكر: «ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لأتخذت أبا بكر خليلًا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 65 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تتخذوا القبور مساجد

  • 📜 حديث: لا تتخذوا القبور مساجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تتخذوا القبور مساجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تتخذوا القبور مساجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تتخذوا القبور مساجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب