حديث: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي أن يتخذ القبر مسجدًا

عن أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي ﷺ: «واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٩١) والبزار الكشف الأستار (٤٣٩)، وأبو يعلى (٨٧٢) كما رواه أيضًا الدارمي (٢٥٠١)، والحميدي (٥٨)، والبخاري في التاريخ الكبير» (٤/ ٥٧)، والبيهقي (٩/ ٢٠٨) كلهم من طرق عن إبراهيم بن ميمون، قال: حدثنا سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة فذكره.

عن أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي ﷺ: «واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث العظيم الذي يُعد من الوصايا الأخيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل تحذيرًا شديدًا من الوقوع في الشرك والبدع. وإليك الشرح المفصل له:

نص الحديث:


عن أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي ﷺ: «واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ».


1. شرح المفردات:


● شَرَار الناس: أي أسوأهم وأخبثهم.
● اتَّخَذُوا: جعلوا واصطنعوا.
● قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ: مدافن المرسلين الذين أرسلهم الله لهداية الناس.
● مَسَاجِدَ: جمع مسجد، وهي أماكن العبادة التي يُسجد فيها لله تعالى.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذّر النبي صلى الله عليه وسلم في آخر لحظات حياته من فئة من الناس يسعون إلى تغيير دين الله، فيجعلون من قبور الأنبياء والصالحين أماكن للعبادة، إما بالبناء عليها، أو الصلاة إليها، أو التبرك بها، أو غير ذلك من أنواع الغلو التي تُخرج عن حدّ الشرع. وهذا الفعل من أشنع الأعمال وأسوأها؛ لأنه وسيلة إلى الشرك بالله، وهو من أفعال الأمم السابقة التي ذمها القرآن.


3. الدروس المستفادة والعبر:


● التحذير من الغلو في الصالحين: الغلو في الأنبياء والأولاد بإقامة الأبنية على قبورهم أو الصلاة عندها يؤدي إلى عبادتهم من دون الله.
● سدّ الذرائع إلى الشرك: الإسلام يحرص على غلق كل باب يؤدي إلى الشرك، واتخاذ القبور مساجد هو أحد هذه الأبواب الخطيرة.
● بيان حكمة النهي عن الصلاة في المقابر: النهي عن الصلاة في المقابر واتخاذها مساجد؛ لئلا يتخذها الناس أوثانًا تعبد من دون الله.
● الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من البدع: حتى في آخر لحظات حياته كان صلى الله عليه وسلم يُحذّر أمته من الضلالات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، والبخاري في "الصحيح" تعليقًا، وابن خزيمة، وغيرهم، وهو حسن.
- كان هذا الكلام آخر ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على خطورة هذا الأمر وعظم شأنه.
- من تطبيقات هذا النهي: تحريم البناء على القبور، ورفعها، وتجصيصها، والكتابة عليها؛ لأن ذلك من وسائل الغلو والشرك.
- الفرق بين المساجد التي تُبنى للصلاة والتعبد لله، وبين ما يُبنى على القبور للتبرك أو الصلاة لأصحابها؛ فالأول مشروع، والثاني محرّم.


خاتمة:


فهذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وصية غالية لأمته؛ لتحذر من الانحراف العقدي، وتمسك بتوحيد الله تعالى، وتجنب كل ما يؤدي إلى الإشراك به.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٩١) والبزار الكشف الأستار (٤٣٩)، وأبو يعلى (٨٧٢) كما رواه أيضًا الدارمي (٢٥٠١)، والحميدي (٥٨)، والبخاري في التاريخ الكبير» (٤/ ٥٧)، والبيهقي (٩/ ٢٠٨) كلهم من طرق عن إبراهيم بن ميمون، قال: حدثنا سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة فذكره.
وبعضهم اقتصر على قوله: «أخرجوا اليهودَ من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب» ومنهم من جمع بينه وبين اتخاذ القبور في المساجد.
وإسناده حسن لأجل إبراهيم بن ميمون الحنّاط المعروف بالنحاس مولى آل سمرة فإنه حسن الحديث. وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: محلّه الصّدق.
وسعد بن سمرة وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٤/ ٢٩٤) وذكره الهيثمي في
«المجمع» (٢/ ٢٨) وعزاه للبزار وحده وقال: رجاله ثقات.
وفي الباب عن أسامة بن زيد قال: قال لي رسول الله ﷺ: «أَدْخِلْ عليَّ أصحابي» فدخلوا عليه فكشف القِناعَ ثم قال: «لعن الله اليهود والنصاري، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
رواه الإمام أحمد (٢١٧٧٤)، والبزار (٢٦٠٩)، والطبراني في «الكبير» (١/ ١٢٧، ١٣١)، كلهم من طرق عن قيس بن الربيع، حدثنا جامع بن شدَّاد، عن كلثوم الخزاعي، عن أسامة بن زيد فذكر مثله.
وفيه قيس بن الربيع الأسدي ضعيف، ضعَّفه ابن معين وعلي بن المديني وابن سعد والدارقطني وغيرهم، وقال أبو داود: «ليس بشيء»، وقال النسائي: «ليس بثقة»، وقال العجلي: «الناس يضعفونه».
وأما ابن عدي فكان حسن الرأي فيه فقال: عامة رواياته مستقيمة، وقال ابن حبان: لما كبر ساء حفظه، وامتحن بابن سوء فكان يُدخِل عليه الحديث فيجيب فيه ثقةً منه بابنه فوقع المناكير في أخباره من ناحية ابنه. فلما غلب المناكير على صحيح حديثه، ولم يتميز استحق مجانبته عند الاحتجاج «المجروحين» (٢/ ٢٢٢) ولم يذكره في الثقات.
وأما الهيثمي فقال في «المجمع» (٢/ ٣٠) «رجاله موثقون»، كذا قال مع أن ابن حبان لم يذكره في الثقات.
وفي الباب أيضًا عن زيد بن ثابت أن رسول الله ﷺ قال: لعن الله اليهودَ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ».
رواه أحمد (٢١٦٠٤، ٢١٦٠٥)، والطبراني في: الكبير (٤٩٠٧) وعبد بن حميد (٢٤٤) كلهم من طريق عقبة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن ثابت فذكره.
وعقبة بن عبد الرحمن هو: ابن أبي مَعْمر الحجازي قال فيه الحافظ: «مجهول».
وأما الهيثمي فعلى قاعدة توثيق المجاهيل اعتمادًا على ما ذكره ابن حبان في الثقات فقال: «رجاله مُوَثَّقون«لأنه ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٢٤٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 126 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ

  • 📜 حديث: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب