ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

حديث: ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

عن أبي هريرة قال: أُرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكَّه، فرجع إلي ربه فقال: أرسلتني إلي عبد ل يريد الموت،فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع فقُل له يضع يَده على متن ثور، فله بكل ما غطَّت به يدُه بكل شعرة سنة، قال: أي رب! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن. فسأل الله أن يُدنِيه من الأرض المقدسة رميةً بحجرٍ. قال رسول الله ﷺ: «فلو كنتُ ثم، لأريتُكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٩)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: أُرسل ملك الموت إلى موسى ﵇، فلما جاءه صكَّه، فرجع إلي ربه فقال: أرسلتني إلي عبد ل يريد الموت،فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع فقُل له يضع يَده على متن ثور، فله بكل ما غطَّت به يدُه بكل شعرة سنة، قال: أي رب! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن. فسأل الله أن يُدنِيه من الأرض المقدسة رميةً بحجرٍ. قال رسول الله ﷺ: «فلو كنتُ ثم، لأريتُكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الأنبياء، يرويه لنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

● صكَّه: أي لطمه أو ضربه بشدة، فجعل عينه تخرج من مكانها.
● متن ثور: ظهر البقرة.
● بكل شعرة سنة: أي أن كل شعرة من شعر الثور التي تغطيها يده تمثل سنة من العمر.
● رمية بحجر: مسافة قذف الحجرة، وهي مسافة قريبة.
● الكثيب الأحمر: التلة أو الرابية الحمراء من الرمل.

# 2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ملك الموت -عليه السلام- أُرسل إلى النبي موسى -عليه السلام- لقبض روحه. فلما جاءه ملك الموت، فوجئ موسى -عليه السلام- به، فدفعه دفعة قوية (صكه) فأخرج عينه. فرجع ملك الموت إلى الله تعالى يشكو ما حدث، فقال: "أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت". فرد الله عليه عينه (أي أعادها لمكانها)، وأمره أن يعود إلى موسى ويخبره بأن يضع يده على ظهر ثور، وأن له بكل شعرة تغطيها يده سنة من العمر (أي يمنحه عمراً طويلاً جداً). فسأل موسى: "ثم ماذا؟" أي بعد كل هذا العمر الطويل؟ فأجيب: "ثم الموت". فقال موسى: "فالآن". أي قبل هذا العمر الطويل، لأنه فهم أن الموت حتمي لا مفر منه، فاستسلم لقضاء الله. ثم سأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة (أرض الشام وفلسطين) مسافة قذف حجر. ويختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بالإشارة إلى مكان قبر موسى عليه السلام.

# 3. الدروس المستفادة:

● حتمية الموت: الموت نهاية كل حي، ولا مهرب منه، ولو مُنح الإنسان عمراً طويلاً جداً.
● الاستعداد للموت: ينبغي على المسلم أن يكون مستعداً للموت في أي وقت، لأنه لا يعلم متى يأتيه أجله.
● قبول قضاء الله: النبي موسى -عليه السلام- قبل بقضاء الله بعد أن فهم حقيقة الموت.
● منزلة الأنبياء: الأنبياء هم أفضل الخلق، ومع ذلك فهم يموتون كما يموت غيرهم.
● التواضع: حتى الأنبياء يتعرضون لمواقف تذكرهم بحقيقة البشرية والضعف الإنساني.

# 4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أحاديث الإسرائيليات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم للعبرة والموعظة، ولا يجوز تكذيبها ولا تصديقها إلا إذا وردت في القرآن أو السنة الصحيحة.
- موقف موسى -عليه السلام- من الموت يدل على شجاعته وقوته، ولكن أيضاً على بشريته.
- مكان قبر موسى -عليه السلام- كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن الله تعالى استجاب لدعائه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للاستعداد للقائه، وأن يتوفانا وهو راض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٩)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. ولم يذكرا فيه الرفَع إلى النبي ﷺ ولكن ساقه البخاري في أحاديث الأنبياء من هذا الوجه ثم قال: وعن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، وكذلك ساقه مسلم.
اختلف أهل العلم من نقل الميت من بلد إلى بلد، فاستحب الشافعي إن كان نقله إلى الأرض الفاضلة كمكة وغيرها، وكره إن لم يكن الغرض منه الدفن في البقاع الفاضلة.
رُوي أن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل ماتا بالعقيق فحُملا إلى المدينة، ودُفنا بها، وحُمل أسامة بن زيد من الجرف، وحمل عبد الرحمن بن أبي بكر من الحُبشي -أحد جبال مكة على مسافة ستة أميال- إلى مكة ودفن بها، وحمُل قتلى أُحد ليدفنوا بالبقيع فنادى مناد «إن رسول الله ﷺ يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم» قال جابر: فرددناهم.
ولكن إن ترتب على ذلك تأخير دفنهم، وتعرضهم لهتك حرمتهم فيحرم ذلك، أو يكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 407 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

📜 حديث: ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية