حديث: المؤمن ينزل به الموت والله يحب لقاءه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إن أرواح المؤمنين يستخبرون عن معارفهم من أهل الأرض

عن أبي هريرة، أحسبه رفعه قال: «إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين، فود لو خرجت -يعني: نفسه- والله يحب لقاءه، وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين، فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض، فإذا قال: تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك، وإذا قال: إن فلانا قد مات، قالوا: ما
جيء به إلينا، وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل: من ربه؟ فيقول: ربي الله. فيقول: من نبيك؟ فيقول: نبي محمد ﷺ. قال: ما دينك؟ قال: ديني الإسلام. فيفتح له باب في قبره، فيقول أو يقال: انظر إلى مجلسك. ثم يرى القبر فكأنما كانت رقدة، وإذا كان عدوا لله نزل به الموت، وعاين ما عاين فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبدا، والله يبغض لقاءه، فإذا جلس في قبره أو أجلس يقال له: من ربك؟ فيقول: لا أدري. فيقال: لا دريت، فيفتح له باب من جهنم، ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة إلا الثقلين، ثم يقال له: نم كما ينام المنهوش». فقلت لأبي هريرة: ما المنهوش؟ قال: الذي تنهشه الدواب والحيات ثم «يضيق عليه قبره».

حسن: رواه البزار في مسنده (٩٧٦٠) وعبد الله بن أحمد في السنة (١٤٤٧) كلاهما من حديث الوليد بن القاسم، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبزار.

عن أبي هريرة، أحسبه رفعه قال: «إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين، فود لو خرجت -يعني: نفسه- والله يحب لقاءه، وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين، فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض، فإذا قال: تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك، وإذا قال: إن فلانا قد مات، قالوا: ما
جيء به إلينا، وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل: من ربه؟ فيقول: ربي الله. فيقول: من نبيك؟ فيقول: نبي محمد ﷺ. قال: ما دينك؟ قال: ديني الإسلام. فيفتح له باب في قبره، فيقول أو يقال: انظر إلى مجلسك. ثم يرى القبر فكأنما كانت رقدة، وإذا كان عدوا لله نزل به الموت، وعاين ما عاين فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبدا، والله يبغض لقاءه، فإذا جلس في قبره أو أجلس يقال له: من ربك؟ فيقول: لا أدري. فيقال: لا دريت، فيفتح له باب من جهنم، ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة إلا الثقلين، ثم يقال له: نم كما ينام المنهوش». فقلت لأبي هريرة: ما المنهوش؟ قال: الذي تنهشه الدواب والحيات ثم «يضيق عليه قبره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه يصف حال المؤمن والكافر عند الموت وفي القبر، وهو من الأحاديث التي تروى بأسانيد مختلفة ويجمع معانيها كتب العقيدة والسنة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله:


???? شرح المفردات:
● يعاين ما يعاين: يرى عند الموت ما يرى من ملائكة الرحمة أو العذاب.
● ود لو خرجت نفسه: يتمنى خروج روحه طلباً للقاء الله.
● يستخبرونه: يسألونه عن أحوال من يعرفونهم في الدنيا.
● ما جيء به إلينا: أي أن ذلك الشخص لم يمت بعد ولم يأتِ إلى عالم البرزخ.
● المنهوش: الذي تَعَضُّه الحيوانات والحيات حتى يموت أو يُنهش لحمه.
● يضيق عليه قبره: يصبح القبر ضيقاً عليه حتى تختلف أضلاعه.


???? شرح الحديث:

# أولاً: حال المؤمن عند الموت وفي القبر:
1- عند الموت:
- ينزل به الموت فيرى ملائكة الرحمة وبشارات الجنة، فيشتاق إلى خروج روحه ليلقى ربه، لأنه يعلم أن الله يحب لقاءه كما يحب هو لقاء الله.
2- بعد خروج الروح:
- تصعد روحه إلى السماء، فتستقبله أرواح المؤمنين يسألونه عن أحوال من يعرفونهم في الدنيا:
- إذا أخبرهم أن شخصاً ما لا يزال حياً، يفرحون بذلك.
- وإذا أخبرهم أن شخصاً قد مات، يقولون: "ما جيء به إلينا" أي أنه لم يصل بعد إلى عالم البرزخ (لأن الأرواح تتلاقى وتتعارف).
3- في القبر:
- يُسأل عن:
- ربه: فيجيب "ربي الله".
- نبيه: فيجيب "نبيي محمد ﷺ".
- دينه: فيجيب "ديني الإسلام".
- ثم يُفتح له باب إلى الجنة فيرى مقعده منها، ويُقال له: "هذا مجلسك".
- ويصبح قبره روضة من رياض الجنة، وكأنما كانت موته مجرد رقدة أو نومة هادئة.


# ثانياً: حال الكافر (عدو الله) عند الموت وفي القبر:
1- عند الموت:
- ينزل به الموت فيرى ملائكة العذاب وأهوال الموت، فيكره خروج روحه، والله يبغض لقاءه لأنه لم يطع الله في الدنيا.
2- في القبر:
- يُسأل عن ربه فيقول: "لا أدري" أو "هاه هاه" (كلمة تردد وحيرة).
- فيُقال له: "لا دريت" (أي: لا عرفت الحق).
- ثم يُفتح له باب إلى النار ويُضرب بمطرقة من حديد ضربة تسمعها جميع المخلوقات إلا الثقلين (الإنس والجن).
- ثم يُقال له: "نم كما ينام المنهوش" – أي ينام نومةً مضطربةً كمن نهشته الحيات والدواب.
- ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.


???? الدروس المستفادة:
1- الإيمان يسهل سكرات الموت: المؤمن يموت وهو مشتاق للقاء الله، بينما الكافر يموت وهو خائف من العقاب.
2- الاستعداد للقبر: بذكر الله والتوحيد والإيمان الصحيح.
3- الأرواح تتلاقى في البرزخ: وتتساءل عن أحوال الأحياء.
4- سؤال القبر حق: وهو أول منازل الآخرة، يُسأل العبد عن ربه ودينه ونبيه.
5- القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
6- الوعيد الشديد للكافرين والمشركين في القبر.
7- الحث على الاستعاذة من عذاب القبر في الدعاء والصلوات.


???? مصادر للاستزادة:
- شرح الحديث موجود في كتب السنة مثل:
- "شعب الإيمان" للبيهقي.
- "التذكرة" للقرطبي.
- "أحكام الجنائز" للألباني.
- وكتب العقيدة مثل "عقيدة أهل السنة والجماعة" لابن عثيمين.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يحبون لقاءه ويحب لقاءهم، وأن ينجينا من عذاب القبر والنار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار في مسنده (٩٧٦٠) وعبد الله بن أحمد في السنة (١٤٤٧) كلاهما من حديث الوليد بن القاسم، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ للبزار.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن كيسان، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأما قول البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة إلا الوليد بن القاسم»، فهو ليس كذلك بل رواه أيضا يحيى بن سعيد، عن يزيد بن كيسان، ومن طريقه رواه عبد الله بن أحمد في السنة (١٤٤٦).
وأما ما رُوي عن أنس بن مالك مرفوعًا: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيرًا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللَّهم! لا تمتهم حتى تهديَهم كما هديتنا، ففيه رجل لم يسم.
رواه الإمام أحمد (١٢٦٨٣) عن عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عمن سمع أنس بن مالك فذكره، وإسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين سفيان وأنس، ولم أقف على إسناد آخر ذكر فيه هذه الواسطة. وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا: «إن نفس المؤمن إذا قُبضتْ تلقَّاها أهل الرحمة من عباد الله، كما تَلَقَّون البشيرَ من أهل الدنيا فيقولون: انظروا صاحبكم يستريح، فإنه في كَرْبٍ شديد. ثم يسألونه: ما فعل فلان؟ وما فعلت فلانة، هل تزوجتْ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول: هَيْهات، قد مات ذاك قبلي، فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذُهب به إلى أمهِ الهاوية، بئستِ الأُم، وبئستِ المربيةُ، وقال: إن أعمالكم تُعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة، فإن كان خيرًا فرحوا واستبشروا وقالوا: اللَّهم! هذا فضلُك ورحمتك، فأَتْمِم نعمتَك عليه، وأَمِتْه عليها، ويُعرض عليهم عملُ المسيء فيقولون: اللَّهم! أَلْهِمه عملًا صالحًا تَرضى به، وتُقربه إليك».
رواه الطبراني في: الأوسط (١٤٨) عن أحمد بن يحيي بن خالد بن حيَّان، قال: حدثنا محمد ابن سفيان الحضرمي، قال: حدثنا مَسْلمةُ بن علي، عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز، عن
مكحول، عن عبد الرحمن بن سلامة، عن أبي رُهْم السباعي، عن أبي أيوب الأنصاري فذكره.
قال الطبراني: «لا يروي هذا الحديث عن مكحول إلا زيد بن واقد وهشام بن الغاز، تفرد بهما مسلمة بن علي».
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٢٧) وقال: «رواه الطبراني في: الكبير و الأوسط,وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن مسلمة بن علي هو الخشني من أهل الشام قال فيه ابن حبان: «كان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهمًا، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتاج به» «المجروحين» (١٠٧٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 520 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمن ينزل به الموت والله يحب لقاءه

  • 📜 حديث: المؤمن ينزل به الموت والله يحب لقاءه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمن ينزل به الموت والله يحب لقاءه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمن ينزل به الموت والله يحب لقاءه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمن ينزل به الموت والله يحب لقاءه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب