حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كره الصوم من النّصف الثاني من شعبان لحال رمضان

عن عبد العزيز بن محمد، قال: قدم عباد بن كثير المدينة، فمال إلى مجلس العلاء، فأخذ بيده فأقامه ثم قال: اللهم! إنّ هذا يحدّث عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا». فقال العلاء: اللهم! إنّ
أبي حدّثني عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ بذلك.

صحيح: رواه أبو داود (٢٣٣٧)، والترمذي (٧٣٨)، وابن ماجه (١٦٥١) كلّهم من حديث عبد العزيز بن محمد بإسناده.

عن عبد العزيز بن محمد، قال: قدم عباد بن كثير المدينة، فمال إلى مجلس العلاء، فأخذ بيده فأقامه ثم قال: اللهم! إنّ هذا يحدّث عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا». فقال العلاء: اللهم! إنّ
أبي حدّثني عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ بذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الحديث ورد في مسألة الصوم في النصف الثاني من شهر شعبان، وهو حديث اختلف العلماء في صحته ودرجته، وفي معناه وتطبيقه. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا مع بيان حكمه والدروس المستفادة منه.

### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«إذا انتصف شعبان فلا تصوموا».
وفي رواية أخرى:
«إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا».
وفي رواية ثالثة:
«لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صومًا فليصمه».

### ثانيًا. شرح المفردات
● انتصف شعبان: أي دخل النصف الثاني من الشهر، وهو من ليلة السادس عشر فما بعد.
● فلا تصوموا: النهي عن الصوم بعد منتصف شعبان.

### ثالثًا. شرح الحديث ومعناه
هذا الحديث يدل على النهي عن الصوم بعد منتصف شعبان، إلا لمن له عادة صوم، كمن كان يصوم يوم الاثنين والخميس مثلًا، أو كان له نذر صوم، أو قضاء رمضان، فهذا يجوز له الصوم.
وقد اختلف العلماء في هذا الحديث:
● جمهور العلماء (ومنهم الإمام الشافعي وأحمد ومالك) يرون أن النهي محمول على من يصل شعبان برمضان بدون عذر، خشية أن يزيد في صيام رمضان ما ليس منه.
● بعض العلماء يرى أن الحديث ضعيف، ولا يثبت عن النبي ﷺ، وبالتالي لا يُعمل به، والصوم جائز طوال شعبان إلا يوم الشك.
والراجح – والله أعلم – أن الحديث صحيح، لكن النهي ليس على الإطلاق، بل هو مُخَصَّصٌ بمن لم يكن له عادة صوم، أو يخشى أن يضعف عن صيام رمضان.

### رابعًا. الدروس المستفادة
1- الحكمة من النهي: حتى لا يزيد الناس في العبادة ما لم يشرعه الله، وحتى يدخلوا رمضان بنشاط وقوة.
2- مراعاة النفس: فلا يُشَق عليها بالصوم المتتابع قبل رمضان مباشرة.
3- التيسير في الدين: الإسلام دين يسر، فلا يجور الإنسان على نفسه بما يضره.
4- احترام المواقيت: فلكل عبادة وقتها المحدد، فلا يتقدم الإنسان على رمضان بصيامٍ يشبهه.

### خامسًا. فتاوى معاصرة متعلقة بالحديث
- يجوز الصوم بعد منتصف شعبان لمن له عادة (كصوم الاثنين والخميس).
- يجوز قضاء رمضان في شعبان كله، حتى بعد منتصفه.
- لا يجوز صوم يوم الشك (وهو اليوم الذي يشك فيه الناس هل هو من رمضان أم لا)، وهذا منفصل عن مسألة النصف الثاني من شعبان.


خلاصة:


الحديث صحيح، والنهي عن الصوم بعد منتصف شعبان مُخَصَّصٌ بمن يريد أن يصوم بدون عادة أو بدون سبب شرعي. فأما من كان له عادة صوم، أو عليه قضاء من رمضان، أو نذر، فيجوز له الصوم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٣٧)، والترمذي (٧٣٨)، وابن ماجه (١٦٥١) كلّهم من حديث عبد العزيز بن محمد بإسناده. واللفظ لأبي داود، ولم يذكر الترمذي وابن ماجه القصّة.
وصحّحه ابن حبان (٣٥٨٩، ٣٥٩١). ورواه من وجه آخر عن العلاء مختصرًا.
وأخرجه الإمام أحمد (٩٧٠٧) من وجه آخر عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب بإسناده وفيه: «إذا كان النّصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يكون رمضان».
قال أبو داود: وكان عبد الرحمن لا يحدّث به، قلت لأحمد: لِمَ؟ قال: لأنه كان عنده أن النبيّ ﷺ كان يصل شعبان برمضان، وقال عن النبيّ ﷺ خلافه.
قال أبو داود: «وليس هذا عندي خلافه، ولم يجي به غير العلاء عن أبيه».
وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حسن صحيح، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه على هذا اللفظ. ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطرًا، فإذا بقي من شعبان شيء أخذ في الصوم لحال شهر رمضان، وقد رُوي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ ما يُشبه قولهم حيث قال: «لا تقدموا شهر رمضان بصيام إلا أن يوافق ذلك صومًا كان يصومه أحدكم». وقد دلّ في هذا الحديث إنما الكراهية على من يتعمّد الصيام لحال رمضان» انتهي.
ولأهل العلم في الجمع بين حديث عائشة وحديث أبي هريرة مذاهب ذكرتُ بعضها في «المنة الكبري» (٣/ ٤٣٠).
وأما قول البيهقي (٤/ ٢٠٩): رواه أبو داود عن قتيبة، ثم قال أبو داود: وقال أحمد بن حنبل: «وهذا حديث منكر. قال: وكان عبد الرحمن لا يحدّث به». فلم أجد هذا الكلام في النسخة المطبوعة لأبي داود من رواية ابن داسة. كما لم أجده في كتاب مسائل أبي داود للإمام أحمد، فتنبّه.
وقد قال الحافظ ابن القيم في «تهذيب السنن» (٣/ ٢٢٣ - ٢٢٤) أنّ هذا الحديث لا يعارض الحديث الآخر كما ظن عبد الرحمن بن مهدي، وكون العلاء لم يتابع عليه فهو ليس بعلة قادحة عند المحدثين.
بل هو حديث صحيح على شرط مسلم، فإن مسلمًا أخرج في صحيحه عدّة أحاديث عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وتفرده به تفرّد ثقة بحديث مستقل، وله عدّة نظائر في الصحيح. وأطال الكلام في تصحيحه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

  • 📜 حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب