لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

حديث: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

عن أمّ سلمة، عن النبيّ ﷺ أنه لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلّا شعبان يصله برمضان.

صحيح: رواه أبو داود (٢٣٣٦) عن الإمام أحمد -وهو في مسنده (٢٦٦٥٣) - عن محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن توبة العنبري، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أمّ سلمة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أمّ سلمة، عن النبيّ ﷺ أنه لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلّا شعبان يصله برمضان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، فيه بيانٌ لهدي النبي ﷺ في صيام شهر شعبان، وهو حديث عظيم الفائدة، يدل على حرص النبي ﷺ على الاستعداد لرمضان، وعلى فضل هذا الشهر الكريم.

شرح المفردات:

● لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا: أي لم يكن النبي ﷺ يصوم شهرًا كاملًا غير رمضان.
● إلّا شعبان: يستثنى من ذلك شهر شعبان، فإنه كان يصوم معظمه.
● يصله برمضان: أي يصل صيام شعبان بصيام رمضان، فيصوم معظم شعبان أو كله إلا قليلًا.

شرح الحديث:

هذا الحديث يبين أن النبي ﷺ كان يكثر من الصيام في شهر شعبان حتى كان لا يفطر فيه إلا قليلًا، وكان ذلك منه استعدادًا لاستقبال رمضان، وتنشيطًا للنفس على الطاعة قبل دخول الشهر الكريم. وقد ورد في روايات أخرى أنه ﷺ كان يصوم شعبان كله، وفي روايات أنه كان يصوم أكثره، وهذا لا تعارض بينه؛ لأن النبي ﷺ ربما كان يصوم شعبان كاملًا في بعض السنين، وفي أخرى يصوم أكثره.
وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن صيامه ﷺ لشعبان، فقالت: "ما رأيتُ النبيَّ ﷺ استكمل صيام شهرٍ قط إلا رمضان، وما رأيته في شهرٍ أكثرَ منه صيامًا في شعبان" (متفق عليه).

الدروس المستفادة منه:

1- استحباب الإكثار من الصيام في شعبان: وذلك تأسيًا بالنبي ﷺ، واستعدادًا لرمضان، حتى تدخل النفس في جوّ العبادة والطاعة قبل بدء الشهر الفضيل.
2- عدم صوم شهر كامل غير رمضان: إلا شعبان فإنه يستثنى من ذلك، كما في هذا الحديث، وذلك لخصوصيته وارتباطه برمضان.
3- الحكمة من إكثار الصيام في شعبان: قيل إنه شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فأحب النبي ﷺ أن يُرفع عمله وهو صائم. وقيل أيضًا أنه شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، فكان يصومه ليكون مميزًا بالطاعة.
4- الاستعداد لرمضان: ينبغي للمسلم أن يستعد لرمضان بالطاعات، ومنها الصيام في شعبان، حتى يكون قد هيّأ نفسه للصيام والقيام في رمضان.

معلومات إضافية مفيدة:

- يستحب صيام ما تيسر من شعبان، ولا يجب صومه كاملًا، بل يسن الإكثار من الصيام فيه دون إلزام النفس بصوم كل أيامه.
- من فاته قضاء من رمضان الماضي، فليقضيه في شعبان؛ لأن عائشة رضي الله عنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان.
- لا يصام آخر شعبان إذا كان الصوم بنية الاحتياط لرمضان، إلا إذا وافق ذلك عادةً للشخص، كمن كان يصوم الاثنين والخميس مثلًا.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٣٣٦) عن الإمام أحمد -وهو في مسنده (٢٦٦٥٣) - عن محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن توبة العنبري، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أمّ سلمة، فذكرته.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا البيهقي (٤/ ٢١٠) وإسناده صحيح.
ورواه الترمذي (٧٣٦)، والنسائي (٢١٧٥)، والإمام أحمد (٢٦٥٦٢) كلّهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة، عن أمّ سلمة، قالت: «ما رأيتُ رسول الله ﷺ صام شهرين متتابعين إلا أنه كان يصل شعبان برمضان».
وإسناده صحيح أيضًا إلا أنّ الترمذي قصّر في الحكم عليه، فقال: حديث أمّ سلمة حديث حسن.
وقد رواه أيضًا في الشمائل (٢٩٥) بهذا الإسناد. وقال: «هذا إسناد صحيح».
وهذا الحكم يكون أصح من الحكم الأول إلا أن تكون النُّسخ قد اختلفت.
ورواه ابن ماجه (١٦٤٨) من وجه آخر عن شعبة، عن منصور بإسناده مختصرًا.
وقد أشار الترمذيّ أنّ هذا الحديث قد رُوي أيضًا عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت: «ما رأيتُ النبيّ ﷺ في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان، كان يصومه إلّا قليلًا، بل كان يصومه كلّه».
ثم رواه عن هناد، حدّثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، حدّثنا أبو سلمة، عن عائشة، عن النبيّ ﷺ بذلك.
وقال: وقد روي سالم أبو النضر وغير واحد عن أبي سلمة، عن عائشة نحو رواية محمد بن
عمرو. انتهى.
قال الأعظمي: وقد تقدم رواية أبي النّضر، عن أبي سلمة، عن عائشة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

📜 حديث: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية