من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

عن أبي هريرة، قال: إنّ رسول الله ﷺ قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نُودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الرّيّان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة».
قال أبو بكر: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أجد من تلك الأبواب كلّها؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم».

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٤٩) عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين فضل الإنفاق في سبيل الله وعلو منزلة أصحاب الأعمال الصالحة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بما ورد في شروح أهل العلم المعتمدة.

الحديث بلفظ آخر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ».
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».
رواه البخاري (1897، 3666) ومسلم (1027).

1. شرح المفردات:

● أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ: الزوجان هما الصنفان المتماثلان من أي شيء، والمقصود هنا أن ينفق المسلم زوجين من ماله في سبيل الله، أي صنفين من أصناف المال (مثل: ناقتين، أو بعيرين، أو درهمين، أو دينارين... إلخ). وقيل: المقصود هو الإنفاق بسخاء وكرم، والزوجان يقتضيان الكثرة.
● فِي سَبِيلِ اللَّهِ: يشمل جميع وجوه الخير والبر التي تقرب إلى الله، من جهاد، وصدقة، وعلم، وغيرها.
● نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يُنادى عليه من قبل الملائكة عند دخول الجنة من الباب الذي يناسب عمله الصالح.
● باب الرَّيَّان: باب خاص في الجنة يدخل منه الصائمون، واسمه مشتق من "الري" لأنه يُروى عطش الصائمين فيه، ولا يدخل منه غيرهم.
● مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ: أي لا حرج ولا مشقة على من دُعي من باب واحد، لكن أبو بكر سأل عن الأفضلية وهي الدعوة من جميع الأبواب.

2. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله، فإنه سيدعى عند دخول الجنة من أبوابها المختلفة بحسب أعماله الصالحة. فكل عبد يدعى من الباب الذي كان أكثر اهتماماً به في الدنيا:
● أهل الصلاة: الذين حافظوا عليها وأدُّوها بكمالها.
● أهل الجهاد: الذين جاهدوا في سبيل الله بأنفسهم أو أموالهم.
● أهل الصيام: الذين أكثروا من الصيام، خاصة النوافل.
● أهل الصدقة: الذين أكثروا من الصدقة والإحسان إلى الآخرين.
ثم يسأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه سؤالاً ذكياً، فيقول: إن الدعوة من أي باب من هذه الأبواب خير عظيم، ولكن هل يمكن أن يُدعى الإنسان من جميع الأبواب؟ فيجيبه النبي ﷺ بالإيجاب، بل ويُعبّر عن أمله بأن يكون أبو بكر منهم، وهذا من بشارته ﷺ لأبي بكر رضي الله عنه بدخول الجنة من جميع الأبواب.

3. الدروس المستفادة منه:

1- فضل الإنفاق في سبيل الله: الحديث يبدأ بذكر فضل إنفاق الزوجين، مما يدل على عظمة أجر الصدقة والإنفاق.
2- الجنة لها أبواب متعددة: لكل باب اسم يناسب العمل الصالح، مما يدل على تنوع الأعمال الصالحة وعلو مكانتها.
3- الدعوة من الباب المناسب للعمل: هذا تشريف للمؤمن، حيث يدعى أمام الخلائق بالعمل الذي excell فيه.
4- مكانة أبي بكر الصديق: سؤاله يدل على فرط حرصه على الخير، وجواب النبي ﷺ له يدل على فضله ومكانته.
5- الترغيب في جمع الأعمال الصالحة: ليس المقصود الاقتصار على عمل واحد، بل الأفضل للمسلم أن يجمع بين أنواع الطاعات؛ ليدعى من جميع الأبواب.
6- البشارة للمؤمن: الحديث فيه بشارة عظيمة للمؤمنين بأن أعمالهم الصالحة ستكون سبباً في تشريفهم يوم القيامة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● باب الريان: كما في الحديث خاص بالصائمين، وهو من خصائص الصوم التي لا يُشركهم فيها غيرهم.
● الزوجان في الإنفاق: قيل إن المقصود هو الإنفاق بسخاء وكرم، وقيل هو إنفاق صنفين من المال، وقيل هو إنفاق المال في وجهين من وجوه الخير.
● منزلة أبي بكر: قول النبي

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجهاد (٤٩) عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاريّ في الصوم (١٨٩٧) من طريق مالك، ومسلم في الزكاة (١٠٢٧) من وجه آخر عن ابن شهاب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

📜 حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية