حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كان النبيّ ﷺ يصوم شعبان وكان بصل صومه بصوم رمضان

عن عائشة زوج النبيّ ﷺ أنها قالت: كان رسولُ الله ﷺ يصومُ حتى نقول: لا
يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم.
وما رأيتُ رسولَ الله ﷺ استكمل صيامَ شهر قط إلّا رمضان. وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان.

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٥٦) عن أبي النّضر مولي عمر بن عبيدالله، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة زوج النبيّ ﷺ أنها قالت: كان رسولُ الله ﷺ يصومُ حتى نقول: لا
يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم.
وما رأيتُ رسولَ الله ﷺ استكمل صيامَ شهر قط إلّا رمضان. وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يصف لنا هدي النبي ﷺ في الصيام، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ: أي يستمر في الصيام أيامًا متتالية كثيرة، حتى نظن أنه لن يفطر.
● وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ: أي يترك الصيام أيامًا متتالية كثيرة، حتى نظن أنه لن يصوم.
● اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ: أي صام الشهر كله غير رمضان.
● شَعْبَانَ: هو الشهر الذي يسبق رمضان مباشرة.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث الهدي النبوي في الصيام خارج شهر رمضان، حيث كان النبي ﷺ:
● يُكثر من الصيام أحيانًا: بحيث يصوم عدة أيام متواصلة، لدرجة أن أهله يظنون أنه لن يفطر (كأن يصوم الاثنين والخميس وأيام البيض متتابعة أحيانًا).
● يُقلل من الصيام أحيانًا: بحيث يفطر عدة أيام متواصلة، لدرجة أن أهله يظنون أنه لن يصوم.
● لم يستكمل صيام شهر كامل غير رمضان: فلم يكن يصوم شهرًا كاملًا تطوعًا إلا رمضان المفروض.
● أكثر ما كان يصوم في شعبان: كان يكثر من الصيام في شعبان أكثر من أي شهر آخر.

3. الدروس المستفادة منه:


● الاعتدال في العبادة: فلم يكن النبي ﷺ يداوم على صيام التطوع بشكل متصل دائماً، بل يختلف حاله بين الإكثار والإقلال، لئلا تمل النفوس أو تضعف الأبدان، أو يظن الناس أن ذلك واجب.
● استحباب الإكثار من الصيام في شعبان: لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وكان النبي ﷺ يحب أن يُرفع عمله وهو صائم.
● أن صيام شهر كامل غير رمضان ليس من السنة: بل قد كرهه بعض العلماء لئلا يشبه برمضان.
● التنويع في العبادات: ليكون العبد دائم النشاط والهمة، فلا يسأم ولا يمل.
● التيسير على الأهل: فكان يفطر أيامًا كثيرة حتى لا يشق على أهله، أو يظنوا وجوب الصيام الدائم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- كان النبي ﷺ يصوم في شعبان غالب أيامه، كما في رواية أخرى لأم المؤمنين عائشة.
- الحكمة من الإكثار من الصيام في شعبان: كونه مقدمة لرمضان، وتدريبًا للنفس على الصيام، ورفعًا للدرجات.
- من فوائد هذا الهدي: أنه يمنع الوسوسة لمن يصوم دائمًا فيظن الناس أنه يجب عليه ذلك، أو يظن هو ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصيام (٥٦) عن أبي النّضر مولي عمر بن عبيدالله، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاريّ في الصوم (١٩٦٩)، ومسلم في الصيام (١١٥٦: ١٧٥) كلاهما من طريق مالك، به.
وفي رواية عند البخاريّ: «فإنه كان يصوم شعبان كلّه».
وعند مسلم: «كان يصوم شعبان كلّه، كان يصوم شعبان إلّا قليلًا».
ورُوي مثل هذا أيضًا عن أبي هريرة.
رواه أبو داود (٢٤٣٥) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ بمعناه أي معني حديث عائشة وهو قولها: «كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول: لا يُفطر ...» وزاد: «كان يصومه إلّا قليلًا، بل كان يصومه كلّه».
وحماد هو ابن سلمة تغيّر حفظه بآخره، فوهم فيه فجعله من مسند أبي هريرة.
والصواب أنه من مسند عائشة أو أمّ سلمة، كما ذكره النسائي (٤/ ١٥٠ - ١٥١).
ورواه أحمد (٢٥١٠١) عن يزيد بن هارون، قال: حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة: كيف كان يصوم النبيّ ﷺ فذكرت مثله.
ورواه أيضًا الترمذيّ (٧٣٧) من حديث عبدة عن محمد بن عمرو بإسناده مختصرًا.
فاتفاق يزيد بن هارون وعبدة -وهو ابن سليمان الكلابي ثقة ثبت من رجال الجماعة- يجعل الخطأ من حماد بن سلمة.
ومعنى قوله: «كان يصومه إلّا قليلا، بل كان يصومه كلّه» أي أكمله مرة، ومرة لم يكمله، فقيل: يصومه كلّه، أي يصوم في أوله ووسطه وآخره، لا يخصّ شيئًا منه ولا يعمه بصيامه.
وقيل: ليس على ظاهره، وإنما المراد: أكثره لا جميعه، وعبّر بالكلّ عن الغالب والأكثر. قاله المنذري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 132 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم

  • 📜 حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب