حديث: صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في توكيد وجوب صوم عاشوراء

عن هند بن أسماء بن حارثة الأسلميّ، قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى قومي من أسلم. فقال: «مُرْ قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته منهم قد أكل في أوّل يومه، فليصم آخره».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٩٦٢)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٠٧)، والطحاوي في «مشكله» (٢٢٧٥) كلّهم من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حبيب بن هند ابن أسماء، عن أبيه، فذكره.

عن هند بن أسماء بن حارثة الأسلميّ، قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى قومي من أسلم. فقال: «مُرْ قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته منهم قد أكل في أوّل يومه، فليصم آخره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه هند بن أسماء بن حارثة الأسلمي رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن هند بن أسماء بن حارثة الأسلميّ، قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى قومي من أسلم. فقال: «مُرْ قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته منهم قد أكل في أوّل يومه، فليصم آخره».

1. شرح المفردات:


● بعثني: أرسلني.
● قومي من أسلم: قبيلتي من بني أسلم، وهي قبيلة معروفة من قبائل العرب.
● يوم عاشوراء: اليوم العاشر من شهر محرم.
● أكل في أول يومه: تناول الطعام في بداية النهار (أي بعد طلوع الفجر).
● فليصم آخره: فليصوم باقي النهار.

2. شرح الحديث:


أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي هند بن أسماء إلى قبيلته بني أسلم لأمرهم بصيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم. وقد كان صوم هذا اليوم معروفًا في الجاهلية، ثم أقره الإسلام، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على صيامه، حتى كان فرضًا في بداية الإسلام ثم نسخ بفرضية صوم رمضان، لكنه بقي سنة مؤكدة.
وفي هذا الحديث تأكيد على أهمية صيام عاشوراء، حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم من يبلغ قومه بأمر الصيام. والأمر المهم في الحديث هو التوجيه النبوي الكريم بأن من وجد من قومه قد أكل في بداية النهار (أي بعد طلوع الفجر وظن أنه لا يجب عليه الصوم أو نسي الأمر)، فإنه يجب عليه أن يمتنع عن الطعام والشراب بقية اليوم ويصوم، وهذا من رحمة الشريعة الإسلامية ومرونتها، حيث لم يأمره بالإفطار وإعادة الصوم في يوم آخر، بل أمره بالاستمرار في الصوم حتى الغروب.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل صيام يوم عاشوراء: فهو يوم يصام لله تعالى، وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة، منها أنه يكفر السنة الماضية.
● الرفق بالمسلمين والتيسير عليهم: حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم من بدأ بالأكل أن يمسك ويصوم بقية اليوم، ولم يوجب عليه القضاء، مما يدل على التيسير ورفع الحرج.
● وجوب الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: فالمسلم مأمور بطاعة النبي في أوامره، ولو كانت سنة مؤكدة.
● التنبيه على أهمية النية في الصوم: فمن أكل في أول النهار لم تكن له نية الصوم من الليل، لكن أمره النبي بالاستمرار في الصوم تكملة للعبادة.
● جواز صوم جزء من النهار: إذا لم تكن النية من الليل، وهذا خاص بهذه الحالة ونحوها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- صيام يوم عاشوراء كان واجبًا في أول الإسلام، ثم نسخ بفرضية رمضان، لكنه بقي سنة مؤكدة.
- يستحب صيام يوم قبله (تاسوعاء) أو يوم بعده مخالفة لليهود.
- من فاته صوم عاشوراء لا يقضيه، لأنه سنة غير مؤقتة، لكن لو نوى صومه وقضاه فلا بأس.
- هذا الحديث يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس وتعليمهم أحكام الدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥٩٦٢)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٠٧)، والطحاوي في «مشكله» (٢٢٧٥) كلّهم من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن حبيب بن هند ابن أسماء، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرَّح، وقد صرَّح في رواية أحمد.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٨٥): «رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات».
ولكن وقع الخلاف بين المؤرخين في اسم المبعوث هل هو هند بن أسماء بن حارثة الأسلميّ الذي كان له صحبة كما قال البخاري وابن السكن وغيرهم ومات في خلافة معاوية، أم هو هند بن حارثة الأسلمي عمّ هند بن أسماء.
قال الحافظ في «الإصابة» في ترجمة «هند بن أسماء بن حارثة الأسلمي»: «زعم ابن الكلبي أن المأمور بذلك هند بن حارثة، وتبعه أبو عمر».
قال الأعظمي: وكذلك رواه الحاكم (٣/ ٥٢٩ - ٥٣٠) من وجه آخر عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه هند بن حارثة، أنّ النبيّ ﷺ بعثه يوم عاشوراء. وقال: «صحيح».
ولكن قال الإمام أحمد في: مسند (١٥٩٦٣): «هند بن حارثة هذا كان من أصحاب الحديبية، وأخوه الذي بعثه رسول الله ﷺ يأمر قومه بصيام عاشوراء وهو: أسماء بن حارثة فإنه قال: إنّ رسول الله ﷺ بعثه فقال: «مرْ قومَك بصيام هذا اليوم» قال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: «فليتموا آخر يومهم».
رواه عن عفان، قال: حدّثنا وُهيب، حدّثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة -وكان هند من أصحاب الحديبية ... فذكره. فحدثني يحيي بن هند، عن أسماء بن حارثة: «أنّ رسول الله ﷺ بعثه» فذكر الحديث.
ومن طريق حرملة رواه أيضا البزّار -كشف الأستار (١٠٤٨) -.
ويحيى بن هند بن حارثة لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن حرملة، وذكره ابن حبان في «الثقات» فهو مقبول في اصطلاح الحافظ.
وهو كذلك لأنه رواه ابن حبان في «صحيحه» (٣٦١٨) من طريق سهل بن بكار، قال: حدثنا وهيب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أسماء بن حارثة، أنّ رسول الله ﷺ بعثه إلى قومه، فذكر الحديث.
وهذه متابعة قوية ليحيي بن هند بن حارثة.
فإما أن نقول: إنّ المبعوث هو هند بن أسماء بن حارثة أو عمّه هند بن حارثة أو أخوه أسماء بن حارثة وهو بعيد. والصّحيح أنه كان واحدًا منهم بالتعيين إلا أن المؤرخين لم يضبطوه، والحديث صحيح ولا يؤثر عدم معرفة المبعوث على صحة الحديث.
وقد أطال أهل العلم الكلام في تعين المبعوث، وما ذكرته هو خلاصته، ومنهم من ادّعى الاضطراب في الإسناد من أجل هذا الخلاف. والصحيح أنه لا اضطراب فيه؛ لأنّ المبعوث صحابي ولا يضر الجهل باسمه كما هو معروف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 190 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره

  • 📜 حديث: صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صوموا يوم عاشوراء ومن أكل أوله فليصم آخره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب