حديث: رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما روي في السواك للصّائم

رُوي عن عامر بن ربيعة، قال: رأيت رسول الله ﷺ ما لا أحصي يسوّك وهو صائم.
رواه أبو داود (٢٣٥٦)، والترمذي (٧٢٥)، والإمام أحمد (١٥٦٧٨)، والبيهقي (٤/ ٢٧٢) كلّهم من حديث عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، فذكره.
وعلقه البخاريّ بصيغة التمريض. قال الترمذي: «حسن».
قال الأعظمي: ليس بحسن؛ فإنّ عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني ضعيف باتفاق أهل العلم.
ورواه ابن خزيمة (٢٠٠٧) من حديث سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، به. مثله، ثم قال: «وأنا بريء من عهدة عاصم، سمعت محمد بن يحيى يقول: عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس». ثم قال ابن خزيمة: «سمعت مسلم بن الحجاج يقول: سألنا يحيى بن معين، فقلنا: عبد الله بن محمد بن عقيل أحبّ إليك أم عاصم بن عبيد الله؟ قال: لستُ أحبُّ واحدًا منهما».
ثم قال ابن خزيمة: «كنتُ لا أخرج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب، ثم نظرتُ فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه، ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وهما إماما أهل زمانهما قد رويا عن الثوري عنه. وقد روي عنه مالك خبرًا في غير الموطأ» انتهى.
قال الأعظمي: رواية هؤلاء الأئمة عن شخص لا يعني في جميع أحواله توثيقًا له، فإنهم قد رووا عنه للاعتبار أو للبيان؛ ولذا قال شعبة -وقد روي عن عاصم بن عبيد الله-: كان عاصم لو قيل له: من بني مسجد البصرة؟ لقال: عن فلان، عن فلان، عن النبيّ ﷺ أنه بناه». وفيه إشارة إلى أنه كان يتعمّد.
وقال أحمد: كان ابن عيينة يقول: كان الأشياخ يتقون حديث عاصم. وقال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ينكر حديثه أشد الإنكار، وتكلم فيه الإمام أحمد والنسائي والدارقطني والجوزجاني وابن حبان وغيرهم. وقال البيهقي عقب الحديث: «عاصم بن عبيد الله ليس بالقوي». واضطرب الحافظ في الحكم على حديث عامر بن ربيعة في التلخيص فقال مرة (١/ ٦٢): إسناده حسن.
وقال في موضع آخر (ص ٦٨): «فيه عاصم بن عبد الله، وهو ضعيف».
لكن عموم أدلة استحباب السواك عند كلّ صلاة شامل للمفطر والصائم؛ لقول النبيّ ﷺ: «لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك عند كلّ صلاة».
قال ابن خزيمة (٣/ ٢٤٧): «لم يستثن مفطرًا دون صائم، ففيها دلالة على أنّ السواك للصائم عند كلّ صلاة فضيلة فهو كالمفطر».
قال الترمذي عقب تخريج الحديث والحكم عليه بال

حسن: «والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون بالسواك للصائم بأسًا آخر النهار، ولم ير الشافعي بالسواك بأسًا أول النهار ولا آخره.

رُوي عن عامر بن ربيعة، قال: رأيت رسول الله ﷺ ما لا أحصي يسوّك وهو صائم.
رواه أبو داود (٢٣٥٦)، والترمذي (٧٢٥)، والإمام أحمد (١٥٦٧٨)، والبيهقي (٤/ ٢٧٢) كلّهم من حديث عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، فذكره.
وعلقه البخاريّ بصيغة التمريض. قال الترمذي: «حسن».
قال الأعظمي: ليس بحسن؛ فإنّ عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني ضعيف باتفاق أهل العلم.
ورواه ابن خزيمة (٢٠٠٧) من حديث سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، به. مثله، ثم قال: «وأنا بريء من عهدة عاصم، سمعت محمد بن يحيى يقول: عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس». ثم قال ابن خزيمة: «سمعت مسلم بن الحجاج يقول: سألنا يحيى بن معين، فقلنا: عبد الله بن محمد بن عقيل أحبّ إليك أم عاصم بن عبيد الله؟ قال: لستُ أحبُّ واحدًا منهما».
ثم قال ابن خزيمة: «كنتُ لا أخرج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب، ثم نظرتُ فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه، ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وهما إماما أهل زمانهما قد رويا عن الثوري عنه. وقد روي عنه مالك خبرًا في غير الموطأ» انتهى.
قال الأعظمي: رواية هؤلاء الأئمة عن شخص لا يعني في جميع أحواله توثيقًا له، فإنهم قد رووا عنه للاعتبار أو للبيان؛ ولذا قال شعبة -وقد روي عن عاصم بن عبيد الله-: كان عاصم لو قيل له: من بني مسجد البصرة؟ لقال: عن فلان، عن فلان، عن النبيّ ﷺ أنه بناه». وفيه إشارة إلى أنه كان يتعمّد.
وقال أحمد: كان ابن عيينة يقول: كان الأشياخ يتقون حديث عاصم. وقال علي بن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ينكر حديثه أشد الإنكار، وتكلم فيه الإمام أحمد والنسائي والدارقطني والجوزجاني وابن حبان وغيرهم. وقال البيهقي عقب الحديث: «عاصم بن عبيد الله ليس بالقوي». واضطرب الحافظ في الحكم على حديث عامر بن ربيعة في التلخيص فقال مرة (١/ ٦٢): إسناده حسن.
وقال في موضع آخر (ص ٦٨): «فيه عاصم بن عبد الله، وهو ضعيف».
لكن عموم أدلة استحباب السواك عند كلّ صلاة شامل للمفطر والصائم؛ لقول النبيّ ﷺ: «لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك عند كلّ صلاة».
قال ابن خزيمة (٣/ ٢٤٧): «لم يستثن مفطرًا دون صائم، ففيها دلالة على أنّ السواك للصائم عند كلّ صلاة فضيلة فهو كالمفطر».
قال الترمذي عقب تخريج الحديث والحكم عليه بال

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث موضوع الشرح:
روي عن الصحابي الجليل عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله ﷺ ما لا أحصي يسوّك وهو صائم".


أولاً. شرح المفردات:


● ما لا أحصي: أي مرات كثيرة جداً لا يستطيع عدها أو إحصائها.
● يُسَوِّك: أي يستعمل السواك، وهو تنظيف الأسنان بعود من شجر الأراك أو نحوه.
● وهو صائم: أي في حالة الصيام، سواء كان ذلك في نهار رمضان أو في صيام النفل.


ثانياً. شرح الحديث ومعناه:


يدل هذا الحديث على جواز استعمال السواك للصائم في أي وقت من نهار صومه، سواء كان ذلك أول النهار أو آخره. وقد كان هذا هو فعل النبي ﷺ، حيث كان يواظب على السواك وهو صائم في أوقات كثيرة متعددة، مما يدل على أنه ليس من الأمور المكروهة للصائم.


ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في المسألة:


1- استحباب السواك مطلقاً: السواك من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي ﷺ في أوقات متعددة، خاصة عند الوضوء والصلاة وتغير رائحة الفم.
2- جواز السواك للصائم: الحديث أصل في بيان أن استعمال السواك لا يفطر الصائم ولا يكره له، وهذا هو مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، وهو رواية عن الإمام أحمد واختيار كثير من المحققين.
3- دفع الوسوسة: بعض الناس قد يوسوس في أمر السواك للصائم، خاصة إذا كان السواك جديداً أو له طعم، وهذا الحديث يزيل هذه الوسوسة ويبين أن النبي ﷺ كان يفعله من غير حرج.
4- الفقه في التعامل مع أحاديث الضعفاء: على الرغم من الكلام في رواة هذا الحديث (كمَا بينتَ في سؤالك حول ضعف عاصم بن عبيد الله)، إلا أن العمل به يكون من وجهين:
● الأول: أن الأحاديث الضعيفة يعمل بها في فضائل الأعمال عند جمهور العلماء إذا لم تكن شديدة الضعف.
● الثاني: أن حكم السواك للصائم يؤخذ من عموم النصوص الأخرى التي تحث على السواك، مثل قوله ﷺ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ» (متفق عليه). وهذا العموم يشمل الصائم والمفطر، ولم يرد أي دليل صحيح صريح يمنع السواك للصائم.
5- كراهة السواك بعد الزوال للصائم: ذهب بعض العلماء (من الحنابلة وبعض السلف) إلى كراهة السواك للصائم بعد زوال الشمس (أي بعد الظهر)؛ خشية إزالة رائحة الخلوف التي هي أطيب عند الله من ريح المسك، كما في الحديث الصحيح. والراجح -والله أعلم- هو الجواز مطلقاً، ولكن الأفضل ترك السواك عند القائلين بالكراهة احتياطاً وخروجاً من خلاف العلماء، وإن كان القول بالجواز أقوى دليلاً.


رابعاً. الخلاصة والتوجيه العملي:


● السواك للصائم جائز بل مستحب في أي وقت من نهار الصوم، وهو سنة ثابتة عن النبي ﷺ بعموم الأدلة.
- لا ينبغي للصائم أن يترك هذه السنة بسبب وسوسة أو شك لا أصل له.
- من ورع العبد واتباعه للسنة أن يستاك أثناء صومه اقتداءً بالنبي ﷺ، ويطمئن إلى أن ذلك لا يؤثر على صيامه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: الشرح أعلاه مبني على المعنى الفقهي المستفاد من الحديث وعموم الأدلة، مع العلم بالكلام في سنده كما أوضحتَ في سؤالك. والعلم عند الله تعالى.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

«والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون بالسواك للصائم بأسًا آخر النهار، ولم ير الشافعي بالسواك بأسًا أول النهار ولا آخره. وكره أحمد وإسحاق السواك آخر النهار».
ونقل ابن حجر في «التلخيص» مثل قول الشافعي: لا بأس بالسواك للصائم أول النهار
وآخره. فقال: «وهذا اختيار أبي شامة، وابن عبد السلام، والنووي. وقال: إنه قول أكثر العلماء، ومنهم المزني».
قال الأعظمي: وهو اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية كما نقل عنه البعلي الدمشقي في «الاختيارات الفقهية» (ص ٢٠)، فقال: «وهو في جميع الأوقات مستحب، والأصح ولو للصائم بعد الزوال، وهو رواية عن أحمد، وقاله مالك وغيره».
وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها ابن الملقن في «البدر المنير» ولم يصح منها شيء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 345 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يسوّك وهو صائم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب