غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

حديث: غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

عن عائشة، قالت: إنّ رسول الله ﷺ كان يرغّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه، فيقول: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وفي رواية: خرج في جوف الليل يصلي في المسجد، وصلى بالناس«وساق الحديث. وجاء فيه: «وكان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ويقول: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». قال: فتوفي رسول الله ﷺ والأمر على ذلك.

صحيح: رواه النسائي (٢١٩٢، ٢١٩٣، ٢١٩٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٢٠٧)، وابن حبان (٢٥٤٣) من أوجه عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، أنّ عائشة أخبرته، فذكرت الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يقوم رمضان إيماناً واحتساباً.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو من الأحاديث التي تُبيّن رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على هدايتهم دون أن يشق عليهم.

أولاً. شرح المفردات:

● يرغّب: يحث ويشجع ويبين الفضل.
● عزيمة: أمرٌ لازم واجب لا تخيير فيه.
● إيمانًا: تصديقاً بوعد الله وثوابه، وإقراراً بأنه حق من عند الله.
● احتسابًا: طلباً للأجر من الله تعالى، لا رياء ولا سمعة.
● غفر له ما تقدم من ذنبه: أي غفران الذنوب السابقة، وهي من أعظم الفضائل.

ثانياً. شرح الحديث:

يبيّن الحديث أن النبي ﷺ كان يحث الناس على قيام رمضان (أي صلاة التراويح والتهجد) دون أن يفرضها عليهم فرضاً لازماً، بل جعلها سنة مؤكدة وعبادة مستحبة.
وقوله: «مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» هو ترغيب عظيم، حيث يعد الله تعالى القائمين ليل رمضان بمغفرة الذنوب جميعاً، بشرط أن يكون القيام خالصاً لوجه الله، مقترناً بالإيمان والتصديق.
وفي الرواية الأخرى: «مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وهي تؤكد فضل ليلة القدر بشكل خاص، وأن من قامها محتسباً الأجر من الله غفرت ذنوبه.
وختمت عائشة رضي الله عنها بقولها: «فتوفي رسول الله ﷺ والأمر على ذلك»، أي أن قيام رمضان بقي على أنه سنة غير مفروضة، ولم يُفرض على المسلمين فرضاً لازماً.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- الترغيب أفضل من الترهيب أحياناً: النبي ﷺ لم يُلزم الناس بالقيام، بل شجعهم ببيان الفضل العظيم، مما يجعل النفس تتقرب إلى الله بحب وطواعية.
2- مغفرة الذنوب مرتبطة بالإخلاص والاحتساب: فلا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً لله، مقترناً بالإيمان الصادق.
3- السنة النبوية تراعي ظروف الناس: فلو فُرض قيام رمكان فرضاً لشَق على كثير من الناس، فجعلها سنةً يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
4- ليلة القدر لها فضل عظيم: ومن أدركها محتسباً غُفر له ما تقدم من ذنبه.

رابعاً. فوائد إضافية:

- يستحب للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح والتهجد في رمضان، ويحرص على إحياء ليلة القدر.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في الإخلاص ويحذر من الرياء والسمعة.
- هذا الحديث يدل على عظم رحمة الله تعالى، حيث جعل مغفرة الذنوب مرتبطة بعملٍ يمكن للمسلم القيام به في ليالي رمضان.
أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٢١٩٢، ٢١٩٣، ٢١٩٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٢٠٧)، وابن حبان (٢٥٤٣) من أوجه عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، أنّ عائشة أخبرته، فذكرت الحديث.
وممن رواه عن الزهري أيضًا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، ومالك كلاهما عن الزهري بهذا الإسناد، ذكره الدارقطني في العلل (٣٨٠٥) إلا أنه قال: «والمحفوظ عن الزهري، عن أبي سلمة وحميد عن أبي هريرة».
قال الأعظمي: هذا هو الظاهر لاعتماد الشيخين له، ولكن لا يمنع أن يكون للزهري أوجه منها: عن عروة بن الزبير، عن عائشة.
وأما ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننتُ لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه» فهو ضعيف.
رواه النسائي (٢٢١٠)، وابن ماجه (١٣٢٨) من طريق النضر بن شيبان، قال: قلت لأبي سلمة ابن عبد الرحمن: حدِّثني بشيء سمعته من أبيك، سمعه أبوك من رسول الله ﷺ، ليس بين أبيك وبين رسول الله ﷺ أحدٌ في شهر رمضان. قال: نعم. حدثني أبي قال: قال رسول الله ﷺ (فذكره) واللفظ للنسائي.
ورواه الإمام أحمد (١٦٦٠) من طريق النضر بن شيبان، نحوه.
ورواه النسائي أيضًا (٢٢٠٨) بالإسناد نفسه، عن رسول الله ﷺ أنه ذكر شهر رمضان ففضّله على الشهور، وقال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه».
قال النسائي: «هذا خطأ، والصواب: أبو سلمة عن أبي هريرة».
قال الأعظمي: يعني حديث الشيخين المتقدم قريبًا.
وكذلك قال البخاري: «لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة عن أبي هريرة أصح».
والحديث مداره على النضر بن شيبان، قال فيه ابن معين: «ليس حديثه بشيء».
وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «كان ممن يخطئ».
فتعقبه ابن حجر في «التهذيب» (١٠/ ٤٣٨) بقوله: «فإذا كان أخطأ في حديثه وليس له غيره، فلا معنى لذكره في الثقات، إلا أن يقال هو في نفسه صادق وإنما غلط في اسم الصحابي فيتجه؛ لكن يردُ على هذا أن في بعض طرقه عنه: «لقيت أبا سلمة، فقلت له: حدثني بحديث سمعته من أبيك، وسمعه أبوك من النبيّ ﷺ. فقال أبو سلمة: حدثني أبي، فذكره. وقد جزم جماعة من الأئمة بأنّ أبا سلمة لم يصح سماعه من أبيه، فتضعيف النضر على هذا متعيّن.
وقد قال ابن خراش: إنه لا يعرف بغير هذا الحديث. وأعلّه الدارقطني أيضًا بحديث أبي سلمة، عن أبي هريرة«اهـ كلام الحافظ.
قال الأعظمي: وممن جزم بعدم سماعه من أبيه: علي بن المديني، وأحمد، وابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة، وأبو داود. وقال أحمد: مات وهو صغير.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 351 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

📜 حديث: غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: غفران الذنوب لمن قام رمضان ايمانا واحتسابا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية