النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

حديث: النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

عن ابن عباس، عن النبيّ ﷺ قال: «عرضت علي الأمم، فرأيت النبي، ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤١)، ومسلم في الإيمان (٢٢٠: ٣٧٤) كلاهما من حديث هشيم، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير، فقال: حدثني ابن عباس قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ».

1. شرح المفردات:

● عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ: أي قدّم لي وظهرت لي أمم الأنبياء السابقين وأتباعهم في الرؤيا.
● الرَّهَيْطُ: الجماعة القليلة، ما بين العشرة إلى الأربعين أو أقل، وهي كلمة تدل على العدد القليل.
● وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ: أي نبي معه واحد أو اثنان فقط من الأتباع.
● لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ: أي نبي لم يؤمن به أحد من قومه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ أنه رأى في منامه – أو في معراجهِ – أمم الأنبياء السابقين وأتباعهم، فشاهد تفاوتاً عظيماً في عدد من استجاب لدعوة كل نبي. فمن الأنبياء من آمن معه جماعة قليلة (الرهيط)، ومنهم من لم يتبعه إلا رجل واحد أو اثنان، بل ومنهم من لم يؤمن به أحد من قومه أبداً. وهذا العرض كان لتسرية النبي ﷺ وتثبيته، حيث رأى أن ما لحقه من قلة الأنصار في بداية الدعوة ليس بدعاً من الأمور، بل هو سنة ماضية في دعوات الأنبياء.

3. الدروس المستفادة منه:

● الصبر على الدعوة: التفاوت في عدد الأتباع بين الأنبياء يدل على أن قلة الأنصار لا تعني ضعف الحق، بل هي ابتلاء وامتحان.
● التأسي بالأنبياء: ما عاناه النبي ﷺ من تكذيب وقلة ناصر يشبه ما عاناه إخوانه من الأنبياء، فيجب على الدعاة الصبر والثبات.
● عدم اليأس من قلة الناصر: حتى لو كان الداعية وحيداً في دعوته، فهناك من الأنبياء من مرّ بمثل هذا، والنجاح ليس بعدد الأتباع بل بصدق الاتباع لله.
● عظمة نعمة الله على هذه الأمة: حيث آمن برسول الله ﷺ أعداد كبيرة مقارنة بغيره من الأنبياء، مما يدل على خيرية هذه الأمة وكمال الدين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من أحاديث الرؤيا الصادقة التي رآها النبي ﷺ، وهي جزء من نبوته.
- فيه إشارة إلى أن عدد أتباع الأنبياء يختلف حسب الظروف والأزمان، ولا دليل على أفضلية نبي بسبب كثرة أتباعه.
- يستفاد منه أن الدعوة إلى الله يجب أن تستمر بغض النظر عن عدد المستجيبين، فالنبي الذي لم يؤمن به أحد كان مأموراً بالدعوة والبلاغ.
- روى هذا الحديث البخاري ومسلم، مما يدل على صحته وقوته.
نسأل الله أن يجعلنا من أتباع النبي ﷺ العاملين بدعوته، الصابرين على الأذى في سبيله، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٤١)، ومسلم في الإيمان (٢٢٠: ٣٧٤) كلاهما من حديث هشيم، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير، فقال: حدثني ابن عباس قال: فذكره. واللّفظ لمسلم.
ولفظ البخاريّ: «عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 649 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

📜 حديث: النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية