حديث: إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن اللَّه إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا، وإذا أراد هلكة أمةٍ عذَّبها، ونبيها حيّ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه، وعصوا أمره».

صحيح: رواه ابن حبان (٧٦٦٤) عن محمد بن المسيب بن إسحاق قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.

عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اللَّه إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا، وإذا أراد هلكة أمةٍ عذَّبها، ونبيها حيّ، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه، وعصوا أمره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث العقيدة والقدر، يرويه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده.

أولاً. شرح المفردات:


● أراد رحمة أمة: قصد الله تعالى أن يرحم قوماً من عباده.
● قبض نبيها قبلها: أي أمات نبيها قبل أن تهلك تلك الأمة.
● فرطاً وسلفاً: الفرط: الذي يسبق القوم ليُعِدَّ لهم المكان، والسلف: الذي يتقدمهم ليكون لهم قدوة وأسوة.
● أراد هلكة أمة: قضى الله تعالى بإهلاك قوم وإبادتهم بسبب كفرهم وعصيانهم.
● عذَّبها، ونبيها حيّ: يُنزل العذاب بهم وهم يكذبون نبيهم وهو لا يزال حياً بين أظهرهم.
● فأقر عينه بهلكتها: أي أراح عينه وقلبه بمشاهدة عقابهم الذي نالهم بسبب تكذيبهم وعصيانهم له، تحقيقاً لوعد الله وصدقاً لنبوته.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكمتين عظيمتين من حكم الله تعالى في تقدير موت الأنبياء وأقوامهم:
1- الحكمة الأولى: إذا قضى الله تعالى برحمة أمة والإبقاء عليها، فإنه يتوفى نبيها قبلها، فيكون موته سَبْقاً لها إلى الدار الآخرة، وكأنه يذهب قبلهم ليكون لهم مُقَدِّماً ومهيئاً، وليكون لهم أسوة وقدوة في حياتهم بعد موته.
2- الحكمة الثانية: وإذا قضى الله تعالى بهلاك أمة وإبادتها بسبب كفرها وعصيانها، فإنه ينزل العذاب بها ونبيها لا يزال حياً بينهم، فيشاهد بعينه عقابهم الذي حاق بهم بسبب تكذيبهم له ومعصيتهم لأمره، فيكون ذلك تسلية له وتأييداً لصدق نبوته، حيث رأى العذابreal الذي أنزله الله بالذين كذبوه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات مشيئة الله النافذة وقدرته المطلقة: فكل ما يحدث في الكون هو بقضاء الله وقدره، وهو الحكيم في أفعاله.
2- الرحمة الإلهية بالمؤمنين: فمن رحمة الله بأمة النبي أن يتوفاه قبل أن يصيبها بلاء أو هلاك.
3- جزاء التكذيب والعصيان: أن الهلاك والعذاب في الدنيا قد يكون مصير الأمم التي تُكذِّب رسلها وتعصي أوامرهم.
4- تسلية للأنبياء والمرسلين: فحين يرى النبي هلاك قومه المكذبين، يقر الله عينه بذلك، فيعلم أن نبوته قد تحققت وظهر صدقها.
5- العبرة والعظة: أن في هلاك الأمم السابقة عبرة لأولي الألباب، ليعلموا أن عصيان الله ورسله يؤدي إلى الهلاك والخسران.

رابعاً. أمثلة تطبيقية من القرآن والسنة:


- مثال الرحمة: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأمة الإسلام باقية إلى يوم القيامة، وهذا من رحمة الله بهذه الأمة.
- مثال الهلاك: قوم نوح عليه السلام، حيث أغرقهم الله بالطوفان وهو حي يشاهد هلاكهم، وكذلك قوم صالح وقوم لوط وغيرهم من الأمم التي أهلكها الله ونبيهم يشاهد ذلك.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أمة الرحمة، وأن يعيذنا من أن نكون من أهل الهلاك والعذاب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٧٦٦٤) عن محمد بن المسيب بن إسحاق قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بُريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.
وذكر مسلم في الفضائل (٢٢٨٨) فقال: وحُدِّثتُ عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه، إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا أبو أسامة، حدثني بُريد بن عبد اللَّه بإسناده نحوه.
قال المازري والقاضي: «هذا من الأحاديث المنقطعة فإنه لم يسمّ الذي حدّثه عن أبي أسامة».
قال الأعظمي: إبراهيم بن سعيد من شيوخه، لكنه لمّا لم يسمع منه هذا الحديث ذكره منقطعا، ووصله ابن حبان كما ترى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 651 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

  • 📜 حديث: إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب