حديث: عشرة قرون بين آدم ونوح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في نبوة آدم ﵇

عن أبي أمامة: «أنّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أنبيٌّ كان آدم؟ قال: «نعم مكلَّمٌ». قال: فكم بينه وبين نوح؟ قال: «عشرة قرون».

صحيح: رواه ابن حبان في صحيحه (٦١٩٠) عن محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، قال: سمعت أبا سلام، قال: سمعت أبا أمامة، فذكر الحديث.

عن أبي أمامة: «أنّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أنبيٌّ كان آدم؟ قال: «نعم مكلَّمٌ». قال: فكم بينه وبين نوح؟ قال: «عشرة قرون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي تفضلت بطلبه هو حديث صحيح رواه الإمام الحاكم في مستدركه، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كما رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير، عن الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
وفيما يلي شرحه على النحو المطلوب:


1. شرح المفردات:


● أنبيٌّ كان آدم؟: أي: هل كان سيدنا آدم عليه السلام نبيًا مرسلاً من الله تعالى؟
● مكلَّمٌ: صفة مشبهة للمفعول من "كَلَّمَ"، أي أن الله تعالى خاطبه وناجاه وكلمه مباشرة بلا واسطة، وهذه منزلة عظيمة.
● قرون: جمع "قَرْن"، والمقصود به هنا مدة زمنية طويلة، وليس المقصود بالضرورة القرن بمقدار مئة سنة كما هو المتعارف عليه حديثًا، بل المراد به الجيل أو العصر من الزمان.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً عن علم الغيب والتاريخ، فقال: يا رسول الله، هل كان سيدنا آدم عليه السلام نبيًا؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالإثبات: نعم، بل وكان منزلته أعلى، فهو مكلم، أي أن الله تعالى كلمه خطابًا مباشرًا. ثم تابع الرجل يسأل: فكم المدة الزمنية بين آدم ونوح عليهما السلام؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: عشرة قرون.
فالحديث يثبت أمرين عظيمين:
1- نبوة آدم عليه السلام: وأنه أول الأنبياء.
2- تقدير المدة بين أول نبي وآخرهم قبل الطوفان: وهي عشرة قرون، كانت فيها الأمة على الإسلام والتوحيد.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز السؤال عن علوم الأولين والأمم السابقة: إذا كان القصد من السؤال الاستفادة والعبرة، وليس التعنت أو العبث.
2- أن آدم عليه السلام كان نبيًا: وهذا إجماع من أهل العلم، فهو أول الأنبياء وذريته كانت على التوحيد.
3- فضل آدم عليه السلام بكونه مكلمًا: وهي منزلة رفيعة اختص بها نبياً كليم الله موسى عليه السلام، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى مراتب الوحي.
4- أن الفترة بين آدم ونوح كانت فترة عشرة قرون على التوحيد: كما جاء في رواية ابن حبان: "كانوا على الإسلام". وهذه مدة طويلة كانت الأمة فيها أمة واحدة على الحق، قبل أن يظهر الشرك في قوم نوح.
5- بيان سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم: فأخبر عن أمم غابرة لم يشهدها، وهذا من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه.
6- التأكيد على وحدة الرسالة: فجميع الأنبياء جاءوا بدين واحد هو الإسلام (الاستسلام لله تعالى بالتوحيد).


4. معلومات إضافية مفيدة:


● القرن في اللغة والسنة: يطلق القرن على الجيل أو الجماعة من الناس المعاصرين لبعضهم، أو على مائة سنة. والمراد هنا الجيل أو العصر الطويل، وليس بالضرورة مئة سنة مضبوطة، فالمدة بين آدم ونوح طويلة جدًا لا يعلم قدرها إلا الله، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قدرها بعشرة أجيال أو عصور.
● أولو العزم من الرسل: هم خمسة: نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام. وبدأت رسالاتهم بعد أن وقع الشرك في الأرض، فأرسلوا لدعوة الناس back إلى التوحيد.
● الرد على اليهود: هذا الحديث رد على منكري نبوة آدم من اليهود وغيرهم، فالنبوة بدأت به عليه السلام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان في صحيحه (٦١٩٠) عن محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، قال: سمعت أبا سلام، قال: سمعت أبا أمامة، فذكر الحديث.
ورواه ابن منده في التوحيد (٥٧١) من طريق أبي حاتم الرّازيّ، حدّثنا أبو توبة، بإسناده، مثله. وقال: «هذا إسناد صحيح على رسم مسلم والجماعة إِلَّا البخاريّ، وروي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن وغيره عن أبي أمامة، عن أبي ذرّ، بأسانيد فيها مقال». انتهى.
وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٩٤) وقال: «على شرط مسلم».
فهؤلاء وغيرهم لم يذكروا في حديث أبي أمامة عدد الأنبياء.
ولكن رواه الحاكم (٢/ ٢٦٢) من وجه آخر عن عثمان بن سعيد الدارميّ، والطبراني في الكبير (٨/ ١٣٩) عن أحمد بن خليد الحلبيّ، كلاهما عن أبي توبة الرّبيع بن نافع الحلبيّ، بإسناد، وزادا فيه: «قالوا: يا رسول اللَّه، كم كانتِ الرَّسل؟ قال: ثلاثة مائة وخمس عشرة جمًّا غفيرًا». وقال: «صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢١٠) بعد أن عزاه إلى الطبرانيّ: «رجاله رجال الصّحيح غير أحمد بن خليد الحلبي، وهو ثقة».
قال الأعظمي: أحمد بن خليد الحلبيّ لم يوثقه غير ابن حبان (٨/ ٥٣) وعليه اعتمده الهيثميّ.
وأمّا عثمان بن سعيد الدَّارميّ فهو إمام معروف، ولكن رواه الحاكم عن إبراهيم بن إسماعيل القاري عنه، وإبراهيم هذا لم يُذكر من تلاميذه المشهورين، فالأمر يحتاج إلى التثبت في كتب
الدَّارميّ ﵀.
ثم وقفت على الحديث في كتاب الدَّارميّ في «الرّد على الجهمية» (٢٩٩) رواه عن الرّبيع بن نافع (أبي توبة)، بإسناده، ولم يذكر فيه عدد الرّسل بأنّهم «ثلاثمائة وخمسة عشر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 660 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عشرة قرون بين آدم ونوح

  • 📜 حديث: عشرة قرون بين آدم ونوح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عشرة قرون بين آدم ونوح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عشرة قرون بين آدم ونوح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عشرة قرون بين آدم ونوح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب