حديث: أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما من نبيِّ إِلَّا وقد أُعطي من المعجزات ما آمن عليها البشر

عن أبي هريرة، قال: قال النبيُّ ﷺ: «ما من الأنبياء نبيٌّ إِلَّا أعطي ما مثلُه آمن عليه البشر، وإنَّما الذي أوتيت وحْيًا، أوحاه اللَّه إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨١)، ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من
حديث اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال النبيُّ ﷺ: «ما من الأنبياء نبيٌّ إِلَّا أعطي ما مثلُه آمن عليه البشر، وإنَّما الذي أوتيت وحْيًا، أوحاه اللَّه إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ ﷺ: «مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».


1. شرح المفردات:


● «أعطي»: أُعطي كل نبي.
● «ما مثله آمن عليه البشر»: معجزة حسية ملموسة، من جنس ما برع فيه قومه، يؤمن الناس بسببها ويصدقونه (مثل: إحياء الموتى لعيسى، أو الناقة لصالح).
● «وحيًا أوحاه الله إلي»: المقصود القرآن الكريم، وهو المعجزة العقلية الباقية.
● «أرجو»: هنا بمعنى "أعلم" أو "أتيقن"، وهي صيغة تواضع من النبي ﷺ، وإلا فهو المتيقن من ذلك.
● «أكثرهم تابعًا»: أكثر الأنبياء أمةً وأتباعًا يوم القيامة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن كل نبي من الأنبياء السابقين أُعطي معجزة حسية مادية، كانت تناسب حال قومه وعهدهم، فآمن بها من شاء الله أن يؤمن من معاصري ذلك النبي. لكن معجزة هذه الأنبياء كانت مؤقتة، تنتهي بموتهم أو بموت جيلهم، فلا يراها من بعدهم.
أما معجزتي التي أعطانيها الله تعالى، فهي الوحي، أي القرآن الكريم. وهي معجزة عقلية روحية، ليست محصورة في زمان أو مكان، بل هي باقية إلى يوم القيامة، محفوظة بحفظ الله، يتلوها الناس، ويتدبرونها، ويستنبطون منها الأحكام والعبر.
وبسبب أن معجزتي دائمة وخالدة، فإنني أرجو - بل أعلم - أن أكون أكثر الأنبياء أتباعًا يوم القيامة، لأن دعوتي مستمرة، ومعجزتي قائمة، يهتدي بها الناس في كل زمان ومكان.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تميز أمة الإسلام: فضل الله هذه الأمة بمعجزة خالدة هي القرآن، الذي هو كلام الله ووحيه، وهو حجة على الناس جميعًا إلى قيام الساعة.
2- عظمة القرآن الكريم: فهو ليس مجرد كتاب يتلى، بل هو المعجزة الكبرى التي تحدى الله بها الإنس والجن، وهي آية باقية على مر العصور.
3- اليقين بنبوة محمد ﷺ: فتحقق رجائه ﷺ بأن يكون أكثر الأنبياء أتباعًا، حيث تعد أمة الإسلام اليوم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وهو دليل على صدق نبوته.
4- حكمة الله تعالى في اختيار المعجزات: فمعجزة كل نبي تناسب قومه، وكانت المعجزة الخالدة المناسبة لأمة النبي الخاتم هي القرآن.
5- تواضع النبي ﷺ: حيث عبر بعبارة «أرجو» مع علمه اليقيني بأنه سيكون أكثر الأنبياء أتباعًا، فهذا من تواضعه ﷺ.


4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
● المعجزات الحسية للنبي ﷺ:رغم أن الحديث يذكر أن معجزته الرئيسية هي الوحي (القرآن)، إلا أن النبي ﷺ أُعطي معجزات حسية أيضًا (ك انشقاق القمر، وتكثير الطعام)، لكنها كانت مؤقتة. أما القرآن فكان المعجزة الدائمة.
● تحقق الرجاء: لقد تحقق ما رجاه النبي ﷺ، فها هي أمة الإسلام تشكل أكبر مجموعة دينية في العالم، وسيزداد عددها يوم القيامة عندما يُدعى جميع من آمن به من أولي العزم من الأنبياء تحت لوائه (لواء الحمد).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٤٩٨١)، ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من
حديث اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. واللّفظ للبخاريّ.
وفي لفظ مسلم: «ما من الأنبياء من نبي إِلَّا قد أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر». ثم ذكر مثله.
أي كلّ نبي أُعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء، فآمن به البشر، وأمّا معجزني العظيمة الظّاهرة فهي القرآن الذي لم يُعط أحد قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 648 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا

  • 📜 حديث: أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمل النبي أن يكون أكثر الأنبياء أتباعا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب