حديث: رهن النبي ﷺ درعه بشعير
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الائتدام بالإهالة السَّنخة
شعير وإهالة سنخة، ولقد سمعته يقول: «ما أصبح لآل محمد ﷺ إِلَّا صاعٌ ولا أمسى»، وإنهم لتسعةُ أبيات.
صحيح: رواه البخاريّ في الرهن (٢٥٠٨) عن مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو خادم رسول الله ﷺ، يروي لنا جانباً من جوانب حياة النبي ﷺ الزهدية وتواضعه، وحال بيته الشريف.
أولاً. شرح المفردات:
● رهن درعه: الرهن هو أن يضع الشخص شيئاً عنده ضماناً لدين عليه. والدرع هو لباس الحرب المصنوع من الحديد لحماية الجسم.
● بشعير: الشعير هو نوع من الحبوب كان طعاماً للفقراء في ذلك الزمان.
● إهالة سنخة: الإهالة هي الشحم أو الودك، و"سنخة" يعني متغيرة الريح، أي أنها ليست طازجة.
● صاع: الصاع مكيال يساوي حوالي 2.5 كيلوغرام من القمح تقريباً.
● تسعة أبيات: أي تسع حجرات أو غرف للسكنى، والمقصود بهن زوجات النبي ﷺ.
ثانياً. شرح الحديث:
يذكر أنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة مواقف في هذا الحديث:
1- "ولقد رهن النبي ﷺ درعه بشعير": هذا يعني أن النبي ﷺ كان محتاجاً، فذهب إلى يهودي واستلف منه شعيراً، ووضع درعه عنده كضمان (رهن) حتى يسدد الدين. وهذا من تواضعه ﷺ وحاجته في بعض الأوقات.
2- "ومشيت إلى النبي ﷺ بخبز شعير وإهالة سنخة": هنا يروي أنس أنه حمل إلى النبي ﷺ طعاماً متواضعاً جداً، وهو خبز مصنوع من شعير (ليس قمحاً أبيض) وإهالة (شحم) لكنها "سنخة" أي متغيرة الرائحة وليست طازجة. وهذا يدل على قناعة النبي ﷺ وقلة ما عنده.
3- "ما أصبح لآل محمد ﷺ إلا صاع ولا أمسى": أي أن ما عند أهل بيت النبي ﷺ من الطعام في الصباح أو المساء لا يزيد عن صاع واحد من الطعام (حوالي 2.5 كغم) لتسع بيوت (زوجاته). والصاع لا يكفي عادة إلا لشخصين أو ثلاثة، فكيف بتسع بيوت؟! وهذا يدل على شدة عيشهم وقلة ما عندهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- الزهد في الدنيا: النبي ﷺ هو سيد الخلق، وكان بإمكانه أن يعيش في رغد ونعيم، لكنه آثر الزهد والتقشف رغم أنه لم يكن فقيراً بالمعنى المادي (فقد كان يأتيه المال أحياناً فيوزعه مباشرة)، لكنه كان يريد أن يعيش حياة الكفاف ليتفرغ للدعوة ويقدم القدوة لأمته.
2- الصبر على الشدة: حياة النبي ﷺ لم تكن كلها رخاء، بل مر بفترات شدة وفقر، وصبر على ذلك.
3- عدم الاستحياء من الحاجة: النبي ﷺ لم يستح أن يرهن درعه عند يهودي ليقترض طعاماً، وهذا درس في أن الحاجة لا تقلل من قدر الإنسان إذا كان صادقاً مع الله.
4- القناعة: رغم أن الطعام كان بسيطاً جداً (خبز شعير وإهالة متغيرة)، إلا أن النبي ﷺ لم يشك أو يتذمر، بل كان يقبل بما قسم الله له.
5- بيان حال أهل بيته: الحديث يظهر أن عيش زوجات النبي ﷺ كان شديد التواضع، مما يدل على اختيارهن للآخرة على الدنيا.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الحديث يرد على من يتخيل أن النبي ﷺ كان يعيش في ترف، بل يظهر حقيقة حاله وحال أهل بيته.
- فيه دليل على جواز الرهن والاستقراض عند الحاجة، وهو من أبواب المعاملات الجائزة في الإسلام.
أسأل الله أن يجعلنا من المتأسين برسوله ﷺ، والمقتدين بهديه في الزهد والقناعة والصبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: «وإنهم لتسعة أبيات» أي إن عنده لتسع نسوة كما رواه في البيوع (٢٠٦٩) بالإسناد نفسه وجاء فيه: «ما أمسى عند آل محمد صاع بر، ولا صاع حب». وإن عنده لتسع نسوة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 127 حديثاً له شرح
- 43 من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها
- 44 ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام
- 45 ما أشبع رسول الله أهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز...
- 46 ما رأى رسول الله ﷺ منخُلاً منذ ابتعثه الله حتى...
- 47 خرج رسول الله ﷺ من الدنيا ولم يشبع من خبز...
- 48 كان النبي ﷺ يبيت طاويا وأهله لا يجدون عشاءً
- 49 ما أكل النبي خبزًا مرققًا ولا شاة مسموطة
- 50 رُدِّيه فيه ثم اعجِنيه
- 51 فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
- 52 عنوان الحديث: دعا النبي ﷺ بطعام فلم يجده إلا سويقاً...
- 53 أسقاني في قدح شرب فيه رسول الله ﷺ
- 54 المطلقة ثلاثًا أين تعتد؟
- 55 اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل...
- 56 أرينيه فلقد أصبحت صائمًا فأكل
- 57 نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
- 58 صلاة النبي ﷺ في بيت عتبان بن مالك
- 59 أرسلت عائشة بعصيدة وتمر للنبي ﷺ
- 60 التلبينة مُجمّة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن
- 61 صاع الطعام في يوم الفطر
- 62 يحب رسول الله الحلواء والعسل
- 63 نعم الأدم الخل
- 64 الخل نعم الأدم
- 65 هل من أدم؟ فنعم الأدم هو
- 66 معنى نعم الأدم الخل
- 67 نحن الذين بايعوا محمدًا على الإسلام ما بقينا أبدًا
- 68 رهن النبي ﷺ درعه بشعير
- 69 أم سليم تصنع خطيفة من شعير وتُرسلها للنبي ﷺ
- 70 لو تركته ما زال قائماً
- 71 الفأرة تقع في السمن فانزعوها وما حولها فاطرحوه
- 72 ائتدموا بالزيت فإنه من شجرة مباركة
- 73 عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ...
- 74 بيت لا تمر فيه جياع أهله
- 75 بيت لا تمر فيه كالبيت لا طعام فيه
- 76 أعطاني النبي ﷺ سبع تمرات إحداهن حشفة
- 77 يُفتش النبي التمر ويخرج السوس منه
- 78 دخل علينا رسول الله فقدمنا زبدًا وتمرًا
- 79 استنظار النبي ﷺ اليهودي لجابر في السلف
- 80 إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم
- 81 أخذت العنقود فأكلته فسماني النبي غدر
- 82 كنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك
- 83 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة
- 84 عليكم بالأسود منه فإنه أطيب
- 85 السلام عليكم أرسل فقل السلام عليكم
- 86 ما لنا طعام إلا ورق الحبلة
- 87 من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا
- 88 من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصل معنا
- 89 كل فإني أناجي من لا تناجي
- 90 من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا
- 91 من أكل البصل والكراث فلا يقربن مسجدنا
- 92 نهي من اكل الثوم عن دخول المسجد
معلومات عن حديث: رهن النبي ﷺ درعه بشعير
📜 حديث: رهن النبي ﷺ درعه بشعير
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رهن النبي ﷺ درعه بشعير
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رهن النبي ﷺ درعه بشعير
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رهن النبي ﷺ درعه بشعير
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








