حديث: يحب رسول الله الحلواء والعسل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحلواء والخبيص

عن عائشة قالت: كان رسول الله يحب الحلواء والعسل.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٣١)، ومسلم في الطلاق (١٤٧٤: ٢١) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: كان رسول الله يحب الحلواء والعسل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الحَلَاوَةَ وَالعَسَلَ". رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● يُحِبُّ: الميل الطبيعي والرغبة فيها، وهي من الأمور المباحة التي لا حرج فيها.
● الحَلَاوَةَ: كل ما فيه طعم حلو من الأطعمة والحلويات، مثل التمر والعسل والقطائف وغيرها.
● العَسَلَ: هو ذلك الشراب الحلو المبارك الذي ذكره الله في القرآن بقوله: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ} [النحل: 69].

# 2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصور جانبًا من الجوانب الإنسانية المحببة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان له صلى الله عليه وسلم أطعمة يحبها كما يحب أي إنسان، مما يدل على بشريته وعدم تنزهه عن أمور الدنيا المباحة. وكان من هذه الأطعمة الحلواء والعسل، وهذا الحب لا يعني الإفراط أو الترف، بل كان ضمن الاعتدال الذي عُرف به صلى الله عليه وسلم في مطعمه ومشربه.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● البشريّة النبوية: أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر له رغبات وأطعمة يحبها، وهذا من كمال خلقه وعدم تكلفه فيما لا داعي له.
● الإباحة والاعتدال: حبه للحلواء والعسل يدل على إباحة الأطعمة الطيبة والحلويات، مع مراعاة الاعتدال وعدم الإسراف.
● الاهتمام بالصحة: العسل من الأغذية المفيدة التي فيها شفاء للناس، وحب النبي له يدل على الاهتمام بما ينفع الجسد.
● التوازن في الحياة: النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين العبادة والاهتمام بالدنيا بما يعين على الآخرة، فلم يكن متقشفًا تقشفًا يخرج عن السنة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- ورد في أحاديث أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء (القرع)، ويحب الثريد، وغير ذلك من الأطعمة، مما يدل على تنوع غذائه وعدم اقتصاره على نوع واحد.
- العسل من الأغذية التي وردت في القرآن الكريم بوصفها شفاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه ويحبه، مما يدل على فضله وفائدته.
- ينبغي للمسلم أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتدال واختيار الطيبات من الطعام، دون إسراف أو تقتير.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٣١)، ومسلم في الطلاق (١٤٧٤: ٢١) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة، فذكرته. واللّفظ للبخاريّ، وعند مسلم في حديث طويل.
وفي الباب عن عبد الله بن سلّام قال: «كنتُ مع النَّبِيّ ﷺ في أناس من أصحابه، إذ أقبل عثمان بن عفّان ومعه راحلة عليها غَرارتين، وهو محتجز بعقال ناقته، فقال له رسول الله ﷺ: «أي شيء في الغرارتين؟ «قال: دقيق وسمن وعسل، فقال له النَّبِيّ ﷺ: أنخْ» فأناخ، ثمّ دعا رسول الله ﷺ بِبُرْمة، فجعل فيها من ذلك الدقيق والسمن والعسل، ثمّ لبَكهـ، ثمّ أكل، ثمّ قال لأصحابه: «كلوا هذا الذي تسمية فارسُ الخبيص».
أسأل عنه» رواه عبد الرزّاق.
وقد رجّح شيخ الإسلام ابن تيمية أن جبن المجوس حلال، وذلك لأن الصّحابة لما فتحوا بلاد العراق أكلوا جبن المجوس، وكان هذا ظاهرا شائعا بينهم، وما ينقل عن بعضهم من كراهة ذلك ففيه نظر، فإنه من نقل بعض الحجازيين، وفيه نظر. وأهل العراق كانوا أعلم بهذا، فإن المحبوس كانوا ببلادهم، ولم يكونوا بأرض الحجاز.
ويدل على ذلك أن سلمان الفارسي كان هو نائب عمر بن الخطّاب على المدائن، وكان يدعو الفرس إلى الإسلام، وقد ثبت عنه: أنه سئل عن شيء من السمن والجبن والفراء؟ فقال: الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه. وقد رواه أبو داود مرفوعًا إلى النَّبِيّ ﷺ. مجموع الفتاوي (٢١/ ١٠٣ - ١٠٤). وهو قول أبي حنيفة واحدي الروايتين عن أحمد. وأمّا ما رُوي عن ابن عمر أن قال: «أتي النَّبِيّ ﷺ بجُبنة في تبوك فدعا بسكين فسمّى وقطع». فهو مرسل. رواه أبو داود (٣٨١٩) عن يحيى بن موسى البلخيّ، ثنا إبراهيم بن عيينة، عن عمرو بن منصور، عن الشعبيّ، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه صحَّحه ابن حبَّان (٥٢٤١).
وإبراهيم بن عيينة (وهو أخو سفيان بن عيينة) مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وقد خالفه عيسى بن يونس فرواه عن عمرو بن منصور عن الشعبي مرسلًا. رواه ابن أبي شيبة (٢٤٩١٣).
ورواه أيضًا عبد الرزّاق (٨٧٩٥) من وجه آخر عن عمرو بن منصور، عن الشعبيّ، والضحاك ابن مزاحم قالا: أتى رسول الله ﷺ بجبنة في غزوة تبوك فقيل: يا رسول الله إن هذا طعام يصنعه أهل فارس، أخشى أن يكون فيه ميتة قال: «سموا الله وكلوه». وهذا مرسل أيضًا وهو الصَّحيح.
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس أن النَّبِيّ ﷺ أتي بجبنة، فجعل أصحابه يضربونها بالعصيّ، فقال رسول الله ﷺ: «ضعوا السكين واذكروا اسم الله وكلوا».
رواه أحمد (٢٠٨٠) والبزّار - كشف الأستار (٢٨٧٨) كلاهما من طريق وكيع بن الجراح، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ثمّ رواه البزّار (٣٨٧٩٧) من طريق ليث بن أبي سليم، عن جابر به بنحوه.
قال البزّار: «لا نعلم أحدًا يروي عن ابن عباس إِلَّا عكرمة، ولا عنه إِلَّا جابر».
قال الأعظمي: وجابر هو الجعفي وهو متروك الحديث.
والحديث سئل عنه الإمام أحمد فقال: «هو حديث منكر». وانظر: جامع العلوم والحكم (ص ٢٦٩ الحديث ٣٠).
رواه الطبرانيّ في الكبير (١٤/ ٣١٥)، والأوسط (٧٦٨٨)، والحاكم (٤/ ١٠٩ - ١١٠) كلّهم من طريق الوليد بن مسلم قال: حَدَّثَنِي محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلّام، عن أبيه، عن جده فذكره.
وقال الطبرانيّ: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن سلّام إِلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به الوليد بن مسلم».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد». وقال الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٣٧ - ٣٨): «رواه الطبرانيّ في الثلاثة ورجال الصغير والأوسط ثقات».
قال الأعظمي: ولكن في إسناده حمزة بن يوسف ويقال: حمزة بن محمد بن يوسف لم يرو عنه إِلَّا ابنه محمد، ولم يوثقه غير ابن حبَّان، وقد قال الذّهبيّ: «لا يعرف وقال الحافظ: «مقبول«يعني حيث يُتابع ولم أجد له متابعًا.
وروي مسدد كما في المطالب العالية (٢٤٠٠) - بسند صحيح عن أنس بن مالك: «أنه أُتِيَ بخبيص في جام من فضة أو ذهب، فأمر به على رغيف ثمّ أكل منه».
والخبيص نوع من الحلوى يعمل من التمر والسمن والعسل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يحب رسول الله الحلواء والعسل

  • 📜 حديث: يحب رسول الله الحلواء والعسل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يحب رسول الله الحلواء والعسل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يحب رسول الله الحلواء والعسل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يحب رسول الله الحلواء والعسل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب