حديث: نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في أكل الحَيْس
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٢) عن محمد بن المثنى العنزيّ، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا شعبة، عن يزيد بن مير، عن عبد الله بن بسر قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث رواه الإمام أبو داود في سننه، وسأشرحه لك بعون الله وتوفيقه.
الحديث بتمامه:
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَتْبَةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا وَتْبَةٌ. فَقَالَ: «إِنَّهَا حَلَالٌ، وَإِنَّهَا لَطِيبَةٌ، وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ طَعَامِي».
1. شرح المفردات:
* نزل: أي حلَّ ضيفاً ونزل منزله.
* على أبي: (أبي) هو والد الراوي عبد الله بن بسر، واسمه بسر بن أبي بسر، وهو صحابي جليل.
* قربنا إليه: قدمنا له.
* وطبة: (الوَتَب) بفتح الواو والتاء، هو الجلد الذي يُدبغ ويُملح، فيُؤكل. وهو من أطعمة العرب في الجاهلية وصدر الإسلام قبل أن تتنوع الأطعمة. وقيل هو خاص بجلد الظبي (الغزال).
* إِنَّهَا لَطِيبَةٌ: طيبة وحلال.
* لَيْسَتْ مِنْ طَعَامِي: أي ليست من الطعام الذي أعتاده وأحبه، أو التي ألفتها.
2. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن موقف كريم، حيث نزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيفاً في بيتهم، فقاموا بخدمته وإكرامه بما لديهم من طعام، فقَدَّموا له طعاماً عادياً وجلداً مدبوغاً (الوطبة).
فأكل النبي صلى الله عليه وسلم منهما، مما يدل على تواضعه وقبوله لما يقدم له من طعام، وعدم تكلُّفه أو تكبُّره. فلما أكل، أُخبِرَ بأن ما أكله هو "وطبة" (أي جلد)، فبيَّن صلى الله عليه وسلم موقفه منه بثلاثة أمور:
1- تَحْلِيلُهُ: فقال: «إِنَّهَا حَلَالٌ»، فهي ليست من المحرمات كالميتة أو الخنزير، فالأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد دليل التحريم.
2- طِيبُهَا: فقال: «وَإِنَّهَا لَطِيبَةٌ»، أي هي طيبة وحلال، ولا عيب فيها من الناحية الشرعية.
3- عدم اعتياده عليها: ثم بين سبب عدم استمراره في أكلها بعد أن عرفها، فقال: «وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ طَعَامِي»، أي ليست من الأطعمة التي ألفها وأعرفها، أو التي تشتهيها نفسي، فتركها اختياراً لا تحريماً.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قبل ضيافة أصحابه وأكل من طعامهم، حتى لو كان بسيطاً وغير معتاد عليه، مما يربي الأمة على التواضع وعدم التكلف.
2- إكرام الضيف: وجوب إكرام الضيف وتقديم ما تيسر من الطعام له، وهو من أخلاق الإسلام العظيمة.
3- التفريق بين الحلال والطيب والمألوف: فهناك فرق بين ما هو حلال في ذاته، وبين ما هو مستساغ ومألوف للشخص. فالحلال واسع، ولكل إنسان ما يعتاده ويشتهيه.
4- الأدب في الترك: لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم "لا أحبها" أو "لا أريدها"، بل برر تركها بأسلوب لطيف بأنها "ليست من طعامي"، مما يعلمنا أدباً رفيعاً في التعامل حتى في أمور الطعام والشراب، ومراعاة مشاعر المضيف.
5- جواز أكل الجلود بعد دبغها: وهذا من فوائد الحديث الفقهية، حيث يدل على إباحة أكل الجلود المدبوغة، لأن الدبغ يطهرها. وهذا مذهب جمهور العلماء.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* الراوي: عبد الله بن بسر رضي الله عنه، هو صحابي جليل، كان من الصبيان الذين قدموا للرسول صلى الله عليه وسلم، وعاش عمراً طويلاً حتى انتقل إلى الرقة في بلاد الشام.
* الموقف التربوي: في هذا الموقف درس عملي في التربية على عدم إحراج المضيف، فالنبي صلى الله عليه وسلم أكل أولاً دون سؤال، وعندما عرف حقيقة الطعام بيَّن الحكم الشرعي ثم برر عدم استمراره بأدب جم، فلم يرفضه رفضاً جافاً.
* الحديث يدل على سماحة الإسلام: حيث وسع على الناس في أمور مطاعمهم ومشاربهم ما دامت حلالاً طيبة، وترك الخيار للطبع والعادة الشخصية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قوله: «وطبة». قال النوويّ: هكذا رواية الأكثرين «وطْبة» بالواو وإسكان الطاء وبعدها باء موحدة. وهكذا رواه النضر بن شميل راوي هذا الحديث عن شعبة. والنضر إمام من أئمة اللغة. وفسَّره النضر فقال: الوطبة: الحيس بجمع التمر البرني والأقط المدقوق والسمن.
ونقل القاضي عياض عن رواية بعضهم في مسلم: «وطئة» بفتح الواو وكسر الطاء وبعدها همزة، وادعى أنه الصواب، وهكذا ادعاه آخرون. والوطئة بالهمز عند أهل اللغة: طعام يتخذ من التمر كالحيس، هذا ما ذكروه، ولا منافاة بين هذا كله. فيقبل ما صحت به الروايات وهو صحيح في اللغة. والله أعلم. شرح مسلم (١٢/ ٢٢٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 127 حديثاً له شرح
- 32 رسول الله ﷺ يعاف أكل الضب لأنه لم يكن بأرض...
- 33 أهدت خالتي إلى النبي ضبابًا وأقطًا ولبنًا
- 34 كلوا أو أطعموا فإنه حلال ولكن ليس من طعامي
- 35 لا آكله ولا أحرّمه
- 36 لا آكله ولا أنهي عنه ولا أحرمه
- 37 عن عمر بن الخطاب: النبي لم يحرم الضب
- 38 طعام عامة الرعاء
- 39 إني في غائط مضبة وإنه عامة طعام أهلي
- 40 بعثنا رسول الله ونحن ثلاثمائة راكب نرصد عيرًا لقريش
- 41 بعثنا رسول الله وأمّر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش
- 42 ميتتان ودمان أحلت لنا: الجراد والحيتان والكبد والطحال.
- 43 من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها
- 44 ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام
- 45 ما أشبع رسول الله أهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز...
- 46 ما رأى رسول الله ﷺ منخُلاً منذ ابتعثه الله حتى...
- 47 خرج رسول الله ﷺ من الدنيا ولم يشبع من خبز...
- 48 كان النبي ﷺ يبيت طاويا وأهله لا يجدون عشاءً
- 49 ما أكل النبي خبزًا مرققًا ولا شاة مسموطة
- 50 رُدِّيه فيه ثم اعجِنيه
- 51 فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
- 52 عنوان الحديث: دعا النبي ﷺ بطعام فلم يجده إلا سويقاً...
- 53 أسقاني في قدح شرب فيه رسول الله ﷺ
- 54 المطلقة ثلاثًا أين تعتد؟
- 55 اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل...
- 56 أرينيه فلقد أصبحت صائمًا فأكل
- 57 نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
- 58 صلاة النبي ﷺ في بيت عتبان بن مالك
- 59 أرسلت عائشة بعصيدة وتمر للنبي ﷺ
- 60 التلبينة مُجمّة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن
- 61 صاع الطعام في يوم الفطر
- 62 يحب رسول الله الحلواء والعسل
- 63 نعم الأدم الخل
- 64 الخل نعم الأدم
- 65 هل من أدم؟ فنعم الأدم هو
- 66 معنى نعم الأدم الخل
- 67 نحن الذين بايعوا محمدًا على الإسلام ما بقينا أبدًا
- 68 رهن النبي ﷺ درعه بشعير
- 69 أم سليم تصنع خطيفة من شعير وتُرسلها للنبي ﷺ
- 70 لو تركته ما زال قائماً
- 71 الفأرة تقع في السمن فانزعوها وما حولها فاطرحوه
- 72 ائتدموا بالزيت فإنه من شجرة مباركة
- 73 عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ...
- 74 بيت لا تمر فيه جياع أهله
- 75 بيت لا تمر فيه كالبيت لا طعام فيه
- 76 أعطاني النبي ﷺ سبع تمرات إحداهن حشفة
- 77 يُفتش النبي التمر ويخرج السوس منه
- 78 دخل علينا رسول الله فقدمنا زبدًا وتمرًا
- 79 استنظار النبي ﷺ اليهودي لجابر في السلف
- 80 إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم
- 81 أخذت العنقود فأكلته فسماني النبي غدر
معلومات عن حديث: نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
📜 حديث: نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نزل رسول الله ﷺ على أبي فقربنا إليه طعاما
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








