حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الكَباث

عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله ﷺ بمر الظهران نجني الكباث، فقال: «عليكم بالأسود منه، فإنه أطيب»، فقيل: أكنتَ ترعى الغنم؟ قال: نعم. «وهل من نبي إِلَّا رعاها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٥٣)، ومسلم في الأشربة (٢٠٥٠) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله .

عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله ﷺ بمر الظهران نجني الكباث، فقال: «عليكم بالأسود منه، فإنه أطيب»، فقيل: أكنتَ ترعى الغنم؟ قال: نعم. «وهل من نبي إِلَّا رعاها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أسعد بتفسير هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يجمع بين العبرة النبوية والحكمة الإلهية.

الحديث بصيغته:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله ﷺ بمر الظهران نجني الكباث، فقال: «عليكم بالأسود منه، فإنه أطيب»، فقيل: أكنتَ ترعى الغنم؟ قال: نعم. «وهل من نبي إِلَّا رعاها».

1. شرح المفردات:


● مر الظهران: مكان قرب مكة المكرمة، وهو وادٍ معروف.
● نجني الكباث: نَقْطُفُ ثمرَ الأراك أو العِضَاه (نوع من الشجر ذو ثمر صغير).
● الكباث: هو ثمر شجر الأراك، يكون أخضر ثم أحمر ثم أسود عند النضج.
● الأسود منه: الثمر الناضج الذي تحوّل لونه إلى الأسود.
● أطيب: أطعم وأحلى.
● رعاها: قام برعاية الغنم وحراستها.

2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي ﷺ في مكان يسمى "مر الظهران"، وكانوا يقطفون ثمر الكباث (ثمر الأراك)، فأرشدهم النبي ﷺ إلى اختيار الثمار السوداء (الناضجة) لأنها أطيب مذاقًا وأحلى، مما يدل على معرفته ﷺ بخبايا الطبيعة وخبرته بها.
ثم سأله أحد الصحابة - على سبيل الاستفسار والتعجب -: "أكنت ترعى الغنم؟" فأجاب النبي ﷺ بالإيجاب: "نعم"، ثم أضاف حكمة عظيمة: "وهل من نبي إلا رعاها"، أي أن جميع الأنبياء السابقين عليهم السلام قد عملوا برعي الغنم قبل النبوة.

3. الدروس المستفادة:


● التواضع النبوي: عمل الأنبياء برعي الغنم يدل على تواضعهم وعدم تكبرهم على العمل اليدوي.
● التدريب على القيادة: رعي الغنم يُعلّم الصبر والرحمة والرعاية، وهي صفات أساسية للقيادة والنبوة.
● الحكمة من الاختيار الإلهي: الله تعالى يهيئ أنبياءه بأعمال تُدربهم على تحمل المسؤولية.
● الأمر بالنافع: توجيه النبي ﷺ لأصحابه باختيار الثمار الناضجة يدل على حرصه على مصلحتهم.
● السنة النبوية في الأكل: اختيار الأطيب من الطعام وهو الحلال الطيب.

4. معلومات إضافية:


- رعي الغنم كان شائعًا في الحضارات القديمة، والأنبياء مثل موسى وداوود ومحمد ﷺ رعوها.
- الحديث يدل على أن النبوة لا تمنع من العمل اليدوي، بل تزيد صاحبها تواضعًا.
- الكباث (ثمر الأراك) مفيد صحياً وكان معروفًا في الجزيرة العربية.
فالحمد لله الذي جعل في سيرة نبيه ﷺ من العبر والحكم ما ينير قلوب المؤمنين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأطعمة (٥٤٥٣)، ومسلم في الأشربة (٢٠٥٠) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله .. فذكره.
وقوله: «الكباث»: هو النضيج من ثمر الأراك، حبُّه فويق حب الكزبرة في القدر. كما في المعجم الوسيط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب

  • 📜 حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليكم بالأسود منه فإنه أطيب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب