حديث: من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أكل العصافير

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: «ما من إنسان قتل عصفورًا فما فوقها بغير حقها إِلَّا سأله الله عز وجل عنها» قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: «يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها يرمي بها».

حسن: رواه النسائيّ (٤٣٤٤، ٤٤٤٥، والحاكم (٤/ ٢٣٣) من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن صُهَيب مولى ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو .

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: «ما من إنسان قتل عصفورًا فما فوقها بغير حقها إِلَّا سأله الله ﷿ عنها» قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: «يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها يرمي بها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يُرشدنا إلى رحمة الإسلام بالحيوان حتى في أصغر مخلوقاته، وإلى ضرورة مراعاة الحقوق حتى في التعامل مع الطيور والبهائم. وإليك الشرح المفصل:
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● رواه: الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في "السنن الكبرى"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
● الصحة: الحديث صححه عدد من العلماء، وهو يدل على عظمة الشريعة في حفظ حقوق المخلوقات.

ثانياً. شرح المفردات:


● عصفورًا: طائر صغير الحجم، والمقصود به هنا أي طائر أو حيوان صغير.
● فما فوقها: أي ما هو أكبر منها من الطيور والحيوانات.
● بغير حقها: بدون سبب مشروع يبيح قتلها.
● يذبحها: أي يذبحها ذبحاً شرعياً إذا كانت مما يؤكل لحمها.
● لا يقطع رأسها يرمي بها: أي لا يقتلها بطريقة عشوائية أو بتعذيب، مثل أن يقطع رأسها فقط من غير فائدة أو يرمي بها للعب.

ثالثاً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن قتل أي حيوان، ولو كان صغيراً كالعصفور، بدون سبب مشروع، هو أمر يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة. فالله سبحانه وتعالى سيحاسب الإنسان على تصرفاته حتى مع هذه المخلوقات الصغيرة.
وحين سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن "حقها"، أي السبب المشروع الذي يبيح قتلها، بين أن الحق هو أن يذبحها لأكلها إذا كانت من الحيوانات المباحة، بالطريقة الشرعية التي تُريحها وتقلل ألمها. وأما أن يقتلها بطريقة عشوائية أو للعب والتسلية (مثل أن يقطع رأسها ويرميها فقط من غير فائدة)، فهذا ليس من حقها، وهو داخل في الإثم.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم التعذيب والإيذاء للحيوانات: يحرم على المسلم أن يعذب أي حيوان أو يقتله بدون فائدة مشروعة، وهذا من كمال الرحمة في الإسلام.
2- المسؤولية تجاه المخلوقات: الإنسان مسؤول عن كل تصرف يقوم به، وسيحاسب حتى على تعامله مع الحيوانات.
3- التذكير برحمة الله: أن الله سبحانه وتعالى رحيم حتى بالحيوانات، وسيسأل من يؤذيها.
4- التشريع الحكيم: أن الذبح للاكل هو الحق المشروع، بشرط أن يكون بالطريقة الشرعية التي تُريح الحيوان.
5- تحريم العبث بخلق الله: أن قتل الحيوانات للهو أو العبث (مثل قطع الرأس والرمي من غير فائدة) من الأمور المحرمة.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- يدل هذا الحديث على أن الإسلام سبق كل المنظمات الحديثة في الدعوة إلى حقوق الحيوان والرفق به.
- من القصص المشهورة في الرفق بالحيوان: أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. وقصة أن رجلاً غفر الله له لأنه سقى كلباً كاد يموت من العطش.
- الذبح الشرعي يكون بسكين حاد، مع التسمية والتكبير، وقطع الودجين والحلقوم والمريء quickly لتخفيف الألم.
أسأل الله أن يجعلنا من الرحماء بالخلق، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٤٣٤٤، ٤٤٤٥، والحاكم (٤/ ٢٣٣) من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن صُهَيب مولى ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره.
ورواه أحمد (٦٥٥٠) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، به مختصرًا.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد». كذا قالا، وفي إسناده صُهَيب مولى ابن عامر أبو موسى المكيّ، تفرّد عنه عمرو بن دينار ولم يوثقه غير ابن حبَّان.
ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له من تابعه.
ولكن يشهد له حديث الشريد قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: من قتل عصفورًا عبثًا، عجَّ إلى الله عز وجل يوم القيامة منه، يقول: يا ربّ إن فلانًا قتلني عبثا، ولم يقتلني لمنفعة». رواه أحمد (١٩٢٤٧٠) عن عبد الواحد الحداد أبي عبيدة، عن خلف بن مهران، حَدَّثَنَا عامر الأحول، عن صالح بن دينار، عن عمرو بن الشريد قال: سمعت الشريد يقول فذكره.
ومن طريق الإمام أحمد رواه النسائيّ (٤٤٤٦)، وابن حبَّان (٥٨٩٤).
وفي إسناده صالح بن دينار، تفرّد عنه عامر الأحول، ولم يوثقه غير ابن حبَّان، ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد من تابعه. ولكن يقوي أحدهما الآخر فيصير الحديث حسنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 127 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها

  • 📜 حديث: من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل عصفورًا بغير حقها سأله الله عنها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب