ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

حديث: ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

عن أنس أن النبي ﷺ كان في غزاة فقال: «إن أقواما بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر».

صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٣٩) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن حميد، عن أنس .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام وعدله ورحمته.

نص الحديث:

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال: «إن أقوامًا بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبًا ولا وادياً إلا وهم معنا فيه، حبسهم العذر».

شرح المفردات:

● غزاة: أي غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
● أقوامًا: جماعة من الناس.
● خلفنا: أي تركوا في المدينة ولم يخرجوا معنا.
● شعبًا: طريقًا ضيقًا بين جبلين.
● واديًا: منخفضًا بين جبال أو تلال.
● حبسهم العذر: منعهم من الخروج عذر شرعي مقبول.

شرح الحديث:

كان النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته، فذكر لأصحابه أن هناك أناسًا بقوا في المدينة ولم يخرجوا للجهاد، لكنهم معهم في الأجر والثواب، لأنهم كانوا يعتريهم عذر شرعي منعهم من الخروج، كمرض أو ضعف أو علة، فلم يتمكنوا من المشاركة في الغزو مع أنهم كانوا يرغبون فيه.
وقوله: «ما سلكنا شعبًا ولا وادياً إلا وهم معنا فيه» يعني أن هؤلاء المعذورين يشتركون مع المجاهدين في الأجر، وكأنهم يسيرون معهم في كل طريق، ويشاركونهم في المشقة والثواب، بسبب نيتهم الصادقة ورغبتهم في الجهاد، ولكن العذر حال بينهم وبين ذلك.

الدروس المستفادة:

1- فضل النية الصادقة: أن المسلم إذا نوى العمل الصالح وعجز عنه، فإنه يكتب له أجر ذلك العمل، كما في الحديث القدسي: «إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنة كاملة» (متفق عليه).
2- رحمة الإسلام وسماحته: حيث راعى الظروف الخاصة بالناس، ولم يكلفهم فوق طاقتهم، بل جعل لهم الأجر الكامل إذا كان العذر حاجزًا.
3- الاعتراف بفضل الصالحين: حتى لو لم يقدروا على العمل، فإن نياتهم الطيبة تجعلهم شركاء في الأجر.
4- تشجيع الناس على عمل الخير: حتى لو عجزوا عن بعضه، فإن النية تكفي لحصول الأجر.
5- بيان فضل الجهاد: وأن المشاركة فيه فضل عظيم، حتى إن المعذورين يشاركون في الأجر إذا صدقت نياتهم.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه بيان أن الأعمال بالنيات، وأن العاجز عن العمل يكمل له أجره بنيته.
- ينطبق هذا الحكم على جميع العبادات، فمن نوى الصيام أو الحج أو الصلاة ثم عجز، كتب له الأجر كاملاً.
- هذا من محاسن الإسلام، حيث لا يضيع أجر من أحسن عملاً، حتى لو لم يقدر على إكماله.
نسأل الله أن يوفقنا للنية الصادقة والعمل الصالح، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٣٩) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن حميد، عن أنس .. فذكره.
ورواه ابن ماجه (٢٧٦٤) من طريق ابن أبي عدي، عن حميد به. وفيه: «لما رجع رسول الله ﷺ من غزوة تبوك فدنا من المدينة قال .. فذكر نحوه.
ورواه أبو داود (٢٥٠٨) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن حميد، عن موسى بن أنس بن مالك، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال: «لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه» قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: «حبسهم العذر».
قال ابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ٤٣٥): هذا عندي حديث صحيح لحسن سياقه وجودة رجاله».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 70 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

📜 حديث: ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية