حديث: قفلة كغزوة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل القفول عن الغزو

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «قفلة كغزوة».

صحيح: رواه أبو داود (٢٤٨٧)، وأحمد (٦٦٢٥) والحاكم (٢/ ٧٣)، والبيهقي (٩/ ٢٨) من طرق عن الليث بن سعد: حدثني حيوة بن شريح، عن ابن شُفي الأصبحي، عن أبيه شُفي بن ماتع، عن عبد الله بن عمرو .

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: «قفلة كغزوة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فالحديث الذي طلبت شرحه هو حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قِفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ».

أولاً. شرح المفردات:


* قِفْلَةٌ: القِفْلَة -بكسر القاف- في اللغة: هي الرجوع من السفر. والمقصود بها هنا: عودة الغازي أو المجاهد من الغزو سالماً إلى أهله وبلده.
* كَغَزْوَةٍ: أي مثل الغزوة، أو لها أجر الغزوة. والغزوة: هي الخروج لقتال الكفار في سبيل الله.
فالمعنى الإجمالي: عودة المجاهد من الغزو لها أجرٌ ومثوبة كأجر الغزوة نفسها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم عن فضل عظيم من فضائل الجهاد في سبيل الله، وهو أن المجاهد لا يُكتب له الأجر العظيم فقط أثناء خروجه للغزو وقتاله، بل تمتد بركة هذا العمل الصالح وأجره إلى طريق عودته إلى دياره وأهله.
فالمجاهد الذي خرج بنية خالصة لله، بذل ماله ونفسه في سبيل إعلاء كلمة الله، يعود محملاً بغنيمة عظيمة هي:
1- غْنيمة مادية: إن حصلت.
2- الغنيمة المعنوية: وهي نيل رضا الله تعالى، ومغفرة الذنوب، والرفعة في الدرجات.
وهو في طريق عودته ما يزال في عبادة وجهاد، لأنه يعود بنية العودة إلى الغزو مرة أخرى، أو بنية إراحة نفسه ليعود أقوى، أو لينشر فضائل الجهاد ويرغب فيه، أو لينفق على أهله مما رزقه الله، فهي خاتمة حسنة لعمل صالح.
فكأنه صلى الله عليه وسلم يقول: لا تحسبن أن الأجر ينقطع بانتهاء القتال، بل طريق العودة مبارك ومأجور كما كان طريق الذهاب وميدان القتال.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة فضل الله وكرمه: فالله تعالى يضاعف الحسنات، ويمد الأجر ليشمل العمل وما يتصل به، فالعودة جزء من الغزو، فأعطاها الله أجر الغزو كاملاً.
2- تشجيع المسلمين على الجهاد: يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المجاهد لا يخسر شيئاً، بل هو رابح في كل أحواله: ذهابه، وقتاله، وعودته.
3- النية تبعث البركة في جميع الأحوال: فنية المجاهد الخالصة لله تجعل حتى عودته عبادة يؤجر عليها.
4- أن الأعمال بخواتيمها: فخاتمة عمل المجاهد هي العودة سالماً غانماً، وهذه نعمة عظيمة تستحق الشكر، والشكر عمل صالح يؤجر عليه.
5- الرد على من يظن أن الجهاد مشقة فقط: يبين الحديث أن الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة، وفيه الراحة والنصر حتى في لحظة العودة.

رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث يدخل في باب فضائل الجهاد وبيان عظيم أجره.
* يفهم من الحديث الحث على تشييع المجاهدين عند عودتهم والفرح بهم، لأنهم عادوا من عمل عظيم مبارك.
* يستفاد منه أيضاً فضل انتظار المرأة لزوجها الغازي والصبر على فراقه، فهي شريكة في الأجر بإذن الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٤٨٧)، وأحمد (٦٦٢٥) والحاكم (٢/ ٧٣)، والبيهقي (٩/ ٢٨) من طرق عن الليث بن سعد: حدثني حيوة بن شريح، عن ابن شُفي الأصبحي، عن أبيه شُفي بن ماتع، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره.
إلا أنه ليس في المستدرك: «عن أبيه».
وقد رواه أبو داود (٢٤٨٧) من الوجه الذي عند الحاكم بذكر «عن أبيه» فالظاهر أنه سقط من النساخ، ولذا لم يذكره ابن حجر في إتحاف المهرة (٩/ ٦٧٢). وإسناده صحيح، وابن شُفي هو الحسين.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: حسين بن شفي لم يخرج له مسلم، وكذا أبوه وهما ثقتان.
قال الخطابي في معالم السنن (٣/ ٣٥٨) معلقا على الحديث المذكور: «هذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون أراد به القفول عن الغزو والرجوع إلى الوطن يقول: إن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله كأجره في إقباله إلى الجهاد؛ وذلك لأن تجهيز الغازي يضر بأهله وفي قفوله إليهم إزالة الضرر عنهم واستجمام للنفس واستعداد بالقوة للعود.
والوجه الآخر أن يكون أراد بذلك التعقيب وهو رجوعه ثانيا في الوجه الذي جاء منه منصرفا وإن لم يلق عدوًّا ولم يشهد قتالا وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاتهم وذلك لأحد أمرين:
أحدهما أن العدو إذا رأوهم قد انصرفوا عن ساحتهم أمنوهم فخرجوا من مكامنهم فإذا قفل الجيش إلى دار العدو نالوا الفرصة منهم فأغاروا عليهم.
والوجه الآخر أنهم إذا انصرفوا من مغزاتهم ظاهرين لم يأمنوا أن يقفو العدو أثرهم فيوقعوا بهم وهم غارون فربما استظهر الجيش أو بعضهم بالرجوع على أدراجهم ينفضون الطريق فإن كان من العدو طلب كانوا مستعدين للقائهم وإلا فقد سلموا وأحرزوا ما معهم من الغنيمة» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قفلة كغزوة

  • 📜 حديث: قفلة كغزوة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قفلة كغزوة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قفلة كغزوة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قفلة كغزوة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب