المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

حديث: المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

عن أم حرام، عن النبي ﷺ أنه قال: «المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغرِق له أجر شهيدين».

حسن: رواه أبو داود (٢٤٩٤)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢٨٥ - ٢٨٦) من طرق عن مروان بن معاوية، حدثنا هلال بن ميمون الرملي، عن أبي ثابت يعلى بن شداد، عن أم حرام .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أم حرام، عن النبي ﷺ أنه قال: «المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغرِق له أجر شهيدين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه بيان فضل الجهاد في البحر وعلو منزلة من يصيبه أذى فيه. وهاك الشرح المفصل:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الجامع. وهو من الأحاديث التي تبيّن فضل الجهاد وعظيم ثوابه، خاصة في البحر.
### ثانياً. شرح المفردات
● المائد في البحر: المائد هو الذي يَتَمَـوَّجُ به السفينة ويضطرب من شدة الأمواج. وأصله من "ماد الشيء" إذا تحرك واضطرب. وقيل: هو الملازم للسفر في البحر للجهاد.
● الذي يصيبه القيء: أي الذي يغثي ويتقيأ من شدة دوار البحر واضطراب السفينة.
● الغَرِق: هو الذي يموت غرقاً في البحر.
● أجر شهيد: ثواب وأجر مثل أجر الشهيد الذي قُتِل في سبيل الله.
● أجر شهيدين: ثواب مضاعف، كأجر شهيدين.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضلين عظيمين:
1- فضل من يُصيبه دوار البحر وتقيؤه في سبيل الله: فالمجاهد الذي يركب البحر للجهاد في سبيل الله، وتصيبه مشقة التقيؤ والدوار من هيجان البحر، فإن هذه المشقة التي يصبر عليها بنية خالصة تكتب له بأجر شهيد، أي كأجر من استشهد في المعركة.
2- فضل من يغرق في البحر أثناء الجهاد: ومن يكمل الله عليه فضله ويقبض روحه في البحر غرقاً أثناء الجهاد، فإن له أجر شهيدين، وهو أجر مضاعف لشدة ما لقيه من هول الغرق وصعوبة الموت فيه.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- سعة فضل الله وكرمه: حيث يجزي على المشاقّ والصبر عليها بأعظم الجزاء، فالتقيؤ من دوار البحر قد يجعله الله سبباً للفوز بأجر الشهادة.
2- علو منزلة الجهاد في البحر: وهو من أعظم أنواع الجهاد لما فيه من مخاطر إضافية ومشاقّ كبيرة لا تكون في البر.
3- الحث على الصبر على المشاقّ في الطاعة: فما يلحق المجاهد من أذى ومشقة في سبيل الله هو سبب للرفعة وعلو الدرجات.
4- بيان تفاضل الشهداء في الدرجات: فالشهيد الغريق له أجر شهيدين لشدة ما عاناه، مما يدل على أن الشهداء يتفاضلون في الدرجات عند الله بحسب ما قدموا وعانوا.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الفضل خاص بمن خرج للجهاد في سبيل الله، أو لما فيه نصر الدين، كحمل الدعوة ونشر العلم.
- ليس كل من غرق في البحر يحصل على هذا الأجر، بل من كان في طاعة الله وخاصة الجهاد.
- فيه تشجيع للأمة على امتلاك قوة بحرية والجهاد في البحر، كما كان في عصور الإسلام الأولى.
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٤٩٤)، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢٨٥ - ٢٨٦) من طرق عن مروان بن معاوية، حدثنا هلال بن ميمون الرملي، عن أبي ثابت يعلى بن شداد، عن أم حرام .. فذكرته.
وإسناده حسن من أجل هلال بن ميمون الرملي؛ فإنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن أبي الدرداء أن رسول الله ﷺ قال: «غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر، والذي يسدر في البحر كالمتشحط في دمه في سبيل الله». فإسناده ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٧٧٧) عن هشام بن عمار، حدثنا بقية، عن معاوية بن يحيى، عن ليث بن أبي سليم، عن يحيى بن عباد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، .. فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف ليث، ومعاوية بن يحيى - وهو الصدفي - وعنعنة بقية بن الوليد؛ فإنه كان يدلس عن الضعفاء والمجهولين.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٥٩): «هذا إسناد ضعيف لضعف معاوية بن يحيى وشيخه ليث بن أبي سليم».
وقوله: «يسدر» من السدر بالتحريك، كالدوار وهو كثيرًا ما يعرض لراكب البحر.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «شهيد البحر مثل شهيدي البر، والمائدُ في البحر كالمتشحط في دمه في البر. وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله. وإن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر، فإنه يتولى قبض أرواحهم. ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ولشهيد البحر الذنوب والدين».
رواه ابن ماجه (٢٧٧٨)، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٠٠) من طريق قيس بن محمد الكندي، حدثنا عفير بن معدان الشامي، عن سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول .. فذكره.
وفي هذا الإسناد عُفير بن معدان ضعيف، بل قال فيه أبو حاتم: ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سُليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ بالمناكير ما لا أصل له لا يشتغل بروايته. الجرح والتعديل (٧/ ٣٦).
وبه أعله أيضا البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٥٩).
وقيس بن محمد هو ابن عمران الكندي لم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته (٩/ ١٥) وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير بن معدان».
وكذلك لا يصح ما روي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: «لا يركب البحر إلا حاج، أو معتمر، أو غاز في سبيل الله فإن تحت البحر نارًا وتحت النار بحرًا».
رواه أبو داود (٢٤٨٩) عن سعيد بن منصور (وهو في سننه ٢٣٩٣) قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن مطرف، عن بشر أبي عبد الله، عن بشير بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره.
وفي إسناده بشر أبو عبد الله وبشير بن مسلم مجهولان، وقد اختلف في إسناده، فمنهم من رواه هكذا، ومنهم من أسقط بشرًا أبا عبد الله، ومنهم من أسقط بشير بن مسلم، ومنهم من رواه على غير هذه الوجوه، ساق الاختلاف فيه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٠٤ - ١٠٥)، والخطيب في تلخيص المتشابه (١/ ١٥٦ - ١٥٨)، والمزي في تحفة الأشراف (٦/ ٢٨٢).
وضعّف هذا الحديث غير واحد من أهل العلم.
قال البخاري في ترجمة مسلم بن بشير الكندي من التاريخ الكبير (٢/ ١٠٤ - ١٠٥) بعد ما ساق الاختلاف في إسناد الحديث المذكور: «لم يصح حديثه».
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢٤٠): «هو حديث ضعيف مظلم الإسناد لا يصحّحه أهل العلم بالحديث؛ لأن رواته مجهولون لا يُعرفون ...».
وفيه مخالفة لبعض الأحاديث الصحيحة قال ابن حجر في التلخيص (٢/ ٢٢١) بعد ما ساق أقوال الأئمة في تضعيف هذا الحديث قال: «هذا الحديث يعارضه حديث أبي هريرة ... في سؤال الصيادين، إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء ولم ينكر عليهم» اهـ.
لكن ثبت ذلك موقوفا من قول عبد الله بن عمرو بن العاص، فقد روى البيهقي (٤/ ٣٣٤) من طريق شعبة وهمام عن قتادة، عن أبي أيوب - وهو المراغي - عن عبد الله بن عمرو أنه قال: «ماء البحر لا يجزئ من وضوء، ولا من جنابة، إن تحت البحر نارًا، ثم ماءًا ثم نارًا حتى عد سبعة أبحر وسبعة أنيار».
وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

📜 حديث: المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية