حديث: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن إبراهيم هو ابن آزر

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخٍ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3350) ومسلم في صحيحه (رقم 237)، وفيه موعظة عظيمة وعبرة بالغة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● قترة وغبرة: القترة: سواد وظلمة تغطي الوجه. الغبرة: تراب وغبار. وهما من علامات الذل والهوان يوم القيامة على وجوه الكفار.
● لا تعصني: أي لا تخالفني وتترك ما أدعوك إليه من توحيد الله وترك الشرك.
● بذيخٍ: الذيخ هو الذئب الضاري المتوحش.
● ملتطخ: متسخ بدماء وأوساخ، في صورة مقزّعة ومهينة.
● بقوائمه: برجليه الأربع.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، يلتقي فيه النبي إبراهيم خليل الرحمن بأبيه آزر، الذي مات على الكفر. وهذا اللقاء ليس لقاء فرح وسرور، بل هو لقاء تظهر فيه عاقبة الشرك والكفر.
● "وعلى وجه آزر قترة وغبرة": هذه من علامات أهل الكفر يوم القيامة، حيث يُسَوَّدُ وجوههم ويُغَبَّرُ عليها، تعبيرًا عن الخزي والعار والذل، مقابل نور وبياض وجوه المؤمنين.
● "ألم أقل لك لا تعصني": يذكِّره إبراهيم عليه السلام بنصيحته له في الدنيا، حين كان يدعوه إلى توحيد الله وترك عبادة الأصنام.
● "فاليوم لا أعصيك": يعترف الأب بكلمة الحق، ولكن بعد فوات الأوان، حين لا تنفع المعرفة ولا الندم.
● "يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني": يستغيث إبراهيم عليه السلام بربه، متذكرًا دعاءه الذي ذكره الله تعالى في القرآن: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41]، وفي آية أخرى: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [الشعراء: 87]. لكن شفاعته لا تنفع أباه لأنه مات كافرًا.
● "إني حرمت الجنة على الكافرين": هذا هو الجواب الحاسم من الله عز وجل، الذي يقطع كل أمل. فحكم الله النافذ أن الجنة محرمة على من مات على الكفر، مهما كانت قرابته من الأنبياء والصالحين.
● "ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ": هنا تأتي الصورة المفزعة التي تبين المصير النهائي. فبدلاً من أن يكون الأب في موقف كريم، يُسحب كأخس الحيوانات وأكثرها وحشية وقذارة، ثم يُلقى به في النار. هذه الصورة تظهر الهوان الشديد الذي يصير إليه الكافر.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عاقبة الكفر والشرك: الحديث يصور بوضوح المصير المهين للكافر في الآخرة، مهما كانت منزلته الدنيوية أو قرابته من الصالحين.
2- حدود الشفاعة: شفاعة الأنبياء وغيرهم لا تنفع الكفار، لقوله تعالى: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48].
3- الحسرة والندم يوم القيامة: يندم الكفار أشد الندم على تركهم الإيمان، ولكن لا يفيدندمهم حينئذ.
4- وجوب البر بالوالدين في الدنيا مع عدم طاعتهما في المعصية: دعا إبراهيم لأبيه في الدنيا، ونصحه، ولم ييأس منه حتى توفي على الكفر. وهذا هو منهج المسلم: البر والإحسان إلى الوالدين حتى لو كانا كافرين، مع عدم طاعتهما في معصية الله.
5- عدل الله تعالى: فحرمة الجنة على الكافرين من عدل الله، فلا يستوي من كفر بربه وعصاه مع من آمن وأطاع.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بــ "أحاديث الشفاعة"، وفيه بيان أن شفاعة إبراهيم عليه السلام لا تنفع أباه الكافر.
- ينبغي للمسلم أن يحسن الدعاء لوالديه في حياتهما وبعد مماتهما، لكن إن كانا كافرين فلا يدعو لهما بالمغفرة والرحمة بعد موتهما على الكفر، بل يدعو لهما بالهداية في الحياة، وإذا ماتا على الكفر توقف عن الدعاء لهما بالمغفرة، اقتداءً بإبراهيم عليه السلام حيث قال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114].
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، وأن يتوفانا على الإسلام، وأن يجنبنا وخزى يوم القيامة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة .. فذكره.
واسم أبي إبراهيم آزر كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ﴾ وهذا هو الصحيح الذي يجب الاعتماد عليه. وأما اسمه في التوراة المزعومة فهو «تارح» التكوين (١١: ٢٧). ونقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٣٢٩ - ٣٣٠) قول جمهور أهل النسب منهم ابن عباس على أن اسم أبيه «تارح» وأهل الكتاب يقولون: «تارخ» بالخاء المعجمة فقيل: إنه لقب بصنم كان يعبده اسمه آزر.
وقال: وقال ابن جرير: والصواب أن اسمه آزر ولعل له اسمين علمين، أو أحدهما لقب والآخر علم. وهذا الذي قاله محتمل». اهـ
قوله: «بذيخٍ مُلتطخ«، الذيخ هو: ذَكَر الضباع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار

  • 📜 حديث: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب