حديث: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن نبيًّا من الأنبياء كان يَخُطُّ

عن معاوية بن الحكم عن النبي ﷺ في حديث فيه: قال: قلتُ: ومنا رجال يخطون قال: «كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٣٧: ٣٣) وفي الطب (٥٣٧: ١٢١) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي .

عن معاوية بن الحكم عن النبي ﷺ في حديث فيه: قال: قلتُ: ومنا رجال يخطون قال: «كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: قلتُ: ومنا رجال يَخطُّون؟ قال النبي ﷺ: «كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك».

تخريج الحديث:


هذا الحديث جزء من حديث طويل رواه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، وأبو داود والنسائي وغيرهم.

1. شرح المفردات:


● يَخطُّون: الخط هنا يعني الكتابة أو الرسم باليد، والمقصود الكتابة على الأرض أو الرمل أو ما شابه ذلك للاستفهام عن الغيب أو التكهن بالمستقبل، وهو من أنواع الكهانة المحرمة.
● يخط: أي كان يكتب أو يرسم على الأرض.
● فمن وافق خطه: أي من صادف أن تطابق ما كتبه ذلك النبي مع ما كتبه الكاهن أو العراف.

2. شرح الحديث:


● السياق: جاء هذا الحديث في سياق قصة معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه عندما جاء إلى النبي ﷺ وسأله عن حكم الكهانة والعرافة، وكان من عادة بعض العرب أن يخطوا على الأرض أو الرمل لاستطلاع الغيب أو معرفة الأمور المستقبلية.
● معنى الحديث: يبين النبي ﷺ أن هذه الممارسة (الخط للكهانة) كانت موجودة في الأمم السابقة، وكان هناك نبي من أنبياء الله -عليهم السلام- يخط على الأرض لأمر مباح أو مشروع، كأن يكون للتعليم أو التبصر، لكن بعض الناس قلّدوه في الشكل فقط وحرفوا الغرض، فجعلوا من الخط وسيلة للادعاء بعلم الغيب.
- فقوله ﷺ: «كان نبي من الأنبياء يخط» أي أن الأصل في هذا الفعل ليس شرًا محضًا، بل قد يكون مشروعًا إذا كان للتعلم أو التوصل إلى حق، لكن الذين يقلدونه اليوم بقصد الكهانة والادعاء بعلم الغيب قد أخطؤوا الطريق.
- وقوله: «فمن وافق خطه فذاك» أي أن من صادف أن تطابق ما يخطه الكاهن مع ما كان يخطه ذلك النبي (من حيث الشكل أو الطريقة) فإن ذلك لا يجعل فعله صحيحًا، بل يبقى محرمًا لأنه قصد به غير القصد المشروع.

3. الدروس المستفادة:


● تحريم الكهانة والعرافة: الحديث يدل على تحريم الكهانة والادعاء بعلم الغيب، لأن علم الغيب من اختصاص الله تعالى، كما قال سبحانه: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65].
● التنبيه على خطورة التقليد الأعمى: كثير من الناس يقلدون أفعال الآخرين دون معرفة حكمها أو قصدها، فيقعون في المحرمات.
● الفصل بين القصد والشكل: قد يكون الفعل مباحًا أو مشروعًا إذا قصد به خير، لكنه يصير محرمًا إذا قصد به شرًا أو بدعة، كالخط للكهانة.
● الرد على المشركين والكهنة: النبي ﷺ بين أن ما يفعله الكهنة ليس جديدًا، بل هو تقليد لفعل نبي، لكنهم حرفوه عن هدفه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على بطلان الكهانة ووجوب اجتنابها، وأن من ذهب إلى كاهن أو عراف فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ.
- ينبغي للمسلم أن يتوكل على الله ويستعين به في معرفة المستقبل، ولا يلتفت إلى هذه الخرافات.
- العلماء يستفيدون من هذا الحديث أن بعض الأفعال قد تكون محرمة لا لذاتها، ولكن للقصد أو الغاية منها.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يبصرنا بحدود شرعه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٣٧: ٣٣) وفي الطب (٥٣٧: ١٢١) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي .. فذكره.
يقال: هذا النبي هو إدريس عليه السلام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك

  • 📜 حديث: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب