حديث: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في أخبار نبي الله صالح ﵇

عن عبد الله بن عمر: أن النبي ﷺ لما مرَّ بالحجر قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم» ثم تقنع بردائه وهو على الرحْل.
وزاد في رواية: ثم قنّع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٨٠)، ومسلم في الزهد (٢٩٨٠: ٣٩) كلاهما من حديث الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه .

عن عبد الله بن عمر: أن النبي ﷺ لما مرَّ بالحجر قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم» ثم تقنع بردائه وهو على الرحْل.
وزاد في رواية: ثم قنّع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يجمع بين العبرة التاريخية والحكمة الشرعية، وسأشرحه لكم وفقًا للخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● الحَجْر: هي منطقة قوم صالح عليه السلام، وتقع بين المدينة المنورة وتبوك، وكانت مساكن قوم ثمود الذين كذبوا نبيهم صالحًا وعقروا الناقة التي أتتهم آية من الله.
● ظلموا أنفسهم: أي كفروا بالله وكذبوا رسله، فاستحقوا العذاب.
● بَاكِينَ: أي خائفين متضرعين إلى الله، أو حزينين متأثرين.
● أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ: أي أن يحل بكم عذاب مثل عذابهم.
● تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ: أي غطى رأسه بثوبه.
● عَلَى الرَّحْلِ: أي وهو على ظهر دابته.
● أَسْرَعَ السَّيْرَ: أي أسرع في المشي أو في سير الدابة.
● حَتَّى أَجَازَ الْوَادِي: أي حتى عبر المنطقة وخرج منها.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ لما مرّ بمنطقة "الحجر" – وهي ديار قوم ثمود الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم وعنادهم – نادى أصحابه قائلًا: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين» أي لا تدخلوا بيوتهم أو أرضهم إلا إذا كنتم خائفين من الله، متذكرين عقابه، متأثرين بمصير هؤلاء القوم، حتى لا يصيبكم مثل ما أصابهم من العذاب.
ثم إن النبي ﷺ غطى رأسه بردائه وهو على دابته، وأسرع السير حتى عبر الوادي، وهذا يدل على شدة خوفه وتأثره بهذا المكان، وكأنه يريد أن يمرّ سريعًا ليتجنب البقاء في أرض العذاب.

3. الدروس المستفادة منه:


● التعظ بقصص الأمم السابقة: فالحديث يدعو إلى الاعتبار بمصير الظالمين، والتذكر الدائم لعقاب الله.
● خوف النبي ﷺ من الله: فإذا كان النبي ﷺ – وهو المعصوم – يخاف الله ويتأثر بهذه المواقع، فحري بنا أن نخاف ونعتبر.
● اجتناب أماكن المعصية والظلم: فلا ينبغي للمسلم أن يقيم في أماكن ارتكبت فيها المعاصي أو حلّ فيها غضب الله إلا إذا كان خائفًا متعظًا.
● الاستعاذة بالله من العذاب: فالنبي ﷺ أسرع الخروج من هذا المكان، وهذا يعلمنا أن نسرع في الخروج من مواطن الغضب والإثم.
● التقنع والإسراع دليل الخشية: فعل النبي ﷺ يدل على مشروعية إظهار الخشوع والخوف عند تذكر عذاب الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- قوم ثمود هم الذين أرسل الله إليهم نبيّه صالحًا، فكذبوه وعقروا الناقة، فأهلكهم الله بالصيحة والرجفة.
- المنطقة المعروفة بالحجر (مدائن صالح) موجودة إلى اليوم في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وكانت تسمى قديمًا "وادي القرى".
- يستحب للمسلم إذا مرّ بأماكن العبرة والعذاب أن يتذكر ويتعظ، ويسأل الله السلامة والعافية.
أسأل الله أن يجعلنا من المتعظين بعبر التاريخ، الخائفين من عقابه، المتقين لربه، وأن يحفظنا من مصارع الظالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٨٠)، ومسلم في الزهد (٢٩٨٠: ٣٩) كلاهما من حديث الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه .. فذكره.
والزيادة أخرجها البخاري في المغازي (٤٤١٩) عن عبد الله بن محمد الجعفي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر .. فذكره.
وهذا سياق البخاري.
ولفظ مسلم: «عن ابن شهاب - وهو يذكر الحجر مساكن ثمود - قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر قال: «مررنا مع رسول الله ﷺ على الحجر .. فذكره وفيه: «حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر فأسرع حتى خلّفها».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم

  • 📜 حديث: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصميبكم ما أصابهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب