حديث: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر إدريس ﵇ في قصة المعراج

عن أنس بن مالك يقول: ليلة أسري برسول الله ﷺ من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر ... ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا؟ فقال: جبريل قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد قال: وقد بُعث؟ قال: نعم قالوا: فمرحبا به وأهلا فيستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل: هذا أبوك آدم فسلِّمْ عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال: مرحبا وأهلا بابني، نعم الابن أنت ... ثم عرج به إلى الرابعة فقالوا له مثل ذلك ... إلى أن قال: كل سماء فيها أنبياء قد سمّاهم فأوعيت منهم: إدريس في الثانية ...».

متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٥١٧)، عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان، عن شريك بن عبد الله أنه قال: سمعت أنس بن مالك يقول .

عن أنس بن مالك يقول: ليلة أسري برسول الله ﷺ من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر ... ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا؟ فقال: جبريل قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد قال: وقد بُعث؟ قال: نعم قالوا: فمرحبا به وأهلا فيستبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل: هذا أبوك آدم فسلِّمْ عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال: مرحبا وأهلا بابني، نعم الابن أنت ... ثم عرج به إلى الرابعة فقالوا له مثل ذلك ... إلى أن قال: كل سماء فيها أنبياء قد سمّاهم فأوعيت منهم: إدريس في الثانية ...».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث الإسراء والمعراج من أعجب وأعظم آيات النبي ﷺ، وقد روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما طرفًا من هذه القصة العظيمة، ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه في هذا الحديث، والذي سأقوم بشرحه وفقًا للمنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● أُسري برسول الله ﷺ: أي سُري به ليلاً من مكة إلى المسجد الأقصى.
● من مسجد الكعبة: أي من عند المسجد الحرام في مكة.
● عُرِج به: أي صعد به إلى السماوات.
● يستبشر به: يفرحون بقدومه ويرحبون.
● فأوعيت: أي حفظت وأدركت.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث جزءًا من رحلة المعراج، حيث صعد النبي ﷺ من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع بمرافقة جبريل عليه السلام. وفي كل سماء كان يستفتح جبريل عليه السلام، فيُسأل عن نفسه وعمن معه، فيُخبر أن معه محمدًا ﷺ، فيُرحب به أهل السماء ويستبشرون به، وذلك لأن الله تعالى أخبرهم بفضله ومكانته، لكنهم لا يعلمون تفاصيل ما يريد الله به في الأرض إلا إذا أعلمهم الله تعالى.
ثم يذكر الحديث أنه في السماء الدنيا التقى النبي ﷺ بآدم عليه السلام، فأمره جبريل بأن يسلم عليه، فرد آدم عليه السلام ترحيبًا حارًا وفرحًا بلقاء ابنه النبي الخاتم.
ثم استمر الصعود إلى السماوات الأخرى، وفي كل سماء كان يلتقي بأنبياء الله تعالى، وقد ذكر النبي ﷺ أن منهم إدريس عليه السلام في السماء الثانية، وغيرهم من الأنبياء في السماوات الأخرى، كما ورد في روايات أخرى.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة منزلة النبي ﷺ: حيث خصه الله بهذه الرحلة العظيمة، ورفع ذكره في السماوات، واستبشر به أهل السماوات.
● مكانة الأنبياء: فقد رأى النبي ﷺ عددًا من الأنبياء في السماوات، مما يدل على علو منزلتهم عند الله تعالى.
● التواصل بين السماوات والأرض: فإن أهل السماوات يطلعون على أخبار الأرض بما يطلعهم الله تعالى عليه.
● بر الوالدين وتوقيرهم: حيث أمر جبريل النبي ﷺ أن يسلم على أبيه آدم عليه السلام، فرد عليه آدم ترحيبًا وفرحًا.
● الإيمان بالغيب: فإن الإسراء والمعراج من الأمور الغيبية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها كما وردت.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- رحلة الإسراء والمعراج كانت معجزة أكرم الله بها نبيه ﷺ، وقد ذكر الله تعالى الإسراء في قوله: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء:1]، أما المعراج فجاءت تفاصيله في السنة النبوية.
- في روايات أخرى أن النبي ﷺ التقى في السماوات بآدم في السماء الدنيا، ويحيى وعيسى في السماء الثانية، ويوسف في الثالثة، وإدريس في الرابعة، وهارون في الخامسة، وموسى في السادسة، وإبراهيم في السابعة.
- هذه الرحلة كانت تكريمًا للنبي ﷺ بعد ما لاقاه من أذى المشركين، وتثبيتًا لفؤاده، وإظهارًا لعلو مكانته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التوحيد (٧٥١٧)، عن عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان، عن شريك بن عبد الله أنه قال: سمعت أنس بن مالك يقول .. فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (١٦٢: ٢٦٢) عن هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب قال أخبرني سليمان وهو ابن بلال قال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال سمعت أنس بن مالك .. فذكر طرفا منه وأحال الباقي على الحديث الذي قبله بقوله: «نحو حديث ثابت البناني، وقدّم فيه شيئا وأخّر وزاد ونقص».
وفي الباب عن أبي هريرة عن النبي ﷺ في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: ١] وفيه: ثم صعد به إلى السماء الرابعة، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قالوا: ومن معك؟ قال: محمد قالوا: أوقد أرسل؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، قال: فدخل فإذا هو برجل قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا .. فذكر الحديث بطوله.
رواه البزار (كشف الأستار: ٥٥)، والطبري في تهذيب الآثار (٧٢٧ مسند ابن عباس)، وفي تفسيره (١٤/ ٤٢٤، ٤٣٥)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣٩٧) كلهم من طرق، عن أبي جعفر الرازي وهو عيسى بن ماهان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة .. فذكره.
وأبو جعفر تكلم الناس في حفظه، وروايته عن شيخه الربيع بن أنس البكري فيه اضطراب كثير كما قال ابن حبان في الثقات (٤/ ٢٢٨).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: أُتيت بالبراق .. وفيه: ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير ثم تلا رسول الله ﷺ ورفعناه مكانا عليا ... الحديث.
رواه الحارث بن أبي أسامة (بغية الباحث ٢٧)، والطبري في تهذيب الآثار (٧٢٥، ٧٢٦)، وفي تفسيره (١٤/ ٤٣٦)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣٩٠) كلهم من طرق عن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره مطولا.
وأبو هارون العبدي مشهور بكنيته وهو عمارة بن جُوين متروك ومنهم من كذّبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد

  • 📜 حديث: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: معي محمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب