حديث: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أخبار هود ﵇ وهلاك قومه

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت: يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال: «يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب، عُذّب قومٌ بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا: ﴿هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾» [الأحقاف: ٢٤].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٢٨، ٤٨٢٩)، ومسلم في الاستسقاء (٨٩٩: ١٦) كلاهما من طرق عن عبد الله من وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة .

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت: يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال: «يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب، عُذّب قومٌ بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا: ﴿هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾» [الأحقاف: ٢٤].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، مع بيان فوائده وعبره:

الحديث:


عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت: يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال: «يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب، عُذّب قومٌ بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا: ﴿هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾».

1. شرح المفردات:


● ضاحكًا: أي ضحكًا بصوت مسموع مع انكشاف الأسنان.
● لهواته: (مفردها: لهاة) وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أعلى الفم.
● يتبسم: وهو ابتسام خفيف بدون صوت، وهو صفة ضحكه صلى الله عليه وسلم.
● غيمًا: السحاب الذي يحتمل أن يكون فيه مطر.
● ريحًا: الرياح الشديدة.
● عرف في وجهه: ظهر وأثر في وجهه الشريف.
● ما يؤمني: ما يضمن لي الأمان من أن يكون فيه عذاب.
● عُذّب قوم بالريح: أي قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح العقيم.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث الجليل جانبًا من أخلاق النبي ﷺ وصفاته، وموقفه من بعض الظواهر الطبيعية:
أولاً: في وصف ضحكه صلى الله عليه وسلم:
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها أنها لم تر رسول الله ﷺ يضحك ضحكًا شديدًا حتى تظهر لهواته (أي حتى يصل ضحكه إلى درجة انكشاف حلقومه)، بل كان دائمًا يتبسم ابتسامة خفيفة. وهذا يدل على:
- كمال أدبه صلى الله عليه وسلم ووقاره.
- أنه كان دائم التفكير في أمور الآخرة وأحوال الأمة.
- أن التبسم هو الهيئة الكاملة للضحك المحمود، كما قال العلماء.
ثانيًا: في موقفه من الغيم والريح:
كان النبي ﷺ إذا رأى سحابًا أو ريحًا قوية يظهر على وجهه الشريف أثر الكراهية والانزعاج، بخلاف الناس الذين يفرحون عند رؤية السحاب رجاء نزول المطر. فلما سألته السيدة عائشة عن سبب ذلك، بين لها أن السبب هو خوفه من أن يكون هذا الغيم أو الريح محملًا بعذاب من الله، كما حدث للأمم السابقة.
واستشهد بقصة قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح العقيم، وكانوا عندما رأوا السحاب فرحوا وظنوه غيم مطر، فقالوا: {هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]، لكنه كان في الحقيقة عذابًا أهلكهم.

3. الدروس المستفادة:


1- الخشية الدائمة من الله: كان النبي ﷺ في قمة تقواه ومعرفته بربه، ومع ذلك كان يخاف من عذاب الله، فما بالنا نحن.
2- التأسي بالنبي ﷺ في الأدب والوقار: فيضحك المسلم بدون إفراط ولا صخب.
3- التفكر في آيات الله الكونية: فالمؤمن يتأمل في الظواهر الطبيعية لا كأحداث عابرة، بل كآيات تدل على قدرة الله وعظمته.
4- التذكر بعذاب الأمم السابقة: ليعتبر المسلم ويخاف من مقارفة الذنوب.
5- الفرق بين نظر المؤمن والكافر إلى الأحداث: فالكافر يفرح بالدنيا ومتاعها، والمؤمن يتذكر الآخرة وعذاب الله.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.
- قوم عاد هم من العرب البائدة، أرسل الله لهم النبي هودًا فكذبوه، فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية.
- يستحب للمسلم عند هبوب الرياح أن يقول الدعاء الوارد: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به".
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للاقتداء بنبينا محمد ﷺ في كل أحوالنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٢٨، ٤٨٢٩)، ومسلم في الاستسقاء (٨٩٩: ١٦) كلاهما من طرق عن عبد الله من وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة .. فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته

  • 📜 حديث: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما رأيت رسول ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب