حديث: دعوها فإنها مأمورة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

راحلة النبي ﷺ كانت مأمورة

عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد، وأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله! المنزل، فانبعثت به راحلته فقال: دعوها فإنها مأمورة ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به، ثم تحلْحلتْ فنزل رسول الله ﷺ عن راحلته، فأوى إلى الظل فنزل فيه، وأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله إن منزلي أقرب المنازل إليك ثم أتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله! انزل عليّ، فقال: إن الرجل مع رحله حيث كان. وثبت رسول الله ﷺ في العريش حتى صلى بالناس فيه ثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد.

حسن: رواه سعيد بن المنصور (٢/ ٣٤٧) عن عطاف بن خالد، قال: حدثنى صديق بن موسى، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.

عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد، وأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله! المنزل، فانبعثت به راحلته فقال: دعوها فإنها مأمورة ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به، ثم تحلْحلتْ فنزل رسول الله ﷺ عن راحلته، فأوى إلى الظل فنزل فيه، وأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله إن منزلي أقرب المنازل إليك ثم أتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله! انزل عليّ، فقال: إن الرجل مع رحله حيث كان. وثبت رسول الله ﷺ في العريش حتى صلى بالناس فيه ثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، معتمدًا في ذلك على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

الحديث:


عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد، وأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله! المنزل، فانبعثت به راحلته فقال: دعوها فإنها مأمورة ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به، ثم تحلْحلتْ فنزل رسول الله ﷺ عن راحلته، فأوى إلى الظل فنزل فيه، وأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله إن منزلي أقرب المنازل إليك ثم أتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله! انزل عليّ، فقال: إن الرجل مع رحله حيث كان. وثبت رسول الله ﷺ في العريش حتى صلى بالناس فيه ثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد.


1. شرح المفردات:


● استناخت: بركت وأقامت في مكانها.
● انبعثت: تحركت ونهضت.
● مأمورة: مُوَجَّهة بأمر إلهي.
● تحلحلت: حلَّت رحلها أو بركت بشكل كامل.
● أوى إلى الظل: لجأ إلى مكان مظلل.
● العريش: مكان مظلل من سعف النخل أو غيره.
● ثبت: بقي وأقام.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث موقفًا عظيمًا من مواقف هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، حيث كان وصوله ﷺ حدثًا تاريخيًا مهماً. فلما دخل المدينة، بركت ناقته في مكان بين دارين، فظن الناس أن هذا هو مكان نزوله، لكن الناقة تحركت مرة أخرى بأمر من الله تعالى، فسار بها حتى وصلت إلى موضع المسجد النبوي الآن (حيث المنبر)، فبركت هناك وتحلحت تمامًا، فنزل عنها رسول الله ﷺ.
ثم أتاه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه وعرض عليه النزول في بيته لقربه من المكان، وكذلك عرض عليه رجل آخر النزول عنده، فلم يُرجح النبي ﷺ أحدًا عليهما، بل قال: "إن الرجل مع رحله"، أي أن مكان نزوله مرتبط بمكان بروك راحلته التي كانت مأمورة من الله تعالى. فأقام ﷺ في مكان بسيط (عريش) في ذلك الموضع، وصلى فيه بالمسلمين لمدة اثنتي عشرة ليلة، حتى تم بناء المسجد النبوي في ذلك المكان المبارك.


3. الدروس المستفادة:


● التوكل على الله والتسليم لأمره: حيث ترك النبي ﷺ الناقة تسير بأمر الله دون تدخل منه، مع علمه بأنها موجهة من رب العالمين.
● عدم المحاباة في القرارات: رفض النبي ﷺ تفضيل أحد الصحابة على الآخر في استضافته، واعتمد على المكان الذي اختاره الله له.
● البساطة والتواضع: لم يختر النبي ﷺ قصرًا أو منزلاً فاخرًا، بل أقام في عريش بسيط حتى بني المسجد.
● أهمية المساجد في حياة المسلمين: كان أول ما فعله النبي ﷺ في المدينة هو اختيار مكان المسجد، مما يدل على مركزية المسجد في بناء المجتمع الإسلامي.
● الإيمان بالقدر والتسليم لمشيئة الله: حيث كان بروك الناقة وتحركاتها بتقدير إلهي، وليس صدفة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على معجزة من معجزات النبي ﷺ، حيث إن الناقة كانت مأمورة من الله تعالى، مما يظهر صدق نبوته وعلو مكانته.
- المكان الذي بركت فيه الناقة هو موضع المسجد النبوي الآن، مما جعله مكانًا مباركًا إلى يوم القيامة.
- استضاف النبي ﷺ في النهاية عند أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بعد أن أصر على ذلك، وكانت إقامته عنده عدة أشهر حتى اكتمال بناء حجرات أمهات المؤمنين بجوار المسجد.
- العريش الذي أقام فيه النبي ﷺ كان من سعف النخل، مما يدل على تواضعه وحياة البساطة التي عاشها حتى في أوقات انتصاره وهجرته.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الحقيقي لسنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه سعيد بن المنصور (٢/ ٣٤٧) عن عطاف بن خالد، قال: حدثنى صديق بن موسى، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
ومن طريقه رواه الطبراني في الأوسط (٣٥٦٨) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٠٩).
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن منصور.
وإسناده حسن من أجل عطاف بن خالد المخزومي فإنه مختلف فبه غير أنه حسن الحديث.
تنبيه: وقع في سنن سعيد بن المنصور المطبوعة: «صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير» والصواب كما ذكرته كذلك هو عند الطبراني والبيهقي.
وفي معناه ما روى أنس قال: جاءت الأنصار فقالوا: إلينا يا رسول الله ﷺ! فقال: «دعوا الناقة فإنها مأمورة» فبركتْ على باب أبي أيوب.
رواه البيهقي في الدلائل (٢/ ٥٠٨) من طريق الدارقطني قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري، ثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد، ثنا إبراهيم بن صرمة، ثنا يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس فذكره.
وفيه إبراهيم بن صرمة ضعيف، ومحمد بن سليمان لا يعرف.
وذكر أن إقامة النبي ﷺ عند أبي أيوب كانت سبعة أشهر. انظر: «أنساب الأشراف» للبلاذري (١/ ٣١٤)

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 187 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوها فإنها مأمورة

  • 📜 حديث: دعوها فإنها مأمورة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوها فإنها مأمورة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوها فإنها مأمورة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوها فإنها مأمورة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب